"سيناء 2018" في 3 أسابيع.. شفافية وتضحية ونتائج ملموسة
الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة بشمال سيناء في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 آخر العمليات الإرهابية الكبيرة قبل إطلاق "سيناء 2018".
3 أسابيع تمر على العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 التي أطلقتها مصر في التاسع من فبراير الماضي لتصفية بؤر الإرهاب في سيناء، اتسمت فيها تلك المعركة المستمرة بالشفافية وبذل التضحيات مصحوبة بنتائج ملموسة على الأرض.
لم تكن غضبة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التي حذر فيها من الإساءة للجيش والشرطة عبثية، ولكنها رد على المشككين ومثيري الإحباط لدى الشارع المصري في ظل نتائج ملموسة لتلك العملية العسكرية الشاملة.
وخلال افتتاحه مدينة العلمين الجديدة بمحافظة مرسى مطروح، شمال غربي مصر، الخميس، قال السيسي: إن الإساءة إلى الجيش والشرطة هي "خيانة عظمى وإساءة لكل المصريين"؛ لأن أبناء المؤسستين هما "أبناء كل المصريين".
تراجع الإرهاب
أينما تحقق النجاح وجد أعداء النجاح، وهذا هو حال المشككين في النتائج التي حققها الجيش والشرطة المصريان خلال 3 أسابيع من المواجهة الواسعة من العناصر الإرهابية في سيناء، فمنذ انطلاق العملية لم يسمع المصريون عن عمليات الإرهاب الأسود الكبيرة في سيناء والتي نهشت سابقا في أجسادهم واستهدفت أطفالهم ونساءهم.
ويكاد يكون الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة بمدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 والذي أودى بحياة 305 أشخاص بينهم أطفال، آخر العمليات الإرهابية الكبيرة في سيناء قبل إطلاق الرئيس السيسي للعملية العسكرية الموسعة "سيناء 2018" ويقول المصريون في أمثالهم: "اللي ميشوفش (من لا يرى) من الغربال أعمى".
اللافت انك لا تجد في صفوف مروجي الأكاذيب بشأن تضحيات الجيش المصري والشرطة غير تنظيم الإخوان الإرهابي ومن على شاكلته والموالين له، لكن الحقائق على الأرض دامغة بشأن ما تحقق؛ إذ بسط الجيش المصري بنسبة كبيرة الأمن في سيناء وانحسرت العمليات الإرهابية.
شفافية تتجسد في 13 بيانا
على غير عمليات عسكرية أخرى، تعمد الجيش المصري عبر متحدثه العسكري في هذه العملية تحديدا "سيناء 2018" أن يطلع المصريين والعالم بمجريات العملية ونتائجها أولا بأول، فأصدر المتحدث العسكري باسم الجيش المصري 13 بيانا خلال الأسابيع الثلاثة التي مرت على العملية، أي بمعدل بيانين كل 3 أيام وهو من أكبر معدلات الإعلان عن تفاصيل عملية عسكرية بهذا الحجم تشهده مصر من قبل.
لم يخرج الجيش المصري ليقول إن العملية بسيطة وسهلة، أو إنها تمت دون أن تراق نقطة دماء من رجال وأبناء الجيش والشرطة، بل العكس تماما أعلن الجيش عمن سقطوا شهداء في صفوفه خلال العملية، تماما كما يعلن عن عدد الأهداف والعناصر والآليات والبؤر الإرهابية التي نجح في تصفيتها.
وأعلن المتحدث العسكري المصري عقيد أركان حرب تامر الرفاعي، صباح الخميس، حصيلة جديدة من نتائج عملية المجابهة الشاملة للإرهاب سيناء ٢٠١٨، في البيان الثالث عشر منذ إطلاق العملية.
وفي ثنايا البيان أعلن العقيد الرفاعي عن استشهاد ضابطين وإصابة ضابط وضابط صف أثناء الاشتباك مع العناصر الإرهابية بمناطق العمليات.
وهو ذاته البيان الذي أعطى تفصيلا بالمكاسب التي تحققت باستهداف العناصر والبؤر الإرهابية والتي كان من بينها اكتشاف وتدمير ١٠٠ ملجأ ووكر ومخزن للإرهابيين، وتفجير ١٠ عبوات ناسفة تمت زراعتها لاستهداف القوات على محاور التحرك المختلفة، بالإضافة إلى القبض على ٨٦ فردا من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة والمطلوبين جنائيا والمشتبه بهم.
تطهير وبناء ولا تفريط
لم تغفل القيادة المصرية في خضم معركتها ضد الإرهاب في سيناء البعد التنموي وبناء الإنسان السيناوي وتوفير الخدمات لأجل أبناء سيناء، وسعت لأن تتزامن عمليات التطهير العسكري والأمني من خلال العملية "سيناء 2018" مع عمليات البناء والتنمية في سيناء، معلية شعار أنه لا تفريط في سيناء".
وقال الرئيس السيسي، الأحد، في تقرير بثه التلفزيون المصري عن افتتاح قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب، إن مصر تعمل الآن على مشروعات تنموية بسيناء إجمالي تكلفتها 175 مليار جنيه، بخلاف مشروعات بـ100 مليار أخرى، حتى لا يتصور البعض أننا سنفرط في شيء منها.
وشدد السيسي، على أن بناء وتعمير سيناء لا يصح له أن ينتهي في عام 2030 مطلقاً، بل سينتهي البرنامج كاملاً في عام 2022.
"سيناء 2018" التي تمثل مع باقي جهود الشرطة والجيش نموذجا لسيطرة الدولة على جميع محاورها الاستراتيجية، ودعم الأمن والاستقرار في جميع محافظات الجمهورية، تشهد على هامشها تأكيدات متوالية على أن الحرب على الإرهاب في مصر لا توقف مسيرة التنمية والحياة بأشكالها كافة، خاصة التنمية الموجهة لشبه جزيرة سيناء، التي تعد المسرح الرئيسي لعمليات الحرب ومجابهة الإرهاب.
تلاحم مع الجيش والشرطة
لم ينفصل الشعب المصري دوما عن قواته المسلحة وشرطته، خاصة في وقت تخوض فيه مصر معركة ضد الإرهاب الذي يستهدف مقدراتها، وأعطى الشعب نموذجا جديدا لتلاحمه مع الجيش والشرطة، فأبناء هذا الشعب هم المكون والنواة لتلك المؤسستين.
وانطلقت، الثلاثاء الماضي، مبادرة جديدة للتبرع بالدم لصالح جرحى ومصابي العملية الشاملة بسيناء 2018.
وقال الكاتب الصحفي أيمن حمزة، صاحب المبادرة، إن التبرع بالدم لصالح جرحى ومصابي العملية الشاملة بسيناء هو مجرد تحية إجلال وتقدير لدور القوات المسلحة المصرية البطولي في الدفاع عن الأرض والعرض، مؤكدا أن تطهير سيناء من الإرهاب لا يقل أهمية عن الحروب التي خاضتها مصر ضد العدوان والمحتل على مر العصور.