مصر: ملء سد النهضة دون اتفاق "يخالف القانون الدولي"
قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الثلاثاء، إن إصرار إثيوبيا على ملء سد النهضة دون اتفاق يخالف قواعد القانون الدولي.
وأضاف شكري، خلال كلمته بالدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية: "مستمرون في بذل الجهود للتوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة يراعي مصالح الدول الثلاث".
ووجه وزير الخارجية المصري الشكر على سرعة الاستجابة لعقد هذا الاجتماع الطارئ الذي دعت له مصر لاطلاع أشقائها على ما يجري حالياً بمفاوضات سد النهضة مع الجانب الإثيوبي.
وأشار إلى "تعثر المفاوضات وتعنت الإثيوبيين إزاء أي مبادرات ومقترحات لحل هذه القضية".
وتابع: انخرطت مصر والسودان طوال سنوات عشر في مفاوضات مضنية مع الجانب الإثيوبي، ولا زلنا نراوح مكاننا دون إحراز أي تقدم ملموس".
وأوضح أن "المشكلة تكمن في أن الطرف الإثيوبي لا يريد سوى فرض رؤيته قسراً على الآخرين، متغافلاً في ذلك عن عمد، عن تعارض ما ينادي به مع كل المواثيق والاتفاقيات التي تحكم الأنهار الدولية، وساعياً إلى فرض واقع جديد تتحكم فيه دول المنبع بدول المصب، وهو ما لا يمكن أن تقبل به مصر، فنهر النيل ملكية مشتركة، لدول المنبع كما لدول المصب، ولا يجوز لأحد مهما كان أن يغير من تلك القواعد المستقرة".
ولفت إلى أنه "أمام غياب أي إرادة سياسية لإنجاز اتفاق قانوني ملزم وعادل، فإن صبرنا قد تعرض لاختبارات عدة، وفي كل مرة أثبتت مصر أنها الطرف الذي يتصرف بمسئولية ومن منطلق إدراك مسبق بتبعات تصعيد التوتر على أمن واستقرار المنطقة، ومن ثم فإن مصر مصرة على استنفاد كافة الحلول الدبلوماسية، الأمر الذي دعانا ونحن هنا لنعرض الأمر على أشقائنا العرب، طالبين منهم الدعم للمسعى المصري السوداني العادل".
وأكد على أن "مصر تعرض هذه القضية الوجودية على المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية من منطلق تأثر الأمن القومي العربي بهذه القضية، ولا ينبغي أن يُفهم هذا باعتباره محاولة لخلق اصطفاف موجه ضد دولة أفريقية شقيقة، ولكنه طلب يستمد روافده من أهمية التكاتف العربي لحماية مقدرات أمننا القومي، فالأمن المائي المصري والسوداني يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومي العربي".
وتشهد قطر، اليوم الثلاثاء، اجتماعين لوزراء الخارجية العرب أحدهما تشاوري والآخر "غير عادي" لمناقشة مستجدات القضايا الإقليمية وعلى رأسها أزمة سد النهضة.
ويأتي الاجتماع التشاوري في إطار حرص مجلس الجامعة، على مستوى وزراء الخارجية، على رفع وتيرة وكثافة التشاور حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك للدول الأعضاء، وفي مقدمتها الموضوعات ذات الطبيعة السياسية.
وفي تصريحات سابقة، قال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة يُعقد بناء على طلب من مصر والسودان.
وتصاعد التوتر بين إثيوبيا من جهة، ومصر والسودان من جهة أخرى، مع إعلان أديس أبابا موعد الملء الثاني للسد، في خطوة تعتبرها الخرطوم "خطرا محدقا على سلامة مواطنيها"، وتخشى مصر من تأثيرها السلبي على حصتها من مياه النيل.
وفي المقابل، تنفي أديس أبابا أن يكون لعملية الملء الثاني أي أضرار محتملة على دولتي المصب، وتؤكد أنها تحمي السودان من مخاطر الفيضان وسط تمسك بالوساطة الأفريقية فقط في المفاوضات بين الدول الثلاثة، في حين تريد دولتا المصب وساطة رباعية تشمل أيضا واشنطن والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
ولا تزال مفاوضات سد النهضة تواجه جمودا إثر خلافات حول آلية التفاوض، وسط عزم إثيوبيا المضي قدما في الملء الثاني للسد، بينما يقود رئيس الكونغو الديمقراطية رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي لتقريب وجهات النظر بين الأطراف والوصول إلى اتفاق.
aXA6IDEzLjU5LjAuMjUg
جزيرة ام اند امز