"خبز البطاطا".. هل ينهي أزمة مصر مع استيراد القمح؟
قال وزير التموين المصري الدكتور علي المصيلحي، إن وزارته تدرس إدخال "البطاطا" ضمن مكونات إنتاج الخبز المدعم لتخفيف الضغط على القمح.
وأضاف: مصر تعاقدت على شراء 180 ألف طن قمح من الهند، وهو ما يقل عما تم الاتفاق عليه في السابق، لكنها تدرس طرقا لاستخراج المزيد من الدقيق من الحبوب واستخدام البطاطا في صناعة الخبز مع محاولتها خفض الواردات.
واشترت مصر، أحد أكبر مستوردي القمح في العالم، في السنوات الماضية كميات كبيرة من الحبوب عبر البحر الأسود لكن تعطلت وارداتها بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتسببت الحرب في أوكرانيا في زيادة تكاليف واردات مصر من القمح.
- قمح البحر الأسود "الحبيس".. متى يخرج للأسواق الجائعة؟
- مصر تدرج دولة جديدة لاستيراد القمح.. تحتاج 5 ملايين طن
وتجري دراسة خلط دقيق القمح بالبطاطا البيضاء، وقال مصيلحي "ندرس هذه التكنولوجيا الآن".
وأضاف الوزير أن ذلك من شأنه توفير نحو 500 ألف طن من القمح المستورد، وكذلك استيراد خمسة إلى خمسة ونصف مليون طن من القمح في العام المالي 2023/2022.
وتعتمد مصر بشكل أساسي على استيراد القمح لإتاحة الخبز المدعم لأكثر من 70 مليون شخص من سكانها البالغ عددهم 103 ملايين نسمة.
وكان المصيلحي قد قال في مايو/أيار إن مصر، التي تسعى لتنويع مصادر واردتها، وافقت على شراء 500 ألف طن من القمح من الهند. وحظرت الهند صادرات القمح في الشهر ذاته لكنها سمحت بإمداده لدول مثل مصر لأسباب تتعلق باحتياجات الأمن الغذائي.
وقال المصيلحي إن احتياطيات القمح الحالية كافية لما يقرب من ستة أشهر بعد شراء 3.9 مليون طن من المحصول المحلي.
كما أضاف أن مصر تدرس سبل الحصول على مزيد من الدقيق من الحبوب، مما يرفع نسبة استخراج الدقيق المستخدم في الخبز المدعم إلى 87.5 في المئة من 82 في المئة.
وأقر البنك الدولي اليوم تمويلا تنمويا بقيمة 500 مليون دولار لتعزيز جهود الأمن الغذائي و تمويل مشتريات القمح، في سبيل تعزيز قدرة الحكومة على توفير مخزون آمن.
قصة خبز البطاطا
وقال الدكتور عبد المنعم الجندي، الأستاذ بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وصاحب مشروع إنتاج هجين البطاطا الصالح لإنتاج الخبز، إن المركز نجح في إنتاج تراكيب وراثية للبطاطا تتميز بانخفاض نسبة السكر وزيادة المكونات الغذائية المختلفة، وفي الوقت نفسه زيادة نسبة المادة الجافة داخل البطاطا لسهولة طحنها وخلطها مع دقيق القمح لإنتاج الخبز، مشيرًا إلى أنه تم إجراء تجربة لزراعة البطاطا الجنداوي، وهي نوعية البطاطا المعدلة وراثيًا، بمحافظة الوادي الجديد، وأعطت إنتاجية مرتفعة بمتوسط 20 طنًا للفدان.
وأضاف الجندي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن خلط طحن البطاطا مع دقيق القمح يسهم في إنتاج رغيف خبز مرتفع القيمة الغذائية ومنخفض التكلفة، وتتميز بصفات جودة عالية، مشيرًا إلى أنه سبق تجربة إنتاج رغيف خبز من خلط طحن البطاطا مع دقيق الخبز، حيث تم إضافة 15 طن دقيق بطاطا مسلوقة مع 2 طن من الدقيق لإنتاج الخبز بمحافظة الوادي الجديد دون أن يكون هناك فارق بينه وبين الرغيف المعتاد.
ولفت إلى أنه عكف على دراسة مشروع إنتاج رغيف العيش من خلال البطاطا، وتوصل إلى عدد من الأصناف، تصلح للاستخدام مع القمح في إنتاج الخبز، لافتا إلى أن المشروع يعمل على إدخال البطاطا في إنتاج الخبز مع القمح، بنسبة 40% بطاطا و60% قمح، ما يقلل من الاستهلاك المحلي من القمح، والتوقف عن الاستيراد من الخارج مع الوقت، خلال 3 أعوام على الأكثر.
وقال وزير التموين المصري في وقت سابق إن بلاده بحاجة إلى استيراد خمسة ملايين طن من القمح للسنة المالية 2022-2023.
وأضاف الوزير أن مصر أضافت البرتغال كدولة منشأ لاستيراد القمح.
وبعد إعلان وزير التموين المصري عن خبز البطاطا الحلوة ظهرت على السطح تجربة قام بها مخبز تابع لوزارة التموين في محافظة الوادي الجديد، إذ أنتج مالك المخبز خبزا من البطاطا الحلوة.
وتزرع مصر نحو 31 ألف فدان سنويا من البطاطا الحلوة، وتنتج منها نحو 450 ألف طن سنويا، بحسب إحصاء لوزارة الزراعة عام 2019.
إلا أن البطاطا محصول صيفي، ما يعني أننا لا نستطيع الاعتماد عليه طوال العام في إنتاج الخبز بحسب مصدر وزارة الزراعة، الذي أضاف أن خصائص البطاطا تحتاج لمجهود كبير لتلائم الخبز فهي تحتوي على نسبة عالية من السكر كما أنه لا بد من سلقها قبل وضعها مع الدقيق ما يزيد من فرص نمو الفطريات بها وقد يتسبب ذلك في مخاطر غذائية.
aXA6IDMuMTQyLjE3MS4xMDAg جزيرة ام اند امز