«نار غزة» تعيد قضية السلام في الشرق الأوسط لأجندة الدبلوماسية
أعادت حرب غزة قضية السلام في الشرق الأوسط مجددا إلى صدارة الأجندات الدبلوماسية العالمية، لتعود القضية الفلسطينية إلى صلب الاهتمامات العالمية.
وضع برز واضحا في تصريح لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا على هامش مشاركتها في قمة السلام التي التأمت يوم السبت، في العاصمة المصرية، أكدت فيه أنه ينبغي الآن «العمل على إعادة وضع القضية الفلسطينية في صلب الاهتمامات»، وتحدّثت عن «موعد بعد ستة أشهر من أجل قمة جديدة للسلام».
كما بدا واضحا -كذلك- في خطاب العديد من القادة العرب خلال الأيام الماضية، تزامنا مع نزول عشرات الآلاف إلى الشوارع لإبداء دعمهم للفلسطينيين.
وإلى ذلك، يقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط كريم بيطار، في تصريحات لوكالة «فرانس برس»، إن «استمرارية القضية الفلسطينية لا تزال أمرا واقعا».
كريم بيطار يضيف «حاول كثر تجاهل هذه القضية على مدى عقدين، والتأكيد على أن هذا الصراع بات نزاعاً ثانوياً، محدود الأهمية، ويمكننا طمر المسألة الإسرائيلية-الفلسطينية، إلا أنه اتضح أن كل ذلك كان غير صحيح».
خطوط صدع؟
وضع كان المحرك فيه التصعيد الحالي في غزة، مما انعكس بدوره على قمة السلام التي التأمت يوم السبت في القاهرة، فرغم تشاطر المجتمعين الدعوة إلى إدخال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل، إلا أن ذلك الاجتماع الرفيع المستوى كشف عن «خطوط صدع» قائمة بين العرب والغرب حول القضية الفلسطينية، بحسب «فرانس برس».
وكان من المفترض أن تكون قمة السلام خطوةً نحو إيجاد حلّ للحرب بين إسرائيل وحركة حماس، إلا أن ممثلي الدول العربية والغربية المشاركين فيها لم يتمكنوا من الاتفاق حول نصّ مشترك، يكون عنوانا وختاما لتلك القمة، كما جرت العادة في اجتماعات مماثلة.
وحول أسباب الخلاف، قال مسؤول من دولة عربية كان مشاركاً في القمة لوكالة «فرانس برس» إن الخلاف تمحور حول «إدانة إسرائيل التي ترفضها الدول الغربية، وتصرّ كذلك (في المقابل) على إدانة حماس».
وشنت حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري هجوما على إسرائيل هو الأعنف في تاريخ الدولة العبرية التي ردّت بقصف مركز متواصل على قطاع غزة وحشد عشرات الآلاف من جنودها على حدوده استعدادا لعملية برية.
رفض عربي
وأوضح المسؤول العربي، الذي فضّل عدم كشف هويته، أن «الدول العربية ترفض الإدانات الغربية».
وخلال قمّة مصر التي عقدت في اليوم التالي «منعت خلافات بارزة بين المشاركين اعتماد بيان ختامي»، كما قال دبلوماسي أوروبي لـ«فرانس برس».
ووفق دبلوماسيين عرب فإن الغربيين طالبوا -كذلك- بـ«الدعوة لإطلاق سراح الرهائن»، وهم نحو 200 شخص تحتجزهم حركة حماس.
aXA6IDE4LjIyNS4xNDkuMTU4IA== جزيرة ام اند امز