سياسة
السيسي يعلق على اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر واليونان
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن الإجراء الذي اعتمدته مصر بشأن ترسيم الحدود مع اليونان "كان مبنيا وفق القواعد والأعراف الدولية".
جاء ذلك خلال لقاء جمع السيسي، الخميس، مع الصحفيين الأجانب على هامش فعاليات منتدى شباب العالم في دورته الرابعة المنعقدة بمدينة شرم الشيخ.
وخلال اللقاء، قال الرئيس المصري ردا على سؤال حول ترسيم الحدود البحرية مع اليونان، إن مصر ملتزمة بالقواعد والأعراف الدولية الخاصة بترسيم الحدود.
وأوضح أن "الإجراء الذي اتبعته مصر مع اليونان كان مبنيا وفقا للقواعد والأعراف الدولية".
وبشأن توقيع اتفاقيات تعاون عسكرية مع كينيا ورواندا وغيرها من الدول، وسبل تطبيق مثل هذه الاتفاقيات في دول بعضها لا يزال يكافح الإرهاب، قال السيسي إن مصر تنظر للإرهاب في قارتها الأفريقية على أنه أحد أهم الأخطار التي تقابل استقرار القارة وتقدمها، مؤكدا أهمية التعاون بين دول القارة من أجل القضاء على هذه الآفة، وإحداث استقرار في بلدانها.
"الحقيقة المطلقة"
وخلال اللقاء أيضاً، حذر الرئيس المصري من خطورة أن يفرض أحد تصوره ورؤيته على أي دولة، وهو منهج تريده الجماعات الدينية المتطرفة، مؤكدا في الآن نفسه أن "محاولات طمس الهوية المصرية، مرصودة بشكل جيد، والدولة ستتصدى لها بكل قوة".
ونبه إلى عواقب تبني منطق "الحقيقة المطلقة"، وما يتبعه من مسار سياسي مطلق، يستلزم أن بتعه الآخرون، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.
وأكد الحاجة إلى ضرورة العمل بنهج مختلف، والإيمان بالتعدد والتنوع والاختلاف، ليس من منظور ديني فقط، وإنما من منظور ثقافي وفكري وسياسي.
وشدد الرئيس المصري على أن الإرهاب آفة مدمرة لمستقبل الشعوب وبالتالي هناك حاجة للتعاون مع كل الأشقاء في أفريقيا من أجل التصدي لهذه الظاهرة، مشددا على استعداد مصر للعمل على هذا الأمر، حيث أن لديها مركزا قادرا على القيام بعمليات التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب.
ولفت إلى أن الإرهاب يستخدم كأداة لتدمير وتخريب مستقبل الدول لتظل البلاد في دوامة التخلف والتراجع.
وردا على سؤال حول جهود تجديد الخطاب الديني ودوره وانعكاساته على الشباب، أكد السيسي أن تجديد الخطاب الديني يتطلب زرع فكرة أن الاختلاف سُنّة من سنن الكون؛ ما يؤدي إلى تقبل أصحاب الديانات المختلفة لبعضهم، أو حتى غير المنتسبين لأي دين.
وشدد على ضرورة تبني قضية التنوع والاختلاف في المدارس والمعاهد والجامعات وكذلك في المحتوى المقدم في الدراما.
السودان
وبشأن موقف الحكومة المصرية مما شهدته السودان في 25 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، قال السيسي إن الأوضاع في هذا البلد تحتاج إلى توافق سياسي بين كل القوى الموجودة حتى يكون هناك مخرج للأزمة الموجودة، وأن يكون هناك تحرك مناسب لفترة انتقالية يتم في نهايتها إجراء انتخابات.
وأوضح أن السودان يمثل أمنا قوميا لمصر، واستقراره أمر في منتهى الأهمية، مشددا على أن الاستقرار لا يأتي إلا بالتوافق، وليس بأي شكل آخر.
وجدد الرئيس دعم مصر للأشقاء في السودان، داعيا إلى ضرورة اللجوء إلى الحوار.
كما أكد دعم مصر للاتفاق بين جميع الأطراف على خارطة طريق؛ تنتهي بإجراء انتخابات تعبر عن الشعب السوداني ويختار عبرها قيادته التي تدير معه مستقبله.
وشدد على حرص مصر على استقرار المنطقة وليس السودان فقط، موضحا أن الاستقرار سيعطي للمنطقة فرصة أن تتحرك جهودها باتجاه التنمية والتعاون والتطور.
وفي 25 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، قرر قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، تعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية، وإقالة الحكومة المدنية، قبل أن يتوصل إلى اتفاق مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك يقضي بإعادة المسار الانتقالي، رفضته القوى السياسية المدنية.