إقالة وإدانة وإشادة.. «صلاة يهودية» بمسجد جنين تثير جدلا واسعا
أثارت مشاهد تدنيس جنود إسرائيليين أحد المساجد في مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، ردود فعل متفاوتة في إسرائيل.
ففي حين رفض حاخام إسرائيل الأكبر هذا الاعتداء فإن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اعتبره "عملا بطوليا"، فيما تقرر إبعاد جنديين اثنين عن النشاط العملياتي.
وبالمقابل فقد قام نشطاء من اليسار الإسرائيلي برفع صوت الأذان في أحد الكنس في تل أبيب، احتجاجا على الاعتداء الذي تداوله الغالبية من الصحفيين الإسرائيليين دون تعليق.
والتزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت على الاعتداء.
ما الذي حدث؟
في أثناء عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة جنين ومخيمها استمرت 3 أيام اقتحم عدد من الجنود الإسرائيليين أحد المساجد في مخيم جنين.
وقام أحد الجنود بالتقاط مكبر الصوت بالقرب من محراب المسجد وقام بأداء صلاة "اسمع يا إسرائيل" أو "شيماع إسرائيل" بالعبرية.
وتقول كلمات الصلاة التي يؤديها المتدينون اليهود في الصباح والمساء، وقام الجندي بترديدها من خلال مبر الصوت "اسمع يا إسرائيل، الهنا الرب والرب واحد".
ومن ثم قام جندي آخر بترديد ذات الصلاة وأيضا باستخدام مكبر الصوت، ولكن من على منبر المسجد.
ولاحقا قام الجنود برفع مقاطع الفيديو على شبكات التواصل وتناقلها الكثير من الصحفيين ونشطاء اليمين الإسرائيليين تحت عنوان "شيماع إسرائيل بأحد المساجد بقلب جنين".
وذهب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى اعتبار هذا الاعتداء "عملا بطوليا".
وارفق الفيديو على حسابه في تليغرام مع عبارة: "صلاة شيماع يسرائيل التي يؤديها مقاتلونا الأبطال في مسجد جنين".
وعلى الفور، أثار الاعتداء ردود فعل فلسطينية غاضبة.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان "بأشد العبارات اقتحام وتدنيس جنود الاحتلال أحد المساجد في مخيم جنين وقيامهم بالغناء وأداء طقوس تلمودية عبر مكبراته، في انتهاك صارخ لحرمة المسجد وقدسيته واستهزاء لجميع القيم والمبادئ الإنسانية والدينية والأخلاقية، مما أدى إلى ترهيب المواطنين والاعتداء على مشاعرهم بشكل استفزازي غير مسبوق".
وأضافت: "كما تدين الوزارة تصريحات مواقف الوزير الإسرائيلي الفاشي بن غفير الذي أيد فيها هذا الاعتداء وانبرى للدفاع عن مرتكبيه ومحاولة توفير الحماية لهم بعد أن قام جيش الاحتلال بإيقافهم، في دعم صريح من بن غفير وتحريض سافر لهذا العمل الاستفزازي الذي يعكس تصرفات مليشيات إرهابية وليس جيشاً منظماً".
اعتداء آخر
ولكن الجنود لم يتوقفوا، إذا قاموا بخط شعارات عنصرية على سطح المسجد.
وكتب الجنود على سطح المسجد: "جئنا لكي نأكل الحمص".
كما خطوا على جدار آخر "غلاف قطاع غزة".
إدانة الحاخام الأكبر لإسرائيل
وعلى إثر تكرر الاعتداء فقد أدان الحاخام يتسحاق لتسيون، الحاخام الأكبر لإسرائيل، الاعتداء.
وقال في رسالة: "بخصوص استفسارات وردت لي من عدة أماكن، حول الجنود الذين يضطرون أثناء القتال أيضا إلى البقاء في المساجد أو المنازل في أراضي العدو وهناك أقلية صغيرة جدا منهم الذين يمارسون أعمال إهانة في دور عبادتهم أو الاستهزاء بسكان المكان من خلال أجهزة الصوت الموجودة في المساجد، أو يمارسون عادة النهب دون داعٍ، في منازل أو ممتلكات السكان".
وأضاف: "يجب أن يوضح لهؤلاء الجنود أنه لا يجوز المساس بالمشاعر الدينية لأتباع الديانات الأخرى مهما كان السبب ولأي سبب".
وتابع: "لذلك، يجب علينا مرة أخرى توخي الحذر وتجنب الأعمال التي لا تفيد القتال وتلحق الضرر بشعب إسرائيل وصورتها في العالم".
اليسار يتحرك
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه على إثر هذا الاعتداء قام نشطاء من اليسار الإسرائيلي برفع صوت الأذان في أحد الكنس في تل أبيب، للفت الانتباه إلى خطورة ما فعله الجنود في جنين.
وبث النشطاء صوت الأذان في الكنيست بشريط على وسائل التواصل الاجتماعي.
إجراءات الجيش
ومن جهته، قال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في بيان: "متابعةً لمقاطع الفيديو التي يتم نشرها والتي تم التقاطها في المسجد في جنين، نوضح ما يلي: تم إبعاد المقاتلين عن النشاط العملياتي بشكل فوري، بمجرد استلام مقاطع الفيديو والتحقيق الأولي في ملابسات الحادث من قبل القادة".
وأضاف أدرعي: "إن سلوك المقاتلين الذين يظهرون في مقاطع الفيديو خطير ويتعارض كليًا مع قيم الجيش الإسرائيلي، وسيتم اتخاذ إجراءات تأديبية بحق الجنود بموجب ذلك".
بن غفير يهاجم من جديد
ولكن بن غفير انتقد هذا القرار بشدة، وقال في بيان: "لا مجال لإجراءات تأديبية ضد المقاتلين الذين يضحون بحياتهم من أجل شعب إسرائيل في قلب الجحيم في جنين، وخطيئتهم كلها هي قول شيماع إسرائيل".
وأضاف: "يجب علينا أن نقدم الدعم الكامل لمقاتلينا الرائعين وألا نتورط في إجراءات تأديبية في أمور لا ينبغي أن تهم الجيش الإسرائيلي، وبالتأكيد ليس في زمن الحرب".
وتابع بن غفير: "من المؤسف أن وزير الدفاع يُدخل السياسة إلى الجيش الإسرائيلي، ولكي يغمز لرفاقه في السلاح، فإنه يجر الجيش الإسرائيلي إلى قرار مخز بإقالة المقاتلين الأبطال الذين خاطروا بحياتهم من أجلنا في عملية جنين".
واعتبر بن غفير أن "هذا قرار مشين، يؤذي معنويات مقاتلينا".
aXA6IDMuMTUuMTQ5LjI0IA==
جزيرة ام اند امز