تحليل.. هل تهدد قائمة منتخب مصر حظوظه في الفوز بأمم أفريقيا؟
هل تهدد قائمة منتخب مصر النهائية لكأس الأمم الأفريقية 2019 فرص "الفراعنة" في الفوز بالبطولة؟
واصل المكسيكي خافيير أجيري، المدير الفني للمنتخب المصري، إثارة الجدل من جديد مع الإعلان عن القائمة النهائية لـ"الفراعنة" التي ستخوض نهائيات كأس أمم أفريقيا 2019، بعدما سببت القائمة المبدئية للبطولة العديد من ردود الفعل الغاضبة.
وكان أجيري أعلن عن قائمة ضمت 25 لاعبا بشكل مبدئي استعدادا للبطولة التي تستضيفها مصر في الفترة من 21 يونيو/ حزيران الحالي وحتى 19 يوليو/تموز المقبل، ولم يكن من بين أفرادها سوى ظهير أيسر واحد.
أحمد فتوح، لاعب سموحة المُعار من الزمالك، كان الظهير الأيسر الوحيد في القائمة، وهو ما لم ينل ترحيب الكثير من المتابعين، خاصة أن اللاعب لا يمتلك الخبرات الكافية للمشاركة في تلك البطولة، بالإضافة إلى وجود عناصر قوية خارج المنتخب قادرة على تأدية هذا الدور مثل عبدالله جمعة ظهير الزمالك.
ولمزيد من إثارة الجدل عمد أجيري إلى إبعاد فتوح عن القائمة النهائية، حيث كان هو وزميله في الفريق السكندري محمد أبوجبل ضحيتي المدرب المكسيكي في القائمة النهائية.
استبعاد أبوجبل كان طبيعيا في ظل وجود الثلاثي أحمد الشناوي ومحمد الشناوي ومحمود عبدالرحيم "جنش"، لكن إقصاء فتوح حمل الكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات بشأن الطريقة التي ينوي أجيري الاعتماد عليها في البطولة.
فراعنة بلا ظهير أيسر
المنتخب المصري سيشارك في بطولة كأس أمم أفريقيا التي يستضيفها على أرضه بدون وجود ظهير أيسر صريح، في ظل الأسماء التي يعتمد عليها أجيري في القائمة.
القائمة تضم 3 لاعبين يلعبون في مركز الظهير الأيسر، وهم أيمن أشرف لاعب الأهلي، وأحمد أيمن منصور وعمر جابر، لاعبا بيراميدز.
لكن اللاعبين الـ3 المذكورين لا يلعب أي منهم في مركز الظهير الأيسر بشكل أساسي، حيث إن أشرف يشارك مع الأهلي في مركز قلب الدفاع، ونفس الأمر لأحمد أيمن منصور مع بيراميدز.
أما عمر جابر فرغم مشاركته مع بيراميدز في مركز الظهير الأيسر في الوقت الحالي، فإنه يلعب في هذا المركز بشكل مؤقت في ظل الأزمات التي يعاني منها الفريق، إلا أن مركز إجادته الأصلي هو الظهير الأيمن.
معضلة "الجوكر"
وبدا واضحا أن اختيارات أجيري مبنية في الأساس على اختيار اللاعبين الذين يجيدون اللعب في أكثر من مركز، ولعل هذا هو السبب في استبعاد فتوح من القائمة.
وكان من المتوقع ان يقوم أجيري باستبعاد أحد اللاعبين الذين يلعبون في مركز قلب الدفاع، في ظل وجود 6 لاعبين يجيدون اللعب في هذا المركز، لكن المدرب المكسيكي فضل الاحتفاظ بأحمد أيمن منصور في القائمة في ظل إجادته اللعب في مركز الظهير الأيسر بالإضافة إلى قلب الدفاع.
حرص أجيري على اختيار اللاعبين الذين يجيدون اللعب في أكثر من مركز بدا واضحا بالنظر فقط إلى العناصر الـ8 التي تم اختيارها في الخط الخلفي، حيث إن 5 منهم يجيدون اللعب في مركزين على الأقل.
أحمد المحمدي يجيد في مركزي الظهير والجناح الأيمن، ونفس الأمر بالنسبة لعمر جابر الذي يجيد إلى جانب هذين المركزين في مركز الظهير الأيسر ووسط الملعب، بينما يجيد أيمن أشرف وأحمد أيمن منصور في مركزي قلب الدفاع والظهير الأيسر، بالإضافة إلى باهر المحمدي الذي يلعب كقلب دفاع وظهير أيمن أيضا.
لكن المعضلة التي قد يواجهها أجيري هي أن اللاعب الذي يجيد في أكثر من مركز لا يبلغ في الغالب نفس قوة اللاعبين الذين يجيدون في مركز واحد، وهو ما يهدد بثبات الخط الخلفي للمنتخب المصري.
بالنظر إلى كل لاعب يجيد في مركزين أو أكثر بقائمة المنتخب ستجد بلا شك لاعبا أفضل منه في كل مركز من المراكز التي يجيد اللعب فيها، ومن ثم فإن ميزة اللاعبين المعروفين إعلاميا بـ"الجوكر" تبدو أبرز في حالة الاعتماد عليهم كتدعيمات للقائمة دون أن يكونوا هم القوام الذي تُبنى عليه.
تريزيجيه وحيدا
الأسوأ في اختيارات المنتخب المصري هو عدم وجود لاعب قادر على أداء أدوار هجومية قوية من بين اللاعبين الذين يجيدون اللعب في مركز الظهير الأيسر بالقائمة المختارة.
أحمد منصور وأيمن أشرف يتميزان بأدوار دفاعية أقوى من نظيرتها الهجومية، بينما عمر جابر يلعب بقدمه اليمنى بشكل أفضل، وهو ما يجعل قدرته على تمرير كرات عرضية من الحركة بقدمه اليسرى صعبة للغاية.
هذا الأمر سيجعل محمود حسن "تريزيجيه" الوحيد القادر على تأدية دور الجناح الأيسر في المنتخب في عزلة هجومية، حيث إنه لن يجد الدعم الكافي ممن يلعب خلفه في مركز الظهير الأيسر لاختراق دفاعات الفرق المنافسة.
الأمر سيبدو أوضح في دور المجموعات، فمنتخبات كأوغندا وزيمبابوي وجمهورية الكونغو الديمقراطية لن تعمل على مفاجأة المنتخب المصري بخطط هجومية، وإنما ستعمل على تكتيل اللاعبين على حدود منطقة جزائها لحرمان "الفراعنة" من التسجيل.
ومع تلك التكتلات سيكون المنتخب في حاجة إلى الاعتماد على أظهرة هجومية قادرة على معاونة الأجنحة لإيجاد الثغرات في الخط الخلفي للمنتخبات المنافسة واستغلالها سواءً من خلال إرسال الكرات العرضية عن طريق الأظهرة أو الكرات البينية من خلال صانع الألعاب أو الأجنحة المنطلقة للداخل، وهو ما لن يجده المنتخب في ناحيته اليسرى.
إرهاق صلاح
تلك المقدمات ستجعل اللاعبين يميلون بشكل طبيعي لإرسال الكرات إلى الناحية اليمنى، اعتمادا على مهارات محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، وانطلاقات الظهير من خلفه.
وسواءً كان الظهير الأيمن خلف محمد صلاح هو أحمد المحمدي أو عمر جابر، فكلاهما يجيد الانطلاقات الهجومية، وهو ما سيجعل تلك الجبهة أكثر حركية وفاعلية من نظيرتها اليسرى، إلا لو قرر أجيري الاعتماد على باهر المحمدي في تلك الجبهة.
ومع تكرار إرسال الكرات إلى الجبهة اليمنى، ومع التكتل الطبيعي لمدافعي الفرق المنافسة أمام محمد صلاح للحد من خطورته المعروفة، سيكون ذلك نذيرا بحرمان المنتخب من جبهته الأقوى ولاعبه الأهم.
المهاجمون يتأثرون
وبالنظر إلى المهاجمين الذين اختارهم المدرب المكسيكي، سيكون من الصعب عليهم تقديم مستوياتهم المعهودة في حالة عدم القدرة على الاختراق من الأجناب.
أجيري اختار كلا من مروان محسن وأحمد علي وأحمد حسن كوكا في الخط الأمامي، والثلاثي يتميزون بشكل أكبر في ضربات الرأس.
ومع التكتل الدفاعي المتوقع أن يكون في الجبهة اليمنى للمنتخب المصري، وعدم وجود الحلول الهجومية الكافية في الجبهة اليسرى، ستكون الأمور صعبة للغاية على مهاجمي "الفراعنة".
كل ذلك سيكون تهديدا كبيرا لحظوظ المنتخب المصري الذي يسعى إلى استعادة اللقب الأفريقي الغائب عنه منذ 9 سنوات، وتحديدا منذ عام 2010 في أنجولا.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg جزيرة ام اند امز