هرم زوسر.. قصة أقدم مبنى حجري ضخم في التاريخ
افتتاح هرم زوسر المدرج بعد الترميم يعد حدثاً عالمياً؛ نظراً لمكانة منطقة سقارة التاريخية وأهمية الهرم الأثرية، فما قصة هرم زوسر؟
على مدار 14 عاماً استمرت عملية ترميم هرم زوسر المدرج الواقع بمنطقة سقارة الأثرية، كجزء من مشروع ترميم وتطوير منطقة سقارة بالجيزة (غربي العاصمة المصرية القاهرة).
ومن المقرر افتتاح هرم زوسر للزيارة من جديد بعد الانتهاء من ترميمه، الخميس، بحضور عدد من ممثلي سفراء الدول الأجنبية ورؤساء البعثات الأثرية المصرية والأجنبية.
وأكدت وزارة السياحة والآثار المصرية أن مشروع ترميم هرم زوسر واحد من أهم مشروعات الترميم التي نفذتها الوزارة خلال الفترة الماضية؛ خاصة أن أعمال الترميم بدأت عام 2006 وتوقفت بعد عام 2011 وعادت مرة أخرى في 2013.
ويعد افتتاح هرم زوسر المدرج بعد الترميم حدثاً عالمياً؛ نظراً لمكانة منطقة سقارة التاريخية وأهمية الهرم الأثرية، فما قصة هرم زوسر؟
أقدم مبنى حجري
شُيد هرم زوسر في جبانة سقارة الواقعة شمال غرب مدينة ممفيس القديمة، من أجل دفن الملك زوسر ثاني ملوك الأسرة الـ3 الفرعونية بالدولة القديمة.
وتعود فكرة تشييد هرم زوسر المدرج إلى المهندس والطبيب "أمحتب" المعروف في مصر القديمة بمهندس المجموعة الجنائزية في أهرامات الجيزة، أمحتب كان يعمل وزيراً لدى الملك زوسر وقام بتشييد الهرم من أجله.
ويتميز هرم زوسر بمعماره المميز بشكل المدرجات والمصاطب، ويعد أقدم مبنى حجري ضخم في التاريخ، وظل زوسر وهرمه لهما مكانة مختلفة في تاريخ مصر القديمة رغم تشييد عشرات الأهرامات في منطقة الجيزة.
وبداخل بردية توين سُجل اسم زوسر الملك الثاني في الأسرة الفرعونية الثالثة باللون الأحمر، كإشارة منهم إلى تميز هذا الملك، الذي حكم نحو 29 عاما، وعرفت الدولة المصرية وقتها بالاستقرار وازدهار البناء في عهده (2640- 2611) قبل الميلاد.
تطور غير مسبوق
أبدع المهندس أمحتب في تصميم أضخم مبنى حجري في التاريخ، بارتفاع يقدر نحو 62 م و6 مصاطب بنيت فوق بعضها البعض، وقدرت قاعدة الهرم 109 أمتار في 125 متراً، وأتقن المهندس القديم تصميم خندق كبير بعرض 40 م وارتفاع 750 م يحيط بالهرم.
وتضمنت عملية البناء تشييد مقابر ملكية ومعبداً جنائزياً ومجموعة من السراديب المخصصة لتخصيص الأطعمة والغلال وقتها.
ويعد هرم زوسر نموذجاً مختلفاً في التصميم عن أهرامات الجيزة، وهي مرحلة متطورة من تصميم القبور المكونة من مصطبة واحدة إلى هرم مكون من 6 مصاطب بنيت فوق بعضها البعض.
وفي عام 1821، اكتشف المهندس الإيطالي غيرولانو سيجاتو مدخل هرم زوسر المدرج وممراته، وعثر وقتها على بقايا لمومياء الملك زوسر من جمجمة وقدم مهشمة، بعد إزاحة الأتربة والرمال من أعلى الهرم.
ومؤخراً بدأت الآثار المصرية في ترميم الهرم، وتضمنت أعمال الترميم لهرم زوسر بداية من توثيق لجميع وحدات الهرم والمقبرة الجنوبية، وترميم وتطوير هندسي دقيق للواجهات الجنوبية والغربية والشمالية والشرقية، إضافة إلى إصلاح الحوائط والأعمدة والممرات وإزالة الرديم وتنظيف الممرات لمعالجة التصدعات والشروخ في داخل وخارج الهرم.