الإخوان و23 يوليو بمصر.. ما سر عداء التنظيم للثورة؟
دأب تنظيم الإخوان الإرهابي لعقود على محاولات تشويه صورة ثورة 23 يوليو/تموز 1952، عقب فشل مسعاه في سرقتها وادعاء المشاركة فيها.
التنظيم أعاد تكرار تاريخه الأسود، لكنه تمكن هذه المرة من سرقة "25 يناير/كانون الثاني 2011" ووصل لسدة الحكم، لكن الشعب المصري سرعان ما لفظه في ثورة شعبية أطاحت بحكمه للبلاد عام 2013.
واليوم الأحد، تمر الذكرى الـ71 لقيام ثورة 23 يوليو/تموز في مصر، التي نالت فيها البلاد حريتها، وتخلصت بفضل ضباطها من نير الاستعمار.
وفي ذكرى الثورة، قال عبد الحكيم جمال عبد الناصر، نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، إن "تنظيم الإخوان لم يشارك في ثورة 23 يوليو/تموز، بانتظار نتيجة حركة شباب الضباط الأحرار، فإما بإعلان المشاركة حال نجاحها، أو التنكر من الثورة حال فشلها".
وأشار عبد الناصر في تصريحات تلفزيونية، الأحد، إلى أن "الجماعة اعتقدت عقب نجاح الثورة، أنها قادرة على إدارة مجلس قيادة الثورة وتوجيه بالشكل الذي تريده، وحاولت فرض وصايتها على الثورة، لكن مسعاها باء بالفشل".
وشدد نجل الزعيم الراحل على أن "التنظيم الإخواني لا يزال يهاجم ثورة 23 يوليو/تموز؛ لأن الرئيس الراحل كان له مشروع يعبر عن أغلبية المصريين، وهذا المشروع ما زال قائما حتى الآن"
ويوضح "سبب كره وحقد الإخوان على الزعيم الراحل عبد الناصر هو فشلهم في سرقة ثورة يوليو من الضباط الشباب، وهو ما تمكنوا منه في وقت لاحق، عقب سرقة ثورة يناير 2011".
ومضى قائلا "حاول التنظيم إعادة تكرار تاريخهم الأسود، حين سرقوا ثورة 25 يناير (كانون الثاني) ووصلوا للحكم، لكن الشعب المصري سرعان ما لفظهم ولم يتحملهم، بعد عام واحد من حكمهم للبلاد".
وحرص نجل الزعيم الراحل على التأكيد على أن "ثورة 23 يوليو (تموز) ستظل محفورة وباقية في وجدان كل مصري وكل عربي"، مشيرا إلى أنه "عقب رحيل الزعيم تعرضت الثورة لمحاولات للنيل منها والتشكيك فيها إلا أن المصريين والعرب يعوا جيدا هذه المحاولات ولن تؤثر فيهم".
ويشار إلى أن الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، تحدث في خطابه الشهير ديسمبر/كانون الأول 1965 بمناسبة عيد النصر، عن تجربته مع تنظيم الإخوان، والتي بدأت في العام 1953، قائلا إن التنظيم نصب نفسه في العام 1953 وعام 1954، على الثورة، إلا أنه ما إن اختلف مع الدولة حتى أعلن الحرب عليها.
وعن تنظيم الإخوان، قال عبدالناصر إن "الحقد يملأ قلوبهم ونفوسهم؛ فقياداتهم في الخارج يتعاونون مع الدول الاستعمارية ومع جميع أعداء الدولة المصرية وأثبتوا أن حزب الإخوان، ليس إلا حركة تعمل لحساب الرجعية، يمولها الاستعمار".
وفي تعقيبه، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن رفض الإخوان المشاركة فى الثورة لاعتبارات تتعلق بمنهج التنظيم، وانتظروا نتائجها.
وشدد فهمي، على أن التنظيم لم يستطع سرقة ثورة 23 يوليو/تموز؛ لأسباب تتعلق بالمنهج السياسي، والقوى السياسية القوية وقتها، إضافة لتنظيم الضباط الأحرار، ووجود رأس للثورة وهو ما لم يتوفر في 2011.
وعزا سبب كره الإخوان للثورة وتشويه صورتها، إلى أنها (ثورة يوليو) أزاحت مشروعهم للانفراد بحكم مصر، بعد أن نجح عبد الناصر في تهميش خطر الجماعة، وكشف أهدافها، وبعد فشل التنظيم، رتب لحادث المنشية، وهو تاريخ فاصل في علاقة الثورة مع الجماعة.
ومنذ بدايات الخمسينيات ومع قرار قيادة الثورة حل الإخوان، تفاقمت الأزمات بين عبد الناصر والجماعة، إلى الحد الذي لجأت فيه الأخيرة إلى التخطيط لاغتياله فيما عرف بـ"حادث المنشية"، الذي يعد إحدى أشهر الوقائع في السجل الإجرامي لتنظيم الإخوان.
وكانت عناصر إخوانية أطلقت 8 رصاصات على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بميدان المنشية في الإسكندرية، أثناء إلقاء خطاب إعلان توقيع معاهدة الجلاء البريطاني عن مصر.
وأسفر حادث المنشية واتهام الإخوان بالضلوع فيه، عن صدور قرار بحل الجماعة في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1954، الذي لم يكن هو الأول بحلها، إذ سبقه قرار صدر من رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في 8 ديسمبر/كانون الأول 1948، على خلفية اتهام الجماعة وأعضائها بالتحريض والعمل ضد أمن الدولة المصرية مع قرب انتهاء حرب فلسطين وعودة أعضاء الجماعة المشاركين فيها.
aXA6IDE4LjE5MS4yNy43OCA= جزيرة ام اند امز