اجتماع نواب مصر وليبيا.. إقرار الحل السياسي ومواجهة الإرهاب وداعميه
80 نائباً ليبياً في زيارة للقاهرة للقاء مسؤولين وسياسيين خلال الأسبوع الجاري لبحث حل للأزمة الليبية.
أكد اجتماع مشترك بين نواب البرلمانين المصري والليبي عُقد بالقاهرة، صباح اليوم السبت، ضرورة توحيد الجهود الإقليمية لوضع حد للأزمة الليبية ودعم الحل السياسي ومواجهة الإرهاب الدول الداعمة له.
وعقدت لجنة الشؤون العربية بالبرلمان المصري اجتماعا مع عدد من أعضاء البرلمان الليبي ضمن الوفد الذي يزور القاهرة المكون من 88 نائبا ممثلين عن مختلف التيارات السياسية.
- المهاجرون في ليبيا.. حياة مأساوية على أيدي مليشيات طرابلس
- برعاية مصرية.. اجتماع تشاوري لنواب ليبيين بهدف توحيد الرؤى
ووصل الوفد الليبي إلى العاصمة المصرية للمشاركة في الاجتماع الذي ترعاه اللجنة الوطنية المعنية بليبيا في إطار جهود القاهرة لتوحيد رؤى النواب الليبيين تجاه حل سياسي للأزمة.
ويلتقي أعضاء البرلمان الليبي عددا من المسؤولين والسياسيين المصريين على مدار الأسبوع الجاري.
وقال النائب أحمد رسلان، رئيس لجنة الشؤون العربية بالبرلمان المصري، إن موقف مصر واضح تجاه الأزمة الليبية، ويتمثل في الدفع بالحل السياسي لتسوية الأزمة.
وأشار إلى أن الجهود المصرية تتمحور حول تفعيل حوار بين الأطراف الليبية وتعزيز بناء التوافق كخطوة أساسية لتفعيل الحل السياسي.
وأكد ضرورة دعم الجيش الوطني في حربه ضد الإرهاب والمليشيات، مع ضرورة إعلاء المصلحة الوطنية العليا والاستقرار في ليبيا فوق أي مصالح ضيقة، والتركيز على إعادة بناء مؤسسات الدولة.
وأوضح رسلان، في تصريح لـ"العين الإخبارية" على هامش اللقاء، أن الموقف الليبي ازداد تعقيدا بسبب التدخل الأجنبي والدعم التركي للمليشيات المسلحة في طرابلس.
وتابع: "أكدنا أهمية تفعيل الحل السياسي للأزمة والوصول إلى اتفاق عاجل بين الأطراف، وهو ما تسعى مصر لتحقيقه".
وتعقد اجتماعات القاهرة بعد أيام من خطاب وجّهه رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وآخر للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشأن التدخل السافر لتركيا وانتهاكها السيادة الوطنية لليبيا وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم البرلمان الليبي عبدالله بليحق، فإن عقيلة "سجّل شجب مجلس النواب للتدخل التركي، ودعم أنقرة للمليشيات المسلحة الإرهابية والخارجة عن القانون ضد قوات الجيش الوطني".
من جانبه، قال اللواء سعد الجمال، نائب رئيس البرلمان العربي عضو مجلس النواب المصري، إن مصر تعتبر مجلس النواب الليبي الممثل الشرعي للشعب.
ولفت الجمال إلى المؤامرات التي تحاك ضد الأمة العربية وتستهدف الأمن القومي الذي يواجه مخططات كثيرة ويمر بمنعطفات خطيرة من قِبل قوى إقليمية.
وشدد على أن التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي تتطلب تضافر الجهود لمواجهتها، موضحا أن الزيارة التالية للبرلمان الليبي ستكون بعد تحقيق الوحدة، ليقوم بعدها بدعوة مجلس النواب المصري لزيارة ليبيا.
وأكد النواب الليبيون أهمية المشاورات التي تجري في القاهرة على مدار الأسبوع الجاري، معربين عن أملهم في أن تنجح الجهود المصرية في إنهاء حالة الانقسام.
وكشف النائب الليبي عبدالمطلب ثابت أن مصر تبذل جهودا حثيثة لدعم الحل السياسي في بلاده وتقف في وجه النفوذ التركي الذي يسعى لفرض وجوده بالسلاح والنار.
واستطرد: "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو الداعم والممول الأول للجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة في ليبيا".
وأضاف ثابت، في تصريح لـ"العين الإخبارية" على هامش اللقاء، أن الاجتماع ناقش الدعم المصري للمؤسسة العسكرية الليبية بقيادة اللواء خليفة حفتر، ودعم خارطة طريق قائمة على نبذ الخلاف وتوحيد الصف بين الأشقاء.
وزاد: "تطرقنا كذلك إلى ضرورة التصدي لمحاولات فرض النفوذ باستخدام المليشيات، فضلا عن تعزيز التعاون مع البرلمان الليبي الذي يمثل المؤسسة الشرعية الممثلة لكل التيارات السياسية".
فيما أشارت النائبة الليبية ابتسام الربيعي أن الرسالة المراد توجيهها للمجتمع الدولي مفاداها أن الحل العسكري ليس الخيار الأمثل.
وذكرت "الربيعي" أنهم أكدوا خلال اللقاء أن إقرار الحل السياسي بالتوازي مع الجهود العسكرية لمواجهة الإرهاب والمليشيات المسلحة سوف يعجّل بإنهاء حالة الصراع والانقسام.
كما أشادت، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، بدور مصر المهم في حل الأزمة الليبية، مشيرة إلى أنهم يعولون على دور القاهرة في دعم مكافحة الإرهاب والتصدي للمليشيات المدعومة من الخارج.
وتوقعت البرلمانية الليبية أن تؤدي الاجتماعات المزمع عقدها في القاهرة إلى إقرار حلول عاجلة ودعم خارطة الطريق لحل الأزمة في بلادها.
وزار الوفد البرلماني الليبي متحف مجلس النواب المصري الذي يضم مستنسخات أثرية لأقدم نظم الحكم والتشريعات والقوانين والمعاهدات في تاريخ الإنسانية.