الناقد المصري صلاح فضل: الإمارات أحدثت تطورا في الثقافة العربية
الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل يؤكد أنه في مختلف المدن الإماراتية تجد جميع الجنسيات تتعاون وتعمل بهمة فائقة تحت قيمة التنوع والتسامح
أكد الناقد الأدبي الكبير الدكتور صلاح فضل أهمية وعمق العلاقات المصرية - الإماراتية في جميع المجالات المختلفة والمتنوعة، خصوصا في المجال الثقافي والأدبي، الذي شهد تطوراً ملحوظاً بفضل الجهود الإماراتية.
وقال فضل لـ"العين الإخبارية": "تأسست الإمارات منذ البداية علي يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الملقب بـ(حكيم العرب)، إذ أدرك منذ البداية أن وحدة الإمارات جزء من كيان أساسي؛ وهو الكيان العربي".
ولفت فضل إلى وجود خطين أساسيين في مسيرة الشيخ زايد ورثهما أبناؤه وحلفاؤه؛ الخط الأول هو الإسهام المباشر في التنمية البشرية عن طريق المعونات والمشروعات العمرانية والحضارية، وتقريبا لم يترك الشيخ زايد بقعة في الوطن العربي لا تحمل أثره الطيب.
وأضاف فضل: "الخط الثاني لسياسة المغفور له الشيخ زايد كان بحكم خبرته حكيما وأديبا وشاعرا، فقد عني بالثقافة في جملتها، لكن أبناءه وورثته وخلفاءه في الإمارات، هم من تفرعوا وأبدعوا في توليد أغصان هذه الشجرة الأساسية، فقامت معظم الإمارات بمشروعات رائدة لتنمية الثقافة الأدبية والثقافة الفكرية والثقافة المجتمعية وأسسوا مدنهم ودولتهم، بوصفها دولة مدنية من الدرجة الأولى، واستطاعت أن تجمع في إطار واحد الفكر الفني والمسرحي والسينمائي والغنائي والتلفزيوني والاستعراضي مع الفكر الأدبي في الشعر والرواية وغيرهما، ما أحدث نهضة حقيقية في بناء المؤسسات وتصميم المشاريع وإطلاق المسابقات التي ألقت بأضوائها على كل البلدان العربية".
وتابع الناقد الكبير: "في مختلف المدن الإماراتية تجد الشامي والمغربي والمصري والسوداني والجزائري واليمني والهندي والباكستاني والفرنسي والإنجليزي، كلهم يعملون بهمة فائقة تحت قيمة التنوع والتسامح، إما في مشروعات اقتصادية، وإما في آفاق معمارية تخترق عوالم المستقبل. استطاعت كل هذه التيارات بكل هذا الزخم والسخاء أن تحدث موجات تطور جديدة في الثقافة العربية في الفنون والمعارف والآداب".
ولفت إلى أن تلك الحركة النهضوية في الفكر والثقافة تعدّ ثمرة حقيقية لحركة النهضة العربية التي قامت في القاهرة وبغداد ودمشق وبيروت، وأساسها الاهتمام بالبحث العلمي، فالتقدم البشري في هذه المرحلة مرهون بالدرجة الأولى بما تنجزه الشعوب من نظريات ومكتشفات واختراعات علمية جديدة، ونحلم بإنشاء مراكز علمية عربية بحثية يجتمع فيها صفوة العلماء من كل الاتجاهات تستهدف أن يكون للعرب في العصر الحديث إسهام ولو بقدر ضئيل في عجلة الحركة الحضارية إلى المستقبل".
وأكد فضل أن الإمارات صنعت الكثير وما زالت تصنع في الثقافة العربية، فهي أتاحت لكثير من المثقفين أن يقوموا بدورهم، فكما كان الطلاب الإماراتيون يأتون للالتحاق بجامعة القاهرة وبالمدارس المصرية للتعلم فيها، ومنهم بعض الشيوخ مثل الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس العلى حاكم الشارقة، الذي يتذكر ذلك بمزيد من الوفاء والامتنان ويرده لمصر آلاف الأضعاف".