«الخارجية» المصرية لـ«العين الإخبارية»: إطلاق المرحلة الثانية لـ«اتفاق غزة» أولوية قصوى
تضع مصر كأولوية في ملف قطاع غزة الدفع إلى إطلاق مفاوضات المرحلة الثانية لاتفاق غزة.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن القاهرة ترى أن بدء المرحلة الثانية من مفاوضات "اتفاق غزة" أولوية قصوى لتجنب تجدد التوتر.
وتوقفت الحرب الواسعة على غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بموجب اتفاق طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتضمّن تبادل الرهائن والأسرى كمرحلة أولى، قبل الانتقال إلى مفاوضات المرحلة الثانية التي تتضمن نقاط الخلاف الرئيسية بين الفصائل في القطاع وإسرائيل.
وتدفع مصر باتجاه إنجاز المرحلة الثانية من الاتفاق لبدء الإعمار في القطاع وقطع الطريق على محاولات الضغط على الفلسطينيين من أجل التهجير.
وأكد السفير تميم خلاف أن "المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار وتنمية قطاع غزة، يعكس حرص مصر الثابت على مواصلة جهودها لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق، ودعم تنفيذ اتفاق شرم الشيخ للسلام".
وأعلنت مصر في وقت سابق الشهر الجاري موعداً لاستضافة مؤتمر التعافي المبكر.
وأوضح خلاف أن انعقاد المؤتمر في مصر يأتي في توقيت بالغ الأهمية لتوحيد الجهود الدولية والإقليمية وتنسيق المساهمات المالية والفنية المطلوبة، بما يضمن الانتقال من مرحلة إنهاء الحرب إلى مسار إعادة البناء والتنمية المستدامة.
ويصوّت مجلس الأمن الإثنين على مشروع قرار أمريكي يلقى دعماً عربياً وإسلامياً، ويتضمن القضايا الرئيسية للمرحلة الثانية بما في ذلك نشر قوة دولية في القطاع.
وحول مدى التجاوب مع دعوة مصر للمشاركة في مؤتمر إعادة إعمار غزة، أشار خلاف إلى أن بلاده شهدت "استعداداً واسعاً من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية للمشاركة في المؤتمر الذي سيُعقد في مصر، بما يعكس إدراك المجتمع الدولي لحجم التحدي الإنساني في غزة، وضرورة التحرك العاجل لمعالجته".
وبشأن مستهدفات المؤتمر الدولي لتعافي غزة، مع تفاقم المعاناة الإنسانية في القطاع، أبرز المتحدث باسم الخارجية المصرية أن بلاده تدرك تماماً حجم المأساة الإنسانية غير المسبوقة التي يمر بها سكان القطاع، ولهذا يهدف المؤتمر إلى إطلاق آلية واضحة للمشروعات العاجلة ذات الأولوية في المجالات الحيوية، بما يخفف بشكل مباشر من معاناة المواطنين.
وفي هذا الصدد، لفت خلاف إلى أنه في ضوء الواقع الراهن على الأرض، يجري التنسيق الكامل مع الحكومة الفلسطينية والمؤسسات الأممية والشركاء الدوليين بما يعكس الاحتياجات الفعلية للقطاع.
وحول المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ للسلام، ومخاطر تأخير بدء تنفيذها، أضاف السفير المصري أن القاهرة تعتقد أن التنفيذ المتكامل لاتفاق شرم الشيخ للسلام هو الضمان الحقيقي لترسيخ وقف إطلاق النار وتحقيق الاستقرار الدائم.
وأضاف أن البدء الفوري في المرحلة الثانية من الاتفاق، بما تشمله من جوانب سياسية وإنسانية وتنموية، يُعد أولوية قصوى لتجنب أي فراغ قد يؤدي إلى تجدد التوتر، وفقاً لخلاف.
وأوضح أن نجاح المرحلة الأولى من الاتفاق يجب أن يُبنى عليه فوراً عبر خطوات ملموسة نحو الحل السياسي العادل، الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وكان قادة الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر قد وقعوا الشهر الماضي في مدينة شرم الشيخ المصرية وثيقة اتفاق إنهاء الحرب في غزة، الذي دعا إليه دونالد ترامب لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس، ووصف الرئيس الأمريكي ما جرى بأنه "يوم عظيم للشرق الأوسط".
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي أن المرحلة الثانية من خطته لإنهاء الحرب على غزة قد بدأت، غير أنه لم يحدد ما تتضمنه هذه المرحلة.
ويعيش تقريباً جميع سكان القطاع، البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، مكدسين في خيام ووسط أنقاض المدن المحطمة في بقية مناطق القطاع التي تخضع لسيطرة حماس.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE4IA== جزيرة ام اند امز