"لا تنسوا الفضل بينكم".. رسالة من السيسي لمثيري الفتنة مع "الأشقاء"
"لا تنسوا الفضل بينكم".. كلمات حملت معاني عميقة رد بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على مثيري الفتنة مع السعودية.
وأكد السيسي، في مداخلة خلال افتتاح المرحلة الثانية من مدينة الصناعات الغذائية سايلو فودز بمدينة السادات بمحافظة المنوفية نقلتها وسائل إعلام مصرية، الخميس، أن "مصر حريصة على علاقتها مع السعودية والدول الشقيقة ولا تنسى وقوفها إلى جانبها".
- مصر والسعودية في لجنة التشاور.. تعزيز للتضامن واستمرار للتنسيق
- مصر تؤكد تضمانها مع السعودية ضد أي تهديد لأمنها
وتابع الرئيس المصري أن "سياسة مصر تتسم بالاعتدال والتوازن والانضباط الشديد مع الجميع بالداخل والخارج، وحريصون كتوجه دولة على الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع الجميع".
ودعا الرئيس المصري إلى "الابتعاد عما يسيء إلى تلك العلاقات"، متسائلا: "هل سنسير وراء بعض المواقع المغرضة، التي تسعى في إحداث فتنة بيننا وبين الأشقاء؟".
لافتا إلى "أن أقل شيء يجب أن نفعله هو الصمت، وهذا الأمر ينطبق على وسائل إعلامنا التي لا نتدخل في شؤونها".
رسالة للمواطنين والإعلاميين
ووجه الرئيس المصري رسالة للمواطنين والإعلاميين، قائلا: "أرجو كمواطنين وحتى كإعلاميين أن ننتبه، لأن سياسة مصر دائما سياسة تتسم بالاعتدال والتوازن والانضباط الشديد تجاه الجميع في الداخل والخارج".
وأضاف: "أتابع مواقع التواصل وأرى أحيانا حماسا زائدا أو ما يصل لـ(تجاوزات في الكلام)، وهنا لا أتحدث عن موضوعات محلية، أتحدث عن علاقاتنا مع أشقائنا وهذا أمر يجب أن ننتبه له جيدا، وهذا يعكس مدى فهمنا وتقديرنا للعلاقات مع الأشقاء".
واستطرد: "عندما يتم تناول موضوع دون أساس، نتكلم ونقول أمورا قد لا تكون لها أساس من الصحة، ويجب ألا ننساق وراء بعض المواقع المغرضة التي تريد فتنة بيننا وبين الأشقاء! أقل شيء يمكن عمله ما لم نقل كلاما طيبا هو أن نسكت".
وواصل السيسي: إحنا مش بنكتب إلا دايما لصالح تحسين ودعم العلاقات مش العكس، وإحنا علاقتنا طيبة بالجميع وده منهج ماشيين بيه مش من النهاردة، ولكن ده مسار بننتهجه منذ تولي المسؤولية.
وتابع الرئيس المصري: "كل ما يُكتب يجب أن يستهدف تحسين ودعم العلاقات بين مصر والأشقاء وليس العكس، لأن علاقة مصر طيبة مع الجميع، وهذا منهج نتبناه منذ أن توليت المسؤولية وليس فقط الآن".
ولفت إلى أن "هذا المسار نتبناه حتى في أوقات الأزمات والخلافات، فلم تكن هناك أية تصريحات سلبية بل تكون منضبطة للغاية، وبالتالي لا يصح أن نُسيء لأشقائنا ولا ننسى وقفة أشقائنا معنا".
وأكد: "أنا سأقول فرضية ليست موجودة، إذا كان هناك أزمة، هل أطيل لساني أو أقول كلاما غير مضبوط، هذا كلام لا يليق أبدا، أين: (لا تنسوا الفضل بينكم)؟".
وأشار إلى أن "بعض المقالات التي أراها مع أشقائنا في السعودية أو أي دولة أخرى نكون حريصين كمواطنين ألا ننساق وراءها، علاقتنا طيبة بالكل والجميع، وفي أصعب الظروف، حتى لو هناك خلاف مع دولة شقيقة خلال السنين اللي فاتت هنتجاوزها".
ووجه نصيحة أخيرة قائلا: "لو لم نكن سنقول شيئا جيدا فمن الأفضل ألا نقول، ولو لن نبني فمن الأفضل ألا نهدم، يجب أن ننتبه لهذا الكلام".
واختتم الرئيس السيسي حديثه بالقول: "أرجو من مواقع التواصل وبعض الزملاء في الإعلام لو فيه خط وتصريح سنقوله كدولة بشكل رسمي، ولو لم نقل ذلك إذا الأمور طيبة.. لذا يجب أن نبني ولا نسيء وأن ننتبه".
علاقات راسخة
وكان خبراء أكدوا أن العلاقات بين مصر والسعودية والدول الشقيقة راسخة، ردا على تجاذبات وتراشق شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، حمل بعضها ما اعتبر "إساءات" متبادلة بين كُتاب ومغردين.
وشدد خبراء عرب من مصر والسعودية والأردن والمغرب، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، على أن "ما جرى خلال الفترة الأخيرة بمثابة سحابة إعلامية عابرة، لكن العلاقات المصرية السعودية عميقة وراسخة ومتينة".
وكان من بينهم الأكاديمي المصري المتخصص بالشأن الدولي الدكتور طارق فهمي، الذي أكد -في حديثه لـ"العين الإخبارية"- أن "ما تم تداوله من بعض الشخصيات في وسائل التواصل الاجتماعي هدفه تعكير صفو علاقة البلدين لكنه مجرد تصريحات إعلامية عابرة لا يمكن أن تؤثر على علاقات البلدين".
وأكد أن "المعارك الكلامية بين بعض الإعلاميين وغيرهم ستظل حبيسة المنصات الرقمية، لأن العلاقات الرسمية بين الدولتين ثابتة ومستقرة، وبمثابة العمود الفقري للمنطقة العربية".
ولفت الأكاديمي المصري إلى أن "هناك مصالح اقتصادية وحوارا استراتيجيا بين مصر والسعودية، وزيارات ولقاءات متبادلة بأعلى المستويات، إضافة إلى العمالة الكبيرة في الخليج، والتي تحظى بحماية ودعم الإمارات والسعودية".
وأشار فهمي إلى ضرورة "وضع الأصوات النشاز في إطارها وحجمها، دون المساس إطلاقا بطبيعة العلاقات التاريخية المقدرة من قبل الدولتين"، مطالبا بـ"ضرورة وجود رشادة إعلامية في تناول العلاقات بين الدول".
وأكد أن "العلاقات بين مصر والسعودية ودولة الإمارات متينة وقوية ويمكن البناء عليها في مواجهة أي تحديات ومخاطر في الإقليم، وأي تطور في وحدة النظام الإقليمي العربي يقوم على هذه الدول الرئيسية بالإقليم، في مواجهة التحديات والمخاطر التي تطرحها الأطراف الإقليمية التي تحاول العبث بأمن الإقليم.
ومن السعودية اتفق الكاتب والمحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي مع فهمي بشأن ضرورة حماية علاقات بلاده مع القاهرة، بعيدا عن تجاذبات الإعلام وأهواء المغردين وإسقاطات المتربصين.
وأشار إلى أن "الواقع والتاريخ يبيّن أن "السعودية ومصر قدمتا نموذجا في العلاقات الثنائية، قائم على قواعد صلبة من التعاون والتكامل في كل المجالات"، موضحا أنهما "قُطبا العمل في النظام العربي والإقليمي، وحجر الزاوية لحفظ الأمن القومي العربي".
وبين "آل عاتي" أن "الرؤى بين البلدين تتطابق في مكافحة التطرف والإرهاب وعوامل حفظ الأمن والسلم والاستقرار المنشود"، مشددا على أن "العلاقات السعودية المصرية استراتيجية، وتاريخية ومتجذرة، بالدم والدين والعروبة والمصير المشترك".
وأضاف أن "السعودية منذ تأسيسها حتى العصر الحديث حريصة على تقوية علاقاتها مع مصر، لتشمل كل المجالات، وما يميّز تلك العلاقة أنها قائمة على المصارحة والوضوح والشفافية، التي تسهل احتواء أي تباين، أو خلاف قبل أن يتحول إلى توتر".
فيما اعتبر الدكتور منذر الحوارات، الخبير السياسي الأردني، أن "ما نشهده هذه الأيام من تبادل للاتهامات، والنقد المتبادل بين بعض المغردين، يثير الغضب لدى المواطن العربي؛ لأن العلاقة بين الدولتين علاقة استراتيجية ويجب أن تبقى كذلك".
وشدد على أن "كل دولة منهما بحاجة شديدة للأخرى، لأن الأمن الاستراتيجي للدولتين يقضي بأن تكون العلاقة بينهما قوية ومتينة". وطالب الحوارات "الدوائر الإعلامية في البلدين بمراعاة اعتبارات المصالح المتبادلة والمعالجة الموضوعية لجوانب الاختلاف"، إن وجدت.