كورونا يعكّر المزاج.. مدخنو الشيشة في مصر يعيشون "مأساة"
الحكومة المصرية أمرت بإغلاق المقاهي وأماكن الترفيه جزئياً، قبل أن تأمر بإغلاقها بشكل كامل في إطار إجراءات أكثر صرامة
عادة ما كان المعالج النفسي المصري عبدالله الجندي يتوجه إلى مقهى معين يتردد عليه لتدخين النرجيلة (الشيشة)، لكنه صُدم بنبأ إغلاق المقاهي للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).
بالنسبة للجندي (33 عاماً) الذي يستمتع بتدخين الشيشة، فإن هذا خبر مرهق نفسياً، فهو يدخنها منذ كان عمره 17 سنة ويعتبرها السبيل الوحيد للاسترخاء والتخلص من ضغوط عمله.
وبعد إغلاق المقاهي أصبح الجندي الآن واحداً من بين آلاف المصريين، ممن يدخنون الشيشة، لا خيار أمامهم سوى تدخينها في بيوتهم أو الإقلاع عنها تماماً.
وأمرت الحكومة المصرية بإغلاق المقاهي وأماكن الترفيه جزئياً، قبل أن تأمر بإغلاقها بشكل كامل في إطار إجراءات أكثر صرامة تشمل حظر تجول من السابعة مساءً حتى السادسة صباحاً لمدة أسبوعين.
ويدرك الجندي المخاطر الصحية التي يسببها التدخين فيما يخص زيادة قابلية التعرّض لفيروس كورونا، لكنه يقول إنَّ إقلاعه عن تدخين "الشيشة" تماماً ومعاناته من الأمر يعتبر رفاهية لا يستطيع تحملها في الوقت الذي يضطر فيه إلى البقاء في المنزل.
وهو الآن يكتفي بتدخين الشيشة في المنزل، وبينما يفتقد وسيلته الوحيدة للترفيه، يقول إن إغلاق مقهاه ساعده على تقليل مرات تدخين الشيشة لنحو الثُلُث.
ويعتبر الجندي أنه يعيش مأساة لافتقاده لحظات جلوسه على المقهى في الصباح التي كانت تمتد لنحو ساعة يشرب فيها فنجان قهوة مع تدخين الشيشة.
وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إن حظر التجول سيبدأ من الأربعاء 25 مارس/آذار، لمنع انتشار فيروس كورونا، وسيعاقب مَن يخالف الإجراء بما تنص عليه قوانين الطوارئ.
من جانبه قال توني سامي، وهو صاحب مقهى: "اضطررنا إلى الالتزام بالقرار وأغلقنا المقهى، صحة الناس أولوية في هذا الوقت، ولا نريد أن نشارك في انتشار الفيروس، صحة المصريين أهم".
وأضاف: "الكل متضرر من هذه القرارات، لكنها أزمة وستمر على خير بإذن الله".
وسيمدد تعليق الرحلات الجوية، التي توقفت في المطارات المصرية منذ 19 مارس/آذار حتى نهاية الشهر، لأسبوعين إضافيين حتى 15 أبريل/نيسان.
كما سيتم تمديد إغلاق المدارس والجامعات حتى منتصف أبريل/نيسان، بينما سيتم إغلاق المقاهي والنوادي الرياضية والصالات الرياضية خلال الأسبوعين المقبلين وسيقتصر عمل المطاعم على توصيل الطلبات فقط.
ويتعين على المتاجر، التي ليس بينها متاجر المواد الغذائية والصيدليات، إغلاق أبوابها من الساعة الخامسة مساء تماماً في عطلة نهاية الأسبوع.