قمة القاهرة للسلام.. لاءات ضد التهجير ورسائل قوية لمنع نكبة فلسطينية جديدة
نقاط أساسية رسمتها قمة القاهرة للسلام، اليوم السبت، ما يضع المجتمع الدولي والقادة أمام مسؤولية كبيرة تجاه الشعب الفلسطيني.
إذ شدد القادة وممثلو الدول المشاركون في القمة، في كلماتهم على رفض التهجير ووضعه كخط أحمر لا يجب أن يتخطاه أحد، بالتزامن مع ضمان وصول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
وأكد خبراء، تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، أن الزعماء ووزراء الخارجية العرب وجهوا رسائل قوية للعالم، تحمل لاءات عربية في ملفات استهداف المدنيين والتهجير، وضرورة وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.
"رسم خط أحمر"، هذا ما أكده الخبير في الشؤون الفلسطينية الكاتب صلاح جمعة حول ما أسفرت عن القمة في ملف رفض التهجير بشقيه سواء إلى الأردن أو مصر.
وبين جمعة في حديثه لــ"العين الإخبارية" أن النقطة الثانية فيما أكدت القمة عليه هي وقف إطلاق النار، وهو ضرورة قصوى تحتل أولوية العمل الدولي، تليه إدخال المساعدات، مضيفا أن المرحلة الثالثة ستكون الدعوة لإعادة الإعمار بشروط معينة.
وعن إمكانية تنفيذ قرارات القمة أكد الخبير في الشؤون الفلسطينية أن الدول المشاركة هي الضامن على الالتزام بتنفيذ القرارات، لكنه لفت إلى أن الدول الغربية لن توافق على شيء إلا بالتنسيق الكامل مع إسرائيل.
بدوره، قال رئيس حزب التجمع الوطني في أراضي 48 وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق الدكتور جمال زحالقة، إن قمة السلام الهامة أوصلت الصوت العربي الرافض للتهجير، إلى العالم في ظل الضغط والاتجاه المعاكس الأمريكي المساند لإسرائيل.
وأضاف زحالقة، في حديث لــ"العين الإخبارية"، أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والزعماء العرب وآخرين من الدول الأخرى شددوا على ضرورة وقف إطلاق النار والتهجير والتوصل لحل سياسي للقضية الفلسطينية مما يتصدى لاستفراد الولايات المتحدة بالعمل السياسي في المنطقة ومنع وقوع نكبة جديدة.
عضو الكنيست الإسرائيلي السابق شدد على ضرورة ضغط الدول المشاركة في القمة على إسرائيل لوقف إطلاق النار وعدم التهجير، لافتا إلى أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يتبنى موقفا حادا وواضحا في رفض تهجير الفلسطينيين وكذلك تصفية القضية.
وأكد أن الموقف المصري الداعم أعطى أملا للفلسطينيين بالمساندة العربية لمنع التهجير والتصدي لذلك المخطط.
من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفعت أن القمة أرسلت رسائل مهمة، أهمها أن هناك توافقا عربيا على وضع خطوط حمراء على تصفية القضية والتهجير.
وأضاف رفعت، في حديث لــ"العين الإخبارية"، أن القمة شهدت وقفة عربية حاسمة للمخطط الذي يتجدد كل فترة وهو تهجير الفلسطينيين في الضفة إلى الأردن ومن غزة إلى مصر، لافتا إلى أن المخطط يشهد أيضا ترحيل عرب 48 إلى خارج إسرائيل بالكامل.
ولفت إلى أن القمة نجحت حيث شهدت جلستها الأولى حضور الكثير من أعضاء مجلس الأمن الفاعلين، وأكثر من نصف الأعضاء بالجامعة العربية وبعض دول أمريكا الجنوبية والآسيوية، موضحا أن الجميع أكد ضرورة حل الدولتين لإنهاء الصراع بإجراءات مرتبة ومنظمة.
ويتفق مع المحللين السابقين أستاذ اللغة العبرية بجامعة الإسكندرية الدكتور أحمد فؤاد أنور، الذي أشار إلى أن مصر استطاعت حشد عدد كبير من ممثلي الدول الإقليمية والدولية في وقت قصير.
وأوضح أنور، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن مجرد موافقة الدولة على الحضور يعد نجاحا للقمة في تحقيق مكسب للقضية الفلسطينية لتعديل انحياز العديد من الدول إلى إسرائيل، مشيرا إلى أن الكلمات جاءت قوية رافضة لفكرة التهجير وزيادة البعد الإنساني لدى الحاضرين.
وأشار إلى أن الكلمات استطاعت الحصول على زخم نستطيع التعويل عليه مستقبلا لممارسة الضغط على صناع القرار في دوائر عدة.
وحضر القمة عدد من قادة البلدان العربية، بينها الإمارات، والأردن والبحرين وقطر، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إضافة إلى عدد من رؤساء الحكومات الغربية مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا.
كذلك شارك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ومنذ اندلاع الحرب، قتل 4385 شخصا في غزة جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة فيما أصيب 13651.
aXA6IDMuMTM3LjE3My45OCA= جزيرة ام اند امز