"إلياهو هانبي".. أقدم المعابد اليهودية بالشرق الأوسط
معبد "إلياهو هانبي" في الإسكندرية عاد للحياة من جديد بعد الانتهاء من ترميمه الذي استمر نحو عامين
داخل شارع "النبي دانيال" بالإسكندرية شمالي مصر، يقع معبد "إلياهو هانبي"، الذي يعد أقدم معابد الشرق الأوسط، وأكبر المعابد اليهودية بمصر التي شيدت في خمسينيات القرن الـ19.
وعاد معبد "إلياهو هانبي" للحياة من جديد بعد الانتهاء من ترميمه الذي استمر نحو عامين، بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار المصرية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية.
وافتتحت وزارة السياحة والآثار المصرية، الجمعة، المعبد وسط حضور كبير من مسؤولين السياحة والآثار، وماجدة هارون رئيس الطائفة اليهودية في مصر.
"العين الإخبارية" تأخذكم في جولة داخل المعبد للتعرف على قصته.
إعادة البناء
مرّ المعبد اليهودي بمراحل عدة في البناء، وأنشئ للمرة الأولى عام 1354 على يد الطائفة اليهودية في مصر، بعد تبرع الكنيسة المصرية بالأرض في شارع النبي دانيال بالإسكندرية.
ووفقا للوحة التأسيسية بالمعبد تعرض للهدم على يد نابليون بونابرت في نهاية القرن الـ18، ثم عادت أرض المعبد مرة أخرى في عهد محمد علي باشا مؤسس الدولة الحديثة بمصر، وأهدى سعيد باشا (ابن محمد علي) الأرض إلى الطائفة اليهودية.
ورغم الصعوبات التي واجهت بناء المعبد من جديد لكن تمكنت الجالية اليهودية من إعادة بنائه عام 1850، في عهد عباس حلمي الأول، والي مصر وقتها.
ويعد المعبد من أكبر المعابد اليهودية في مصر، لإجراء توسع في المبنى عام 1865 على يد رئيس المعبد وقتها الجاباي يوسف حكيم.
ويحظى معبد "إلياهو هانبي" بمكانة كبيرة لدى الطائفة اليهودية، فهو يعد أقدم المعابد في الشرق الأوسط، إضافة لاعتقاد اليهود أن النبي إلياهو ظهر في مكان تأسيس المعبد أكثر من مرة بعد وفاته.
المعبد من الداخل
وعلى الطراز البازيلكي وبشكل مستطيل بُني المعبد من طابقين و5 أجنحة، ويعد الجناح الأوسط هو الأكبر والأوسع بين باقي الأجنحة.
وينقسم المعبد إلى قسمين، الأول به المدخل الرئيسي، والثاني مخصص لصلاة السيدات، وبه مدرجات خشبية مدون على بعضها أسماء عدد من مؤسسي المعبد من الطائفية اليهودية.
ويقع المدخل الرئيسي للمعبد في الناحية الغربية، وتتقدم هذه الناحية درجات من السلالم الرخامية وصولا إلى المدخل الرئيسي، وتتزين أعمدة المعبد بكتابات مدونة باللغة العبرية تتضمن اسم المعبد وتاريخ تشييده.
ويضم المعبد الهيكل بالناحية الشرقية مصنوع من الرخام، وأمامه منصة مخصصة للوعظ والصلاة، إضافة لحديقتين مقدستين مخصصتين لإقامة الشعائر في الجهتين الجنوبية والشمالية.
أعمال الترميم
تعرض المعبد لانهيار جزئي في الناحية الشمالية الغربية عام 2016، ما أدى لتصدع مبناه وانهيار أجزاء من الحوائط والسقف، وتم إدراجه على قائمة الآثار المعرضة للخطر بالصندوق العالمي للآثار عام 2018.
وتضمنت أعمال الترميم توثيقا معماريا وفوتوغرافيا لأجزاء المعبد كافة، وتوثيقا للأرضيات الرخامية ورصد كافة آثار التلف بالمعبد، إضافة إلى أعمال حفر كشفت عن أساسيات حجرية للمعبد التاريخي.
كما ضم مشروع الترميم تطوير الوجهات الرئيسية والحوائط المزخرفة والعناصر النحاسية والخشبية، بجانب صيانة وتطوير نظم الإضاءة الحديثة والتأمين والإنذار.