تفاعل حزبي مع انتخابات رئاسة مصر.. ما السر؟
قبل أشهر من انطلاق صافرة السباق نحو قصر الاتحادية، بدأت قوائم المرشحين الأولية تزخر بالعديد من الأسماء التي دونت نفسها، كمرشحين محتملين للانتخابات الرئاسية في مصر.
استحقاق رئاسي منتظر، مهدت له السلطات المصرية، بخطوات على صعيد الانفتاح السياسي؛ أبرزها الحوار الوطني الذي دُشنت جلساته قبل شهرين، مرورًا بالإفراج عن بعض سجناء الرأي، إلى توجيه رئاسي، بدراسة إجراء تعديل تشريعي على قانون الهيئة الوطنية للانتخابات، للسماح بالإشراف القضائي الكامل على الانتخابات المقبلة.
تلك الخطوات انعكست على الشارع السياسي؛ فسارعت أحزاب سياسية للتفاعل مع الاستحقاق الرئاسي بـ"إيجابية"؛ دافعة بمرشحيها إلى السباق الذي من المقرر أن تنطلق خطوات الإعداد له، أواخر العام الجاري.
سباق نحو الاتحادية
فبعد أيام من إعلان حزب الشعب الجمهوري الدفع برئيسه حازم عمر إلى الانتخابات الرئاسية، وتسابق بعض أعضاء الهيئة العليا لحزب الوفد إلى نيل بطاقة الترشح عن "أعرق" الأحزاب المصرية، دعا حزب حماة الوطن، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى الترشح لولاية جديدة، مؤكدًا أنه لن يدفع بمرشح للفوز بالمنصب الرفيع.
وأوضح الحزب، في بيان له، عقب اجتماع عقده مكتبه التنفيذي مساء الإثنين، أنه "إعمالا بمبدأ إعلاء المصلحة العليا للبلاد، واستنادا إلى الديمقراطية في اتخاذ أي قرار داخل حماة الوطن، فقد انتهى الحزب بإجماع المشاركين في اجتماع المكتب التنفيذي إلى عدم الدفع بمرشح من داخل الحزب للمنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة 2024، ودعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لإعلان ترشحه لولاية جديدة لرئاسة مصر".
ذلك التدافع نحو المشاركة في الانتخابات، كان نتاجًا للخطوات التي اتخذتها السلطات المصرية، لتهيئة الأجواء، لذلك الاستحقاق الرئاسي، بحسب مراقبين، أكدوا أن البلد الأفريقي بحاجة إلى ذلك "الزخم"، والذي يساعد في إثراء الحياة السياسية في البلد الأفريقي.
وعد رئاسي
وإلى ذلك، قال المحلل السياسي المصري، أحمد رفعت، إن تفاعل الأحزاب السياسية مع الانتخابات الرئاسية، كان مدفوعًا بالوعد الرئاسي بتنفيذ مقترحات الحوار الوطني -ما لم تتعارض مع الأسس التشريعية في البلاد- مما فتح شهية الجميع للعمل السياسي.
وأوضح المحلل السياسي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن الحوار الوطني لعب دورًا "هامًا في جمع أطراف العملية السياسية، حول وطن واحد يجمع ولا يفرق".
وأشار إلى أن بعض الأحزاب السياسية في مصر، كانت تكثف من حضورها في المشهد السياسي، خلال فترة الانتخابات، وتختفي بعد ذلك، إلا أنها بعد ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، باتت على تواصل مع المواطن.
وبحسب المحلل السياسي، فإن الشارع المصري يريد رؤية أحزاب قوية قادرة على التعاطي مع طموحاته السياسية، مناشدًا الأحزاب بضرورة الدفع بأفضل العناصر إلى الانتخابات الرئاسية، وعدم قصر الترشح على رؤساء وأعضاء الهيئة العليا للحزب.
في السياق نفسه، وصف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، طارق فهمي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، حراك الأحزاب في تلك الفترة بـ"الطبيعي"، خاصة في ظل حالة "الانفتاح الكبير"، بعد الحوار الوطني.
زخم حزبي
وأوضح الأكاديمي المصري، أن ذلك الزخم يتجاوز الأسماء المعلنة إلى أمرين؛ أولهما: الجدية التي تتضح فيما يُطرح من أسماء مرشحين، مشيرًا إلى أن الحوار الوطني المصري ساهم في تحريك المياه الراكدة في الحياة السياسية.
وفيما أشار إلى أن الرئيس المصري -الذي لم يعلن بعد عزمه الترشح- يُعد أقوى المرشحين المحتملين على المنصب، أكد أن "الحديث الأهم"، سيكون على نسب المشاركة في الانتخابات وقوة المرشحين الآخرين.
وناشد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، الأحزاب، بضرورة الدفع بمرشحين تتوافر فيهم الشروط القانونية للترشح، وأن يدرس الحزب موقفه جيدًا، لعدم خلط الأوراق، والوقوع في شرك الخلافات السياسية داخل الحزب نفسه.
وأكد أن هناك 3 عوامل ستقيس الانتخابات الرئاسية؛ أولها: نسب المشاركة، ثانيها: الحالة المزاجية للمواطن المصري في ذلك الوقت، ثالثها: الضمانات التي وضعتها الدولة المصرية بداية من الحوار الوطني حتى إجراء الانتخابات.