خبراء: نجاح ضربات الأمن المصري دفع الإرهابيين لوسائل "بدائية"

الحصار الدائم للجماعات الإرهابية في مصر، أجبر الإرهابيين على استخدام طرق أكثر بدائية، وهو ما أظهره حادث "الدرب الأحمر" بوسط القاهرة

يبدو أن التشديد الأمني والحصار الدائم للجماعات الإرهابية في مصر، أجبر الإرهابيين على استخدام طرق أكثر بدائية وحيل فردية في محاولة لتنفيذ عملياتهم ، وهو ما أظهره حادث "الدرب الأحمر" بوسط القاهرة. 

• مصر: استشهاد شرطيين في تفجير خلال ضبط إرهابي بالقاهرة
• السيسي يستعرض رؤية مصر لمكافحة الإرهاب في مؤتمر "ميونيخ"

ونجحت الشرطة المصرية الإثنين في الوصول إلى "الإرهابي" مرتكب تفجير مسجد الإستقامة بالجيزة، الملاصقة للقاهرة، الجمعة الماضي، إلا أنه فور التعرف عليه بحي "الدرب الأحمر" بالقرب من الجامع الأزهر فجّر نفسه فاستشهد 3 شرطيين وأصيب 5 أشخاص بينهم 3 مدنيين.

وأظهرت الواقعة استخدام الإرهابي الذي يدعى "الحسن عبد الله" لدراجة هوائية في تنقلاته، كما أكدت الداخلية أن العبوة الناسفة المستخدمة في حادث ميدان الجيزة كانت "بدائية الصنع" ولم تسفر عن وقوع أي ضحايا.

عملية فردية

وقال العقيد حاتم صابر خبير مكافحة الإرهاب إن "إرهابي الدرب الأحمر اعتمد على نفسه فقط في تخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية التي كان ينتوي القيام بها، وكذلك صنع مستلزماتها حتى لا يكتشف أمره".

وأوضح الخبير الأمني لـ"العين الإخبارية" أن "نجاح السلطات المصرية في محاصرة الجماعات الإرهابية والعناصر المتطرفة، ظهر جليا في هذه العملية، على الرغم من وقوع ضحايا من رجال الشرطة وذلك في سرعة وصولهم لمنفذ حادث الجيزة والتعرف عليه وتعقبه ومحاولة القبض عليه".

ونوّه العقيد صابر بأن "الجماعات المسلحة تجد الآن صعوبة بالغة في التخطيط وتنفيذ عملياتها بالوسائل التقليدية مثل العربات المفخخة وغيرها أو استهداف منشآت للدولة، أو إيجاد وكر تتجمع فيه خاصة في القاهرة والمدن الرئيسية، ومن ثم تعتمد على مثل تلك العبوات البدائية والعمليات الفردية الطائشة".

وقالت الداخلية المصرية إنها "عثرت على مخزن متفجرات بالشقة التي كان يقيم بها إرهابي الدرب الأحمر، يحوي على كمية كبيرة من المتفجرات وفوارغ قنابل وأدوات لصنع قنابل بدائية".

معدات بدائية

ومن جانبه اعتبر منير أديب، الباحث في شؤون الحركات الإرهابية، أن "الاستعدادات الأمنية المصرية جعلت التنظيمات الإرهابية تتحرك بشكل فردي في المحافظات وتستخدم معدات بدائية مثلما حدث للإرهابي الحسن عبد الله".

وأكد أديب لـ"العين الإخبارية" أنه "بالمفهوم الأمني والعسكري وبتصورات هؤلاء المتطرفين فإنّ الإرهابي فشل في تحقيق أهدافه، وأن جزءا من فشل العملية يعود ليقظة أجهزة الأمن التي كانت حائلًا أمام تنفيذ العملية الإرهابية بشكل أوسع".

وأضاف أن "توصل الأجهزة الأمنية للجاني خلال ساعات يدل على قوة أجهزة المعلومات من ناحية وتطور أدواتها من ناحية أخرى"، مشيرا إلى أنه "من الطبيعي سقوط ضحايا في الحرب على الإرهاب"، في إشارة لمقتل 3 شرطيين.

الإرهاب ينتحر

أكد العميد خالد عكاشة عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف بمصر، أن "الملاحقة الأمنية والتحريات التي أجريت عن الإرهابي منذ زرعه للعبوة الناسفة الجمعة الماضية بميدان الجيزة والتحري والتتبع والاستيفاء المعلوماتي، أوصل رجال الأمن إليه مباشرة".

وأضاف عكاشة في تصريحات له "أثناء عملية القبض عليه، وجد الإرهابي أنه في قبضة كمين أمني محكم لا فكاك منه، ما دفعه إلى تفجير عبوة ناسفة كان يحملها في طيات جسده كسلاح احترازي انتحاري أخير".