"أنتيمي".. "دمى" مصرية بأطراف صناعية دعما لأصحاب الهمم
شريف دشن حملة لتوعية الأطفال بالأطراف الصناعية وبمستخدميها وعدم وجود اختلاف بينهم وبين الآخر عبر خط لإنتاج الدمى
استطاع المهندس المصري شريف شاهين تحطيم مقولة الشائعة "فاقد الشيء لا يعطيه"، فرغم تعرضه لبتر قدمه في حادث سيارة عندما كان عمره عامين، فإنه قرر أن يكرس حياته لخدمة أصحاب الهمم.
فقد دشن شريف حملة لتوعية الأطفال بالأطراف الصناعية وبمستخدميها من أصحاب الهمم وعدم وجود اختلاف بينهم وبين الآخر، من خلال مشروع "أنتيمي"، وهو خط إنتاج جديد لعرائس أو دمى معدلة بأطراف صناعية أو مزودة بكرسي متحرك.
ويقول شريف شاهين لـ"العين الإخبارية"، إنه عانى، خلال سنوات الدراسة، من أسئلة متكررة عن كيف يستطيع المشي، وذلك حتى تخرج من كلية الهندسة قسم الإلكترونيات وعمل مبرمجا في جامعة المنصورة، ولكنه قرر ترك عمله وتكريس وقته للعمل التطوعي لمساعدة أصحاب الهمم.
وأسس شاهين، منذ 10 سنوات، مع شريك له مشروع "الحياة لأصحاب الهمم"، بهدف تقديم الأجهزة التعويضية، ولكنه لم يكتفِ بذلك، فكان يرى أن الدعم النفسي والاجتماعي من الأهداف الأساسية للمشروع.
ولاحقا افتتح شاهين ابن محافظة المنصورة المصرية، فروعا لمشروع "الحياة" في القاهرة والإسكندرية، ولشعوره بمعاناة الأسر في توفير أطراف صناعية لذويهم قرر أيضا تقديم الدعم الطبي والمادي لغير القادرين عن طريق التبرعات.
وأوضح شاهين لـ"العين الإخبارية": "كان من الممكن الاكتفاء بحملة إعلامية لمساندة أصحاب الهمم، ولكن ذلك لن يكون مؤثرا على النحو المطلوب، خصوصا بعد التأثر بحملة who is perfect التي نفذت بالخارج عن طريق عرض ملابس على دمى مزودة بطرف صناعي أو بكرسي متحرك، فقررنا تناول فكرة أن الشخص الذي يرتدي طرفا صناعيا هو أيضا شخص مثالي".
وأكد أن ترحيب الأطفال من أصحاب الهمم بالفكرة كان مفاجئا له، وقال: "كانت فرحة عارمة لشعورهم أن الدمية تشاركهم الطرف نفسه"، وتابع: "أحدثت العرائس التي تمثل مرض البهاق اختلافا وأحبها الأطفال وشعروا بأنها قريبة منهم".
ولفت شريف شاهين إلى أن الرسالة التي يريد أن يقدمها من خلال الدمية تحمل معاني كثيرة؛ منها أن الاختلاف في الشكل قوة وليس ضعفا.
وقال إنه قام بإعداد ورشة لإعادة تصميم الأزياء من أجل أن تناسب هذه الفئة من الشباب، بمشاركة عدد من مصممي الأزياء المحترفين، وتنفيذ أول خط إنتاج ملابس مصري مصنع بأيادي متخصصين وأصحاب الهمم ليتناسب مع هذه الفئة بالإضافة إلى تعزيز فكرة الدمج.
وأكد شريف أنه لم يشعر يوما بأنه مختلف عن الآخرين، ولذلك يحاول دوما نقل هذه الفكرة لمن فقد طرفا، فهو يعمل جاهدا على طرد الأفكار السلبية.
وأضاف: "تقوم المؤسسة بمشاركة عدد من المدارس والنوادي المختلفة بتنظيم ماراثون بشكل سنوي ونصف سنوي لتقديم حافز رياضي".
وقال إن مؤسسة "الحياة" حصلت على جوائز عدة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة وشركة أنتل، بالإضافة إلى اختيارها من بين أفضل 15 مشروعا من صناع الأمل بدبي.
كما أعلن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في لندن دعمه واهتمامه بالمؤسسة لتطوير مشروع الحياة في كثير من المجالات، واعتباره قصة نجاح في مصر، بالإضافة إلى أن شاهين قدم محاضرات في منصة TEDX للرواد الشباب.