الاستخبارات الألمانية: الإخوان أخطر من "داعش" و"القاعدة"
تقرير يحذر من تغلغل التنظيم شرقي البلاد
تنظيم الإخوان الإرهابي يمثل على المدى المتوسط خطرا على الديمقراطية في ألمانيا، وفق التقرير
حذر تقرير لمجلة فوكس الألمانية "خاصة"، استنادا لتقرير استخباراتي، من تغلغل تنظيم الإخوان الإرهابي في الولايات الشرقية بألمانيا، مشيرا إلى أن الإخوان أكثر خطرا من "داعش" و"القاعدة".
- ألمانيا تتجه لحظر الإخوان.. وعقوبات على شعاري "رابعة والذئاب الرمادية"
- ولاية ألمانية تغلق حضانة أطفال بسبب تبعيتها للإخوان
يأتي ذلك بعد شهرين من نشر المجلة نفسها، تقريرا آخر نقل عن مصادر في هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، أن التنظيم الإرهابي يمثل على المدى المتوسط خطرا على الديمقراطية في ألمانيا، يفوق خطر تنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيين.
وفي تقريرها الجديد، قالت مجلة فوكس استنادا لتقرير صادر عن فرع هيئة حماية الدستور في ولاية ساكسونيا شرقي ألمانيا إن تنظيم الإخوان كسب أرضا جديدة في الولايات الشرقية.
وتابعت أن جماعة الإخوان شيدت 7 مقرات في ساكسونيا وحدها "تحت اسم "مكان اللقاء الساكسوني" (اس بي اس/ وهي منظمة غير حكومية).
تقرير هيئة حماية الدستور الذي استندت إليه المجلة، وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، ربط بوضوح بين هذه المنظمة وتنظيم الإخوان.
ووفق التقرير ذاته، فإن السلطات في ولاية ساكسونيا تخشى أن يواصل التنظيم ترسيخ نفوذها وبناء المقرات في ولايات شرق ألمانيا، بما فيها ولاية براندنبورغ القريبة من برلين.
من يقف وراء المنظمة الإخوانية ؟
يترأس منظمة "إس بي إس"، إمام مصري يدعى سعد الجزار، وهو مهندس يحمل درجة الدكتوراه، ويعد عنصرا نشطا في المجال العام في ألمانيا خلال السنوات الماضية، حسب مجلة فوكس.
وتوصف المنظمة نفسها بأنها رابطة متعددة الأديان والثقافات تهدف إلى بناء روابط بين السكان الأصليين والمهاجرين على المستويين المحلي والإقليمي، وتسهيل اندماج المهاجرين المسلمين في المجتمع.
لكن تقرير هيئة حماية الدستور يقول إن الرابطة هي تجمع للمسلمين وليست متعددة الأديان كما تصف نفسها، وتملك نفوذا كبيرا على المسلمين خاصة في المناطق الريفية في ساكسونيا.
ووفق التقرير، بدأت المنظمة الإخوانية تأسيس مقراتها في 2016 في ساكسونيا، في ظل وجود مؤشرات واضحة على ارتباطها بتنظيم الإخوان الذي تأسس في مصر عام ١٩٢٨، ومنظمة المجتمع الإسلامي في ألمانيا (ذراع الإخوان الرئيسية في ألمانيا).
وأوضح التقرير أن هذه المنظمة اشترت أول مقراتها في ساكسونيا في منطقة بيرنا مقابل ٣٠٠ ألف يورو، قبل أن تقوم بشراء مقرات في لايبزج وريسا، وميسن، جورلتس، وتسيتاو، ودريسدن، وجميعها في ولاية ساكسونيا.
وقال التقرير إن كلا من الإخوان ومنظمة المجتمع الإسلامي يخضعون لرقابة هيئة حماية الدستور في ساكسونيا وباقي الولايات، لما يمثلوه من تهديد للديمقراطية.
ووفق التقرير الاستخباراتي، فإن رئيس المنظمة "الجزار"، ينشط على مواقع التواصل الاجتماعي وينشر بشكل دائم منشورات تعكس ارتباطه القوي بالإخوان، ويعادي السامية بشكل واضح.
كما نشر مقالات على الإنترنت تحتفي بما يسميه إسهامات كل من يوسف القرضاوي وسيد قطب وحسن البنا، رغم فتاوى الإرهاب التي اشتهروا بها.
وتوقع التقرير أن تواصل المنظمة تحت قيادة الجزار نهجها التوسعي، وتفتتح مقرات جديدة في باقي مناطق ساكسونيا التي لم تصل إليها بعد.
تحذيرات من خطورة المنظمة
وفي تصريحات لمجلة فوكس، حذر باحثون ألمان متخصصون في الإسلام السياسي من تزايد نفوذ منظمة "إس بي إس" والإخوان في ساكسونيا.
وقالت الباحثة في مركز فرانكفورت البحثي "خاص" سوزانا شروتر، إن المنظمة تهدف إلى نشر رؤيتها للإسلام في المجتمع الألماني.
وأضافت أن الروابط المندرجة تحت شعار الإخوان المسلمين، مثل "إس بي إس"، ترتبط ببعضها في شبكة دولية يقودها قادة بارزين بتنظيم الإخوان.
وتابعت أن هذه الشبكة الدولية "تحرز نجاحا في ألمانيا، يبدو ظاهرا في زيادة عدد غرف الصلاة والصراعات الدينية في المدارس، وارتداء فتيات صغار للحجاب بشكل مطرد، وانتشار التنمر الديني".
مكافحة أفكار الإخوان الإرهابية
ولفتت مجلة فوكس إلى أن فرع هيئة حماية الدستور في ساكسونيا، ينظم محاضرات وورش عمل تهدف لمنع انتشار أيديولوجية الإخوان.
يذكر أن فرع هيئة حماية الدستور في ساكسونيا استهل تقريره عن المنظمة الإخوانية بالقول إن "الهيئة عادة ما تضع الأشخاص والكيانات الذين يمثلون تهديدا للديمقراطية أو يريدون تقويضها، تحت المراقبة".
وتابعت "لذلك تضع الهيئة تحت الرقابة، الإسلاميين الذين يرون أن الديمقراطية تتعارض مع قناعاتهم الدينية، ويرغبون في إقامة نظام سياسي واجتماعي يتوافق فقط مع تفسيرهم للإسلام".
aXA6IDMuMTQ1LjcuMjUzIA== جزيرة ام اند امز