مصر تكشف حجم المليارات التي ضختها لتفادي نقص السلع
كشف وزير التموين المصري، عن حجم الأموال التي ضختها بلاده في السوق لتوفير احتياطي استراتيجي لجميع السلع منذ 15 أبريل/نيسان حتى الآن.
وقال علي مصيلحي إن الحكومة ضخت 24 مليار جنيه (1.28 مليار دولار) في السوق لتوفير احتياطي استراتيجي من السلع.
ومصر واحدة من أكبر الدول المستوردة للقمح في العالم وتشتري معظم وارداتها من الحبوب من منطقة البحر الأسود لكن الواردات اضطربت في الشهور الأخيرة عقب اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية.
وأكد وزير التموين، في تصريحات له اليوم الأحد، أنه مع ثبات المستفيدين فالدعم يزيد، والزيادة في دعم الخبز هذا العام وصلت لـ22.5 مليار جنيه.
وقال المصيلحي، بمناسبة عيد الأضحى، فقد تم طرح لحوم بأسعار مخفضة على سبيل المثال المجمد البرازيلي بسعر 85 جنيها للكيلو والسوداني 115 جنيها والضأن 130 جنيها، في المقابل الأسعار بالسوق بـ160 و170جنيها، والخروف القائم بـ90 جنيها للكيلو، مشيرًا إلى وجود 39 شادرا لبيع الخراف الحية بهذه الأسعار.
وحول الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على الأسعار، قال وزير التموين إنه قبل كورونا والحرب الأوكرانية كان هناك نوع من الركود لقلة الطلب والإنتاج، وانخفاض أسعار الطاقة، ومنها سعر البنزين لينخفض سعر برميل البترول إلى أقل من 60 دولارا، وبالتالي انخفضت أسعار السلع الأساسية، وانخفض بالتوازي سعر السكر عالميا بشكل كبير نظرًا لأن جزءا كبيرا من "البيوديزل" و"الميثانول" ينتج من السكر.
وتابع، حفاظا على المنتج المحلي تم إيقاف استيراد هذه السلعة، حتى لا يغرق السوق بالسكر، مما سيؤدي إلى عدم قدرة شركات صناعة السكر المحلية على بيع منتجاتها، وحماية صناعة محلية مصرية مهمة دفع فيها ملايين الجنيهات، مشيرًا إلى أن مصر حققت اكتفاء ذاتيا من السكر بنسبة 89%.
وأضاف أن زيت الطعام كان سعره قبل الأزمة بين 720 إلى 740 دولارا للطن الخام ووصل بعدها إلى 840 دولارا للطن، مشيرا إلى أننا نستورد من 95 إلى 97% من المحاصيل الزيتية، ونستورد جزءا كبيرا جدًا في هيئة بذور ثم يتم العصر في مصر والتعبئة، وميزة استيراد البذور أنها بعد العصر يمكن استخدامها كأعلاف لسد فجوة استيراد الأعلاف من الخارج، موضحًا أننا نحصل على حوالي 30% من الاستخدام المحلي عن طريق البذور التي نستوردها.
وأضاف أنه مع حدوث الأزمة الروسية الأوكرانية ازدادت الأسعار بشكل كبير للغاية، ومن ذلك زيادة تكلفة النقل والملاحة عالميًّا، بسبب زيادة أسعار الطاقة، والظروف الاقتصادية التي يشهدها العالم ولم تحدث من قبل.
وأشار إلى أن أوكرانيا تنتج 30% من الزيوت المستخلصة من عباد الشمس عالميًا، والأزمة الروسية الأوكرانية حالت دون توافر تلك الكميات بسبب تقييد التصدير من أوكرانيا لدول العالم، وهذا سبب مباشر في ارتفاع أسعار الزيوت عالميًا بنسب من 30 إلى 70%، موضحا أن إغلاق موانئ البحر الأسود، ترتب عنه نقص كمية توافر سلع عالمية منها القمح ووصلنا عالميا إلى مرحلة أشبه بالشلل، لا يمكن نقل القمح سواء من أوكرانيا أو روسيا، والذي تمثل نحو 42 % من الكميات التي يتم تصديرها عالميًا.
وتعقيبًا على تبعات الأزمة الروسية الأوكرانية على مصر وأزمة القمح عالميا.. قال الدكتور علي المصيلحي إن التخطيط الجيد للحكومة المصرية جعلها تواجه تلك الأزمة، مضيفًا أن الحكومة كانت تحفظ احتياطيا استراتيجيا للسلع 3 أشهر فقط، ولكن الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجه في فبراير 2017 بزيادة الفترة إلى 6 أشهر، وخصص 1.8 مليار دولار رغم أن وقتها لم تكن هناك حرب أو أزمة كورونا، كما قمنا بتأهيل الموانئ والصوامع، وهو ما حمانا خلال فترة الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث كنا نملك احتياطيا كبيرا من القمح ثم بدأ موسم القمح المحلي.
وأشار المصيلحي إلى أن العالم كان يتوقع أن تتعرض مصر لأزمة طاحنة، خاصة أن القمح الروسي والأوكراني يشكلان 80% من استهلاك المصريين إلا أن بفضل خطة رفع المخزون الاستراتيجي، إضافة إلى تزامن ذلك مع موسم القمح المحلي في مارس الماضي مرت الأوضاع بسلام، مضيفا أن مصر أكبر مستورد للقمح في العالم.
وقال "إننا استطعنا الأسبوع الماضي ترسية 820 ألف طن بمتوسط سعر 435 دولارا للطن، وهو سعر جيد للغاية وجاء بعد متابعة البورصة".
وأضاف وزير التموين أن مصر لديها 6.5 شهر احتياطي استراتيجي من القمح، و6.1 شهر احتياطي بالنسبة للزيت، وكذلك لدينا اكتفاء ذاتي من السكر يصل إلى 89% ونقوم باستيراد 400 ألف طن فقط، ونقوم سنويًا باستهلاك 3.2 مليون طن سكر، وحتى هذه اللحظة قمنا باستيراد حوالي 300 ألف طن، وقريبا نقوم باستيراد الـ 100 ألف الأخرى، وعندنا 7.7 شهر احتياطي آمن من السكر.
وحول الأرز.. أكد المصيلحي أن مصر لديها اكتفاء ذاتي من الأرز والمساحة المزروعة ما بين 1.3 مليون إلى 1.4 مليون فدان- عندما نصل إلى 1.2 مليون فدان أرز نحقق الاكتفاء الذاتي- ولدينا 3.3 شهر احتياطي آمن، مضيفًا أن العام القادم سيتم تخزين الشعير، ونسمح بالاتفاق مع وزارة التجارة والصناعة بتصدير المكرونة خاصة "السيمولينا"، للأسواق الأوروبية.
وعن أسعار الذهب، قال الوزير إنه لا تسعير للذهب من قريب أو من بعيد، خاصة أنه مرتبط بأسعار البورصات العالمية، مضيفا أن مصر دولة منتجة ومصدرة للذهب، والإنتاج المصري بدأ في الزيادة وأصبح مهمًا جدًا في توازن العملات مع مصر.
aXA6IDE4LjIyNC41My4yNDYg جزيرة ام اند امز