لمواجهة خطاب إخوان تركيا الإرهابي.. ألمانيا تستعين بـ"الأوقاف المصرية"
جامعة مونستر الألمانية تعلن قريبا عن تفاصيل دبلومة مشتركة بين كلية الدراسات الإسلامية بها، ووزارة الأوقاف تحت شعار "التجديدة".
في إطار خارطة الطريق التي تبنتها جهات ألمانية لوقف الاعتماد على مدرسين وأئمة تابعين لتنظيم الإخوان الإرهابي، تعتزم جامعة "مونستر، خلال الفترة المقبلة، توقيع بروتوكول للتعاون مع وزارة الأوقاف المصرية، فضلا عن التعاون مع الأزهر الشريف، من أجل إعداد وتهيئة الأئمة في الداخل.
ومن المقرر أن تعلن الجامعة، خلال الأيام المقبلة، عن تفاصيل دبلومة مشتركة بين كلية الدراسات الإسلامية بها، ووزارة الأوقاف تحت شعار "التجديدة"، وهى الدبلومة التي ستستمر لمدة عام.
تجديد الخطاب الديني
وقال البروفيسور مهند خورشيد، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر الألمانية، لـ"العين الإخبارية": "نجهز في الوقت الحالي لإعداد دبلومة مشتركة بين الجامعة، ووزارة الأوقاف، ونأمل مشاركة عدد كبير من الأئمة من مصر وألمانيا ومن دول أخرى كثيرة في هذا البرنامج التأهيلي المشترك"،
وأوضح أن "الجامعة تتعاون مع وزارة الأوقاف بسبب حاجتنا الماسة إلى خطاب تجديدي".
وكشف خورشيد عن أنه "تحدث مؤخرا عن المشروع التجديدي لوزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، مع مجموعة من السياسيين الألمان في مقدمتهم رئيس وزراء ولاية شمال الراين، آرمين لاشت، الذي يعد من أبرز السياسيين الألمان، وينوي لقاء الوزير قريباً من أجل توقيع مسودة اتفاق وبروتوكول التعاون".
وتابع القول:"كما أننا على تواصل مع الأزهر الشريف، وتشرفنا بزيارة شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب لجامعة مونستر في عام 2016، ونتمنى تعزيز تعاوننا مع الأزهر بشكل أكبر".
وشارك شيخ الأزهر الشريف مارس/آذار 2016 في مؤتمر "مقومات السلام في الأديان" الذي نظمته جامعة مونستر في ألمانيا، وشدد في كلمته على رفض الإسلام لكل أشكال الإرهاب، قائلا: "الإسلام دين السلام والمسلمون يعيشون السلام".
ونوه "خورشيد" إلى أنه شارك في افتتاح أكاديمية الأوقاف الدولية يناير/كانون ثاني الماضي، ولقائه بوزير الأوقاف، مشيرا إلى أن التعاون والدبلومة المشتركة الجاري إعدادها هى أهم نتائج اللقاء بالوزير المصري.
وقال عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر الألمانية إن "الدولة الألمانية بحاجة ماسة لهيئة تمثل مسلمي ألمانيا تتبنى خطاب التنوير والحوار الديني، حيث إن معظم المساجد في ألمانيا تدعمها وتقوم عليها الدولة التركية".
وتابع: "أتمنى أن تظهر دول ومؤسسات أخرى على الساحة الألمانية يهمها دعم وترسيخ الإسلام التنويري المتسامح، والبعيد عن الأجندات السياسية التي تسعى لتوظيفه من أجل مصالحها".
وافتتح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، نائبًا عن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري 20 يناير/كانول الثاني الماضي، أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين من مصر والعالم، وذلك على هامش فعاليات مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الدولي.
وقال جمعة، في تصريحات صحفية له عقب افتتاح الأكاديمية: "وجدت جدية فى كلية الدراسات الإسلامية فى ألمانيا برئاسة الدكتور مهند خورشيد، ونأمل خيرا فى تدريب الدعاة الأوروبيين شأنهم شأن باقى الدعاة".
وكان موقع "فيستفاليا" الإخباري المحلي بألمانيا قد كشف مؤخرا أنه سيتم دعم مشروع تنظيم اختبارات ودورات تدريبية لإعداد الأئمة في الوكالة الدولية للأوقاف، وإرسالهم لألمانيا وأوروبا، بهدف دعم فكرة الإسلام الوسطي المعتدل والمتسامح.
ترحيب مصري بالتعاون
من جهته، أعرب الدكتور جابر طايع، المتحدث باسم وزارة الأوقاف، رئيس القطاع الديني، عن ترحيبه بالتعاون مع جامعة مونستر، قائلا في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": "أبدينا استعدادنا للتعاون مع الجامعة الألمانية، والأخيرة أيضا لديها نفس الاستعداد، ولكننا لم نتحدث بعد عن الكيفية والآلية".
وأضاف طايع قائلا: "أيادينا ممدودة للتعاون مع أي جامعة، أو مؤسسة رسمية في أي دولة في الغرب، ونستهدف نشر الفكر الوسطي الأزهري بين أئمة أوروبا والموفدين للخارج، وأكاديمية الأوقاف تكرس لهذا العمل".
ووافق مجلس جامعة مونستر الألمانية بشكل رسمي مؤخرا على تحويل مركز الدراسات الإسلامية بالجامعة إلى كلية للدراسات الإسلامية، وهو بمثابة خطوة ستحد من الهيمنة الإخوانية والتركية، التي تسعى إلى "فرض أجندات سياسية معينة تتعارض مع الفكر الإسلامي المستنير".
وتسعى السلطات الألمانية إلى دعم الإسلام الوسطي المعتدل ورموزه الكبيرة، بعيدا عن منهج المتطرفين والجماعات الإرهابية.
وكانت وزيرة العدل في مقاطعة ساكسونيا السفلى بألمانيا، باربرا هافليزا، قد أعلنت منذ يومين تجديد الحظر المفروض على أئمة الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية لممارسة الأنشطة الدينية داخل السجون.