السيسي: غزة تشهد «حرب تجويع وإبادة» والادعاءات ضد مصر «إفلاس»

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن الحرب على غزة، لم تعد لها أهداف سياسية، بل أصبحت "حرب تجويع وإبادة" لتصفية القضية الفلسطينية.
وصعّد السيسي من لهجته بشكل لافت في كلمة ألقاها اليوم خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفيتنامي، لوونغ كوونغ، الذي يزور القاهرة.
ورد الرئيس المصري على الحملات التي تزعم أن مصر تشارك في قطاع غزة، ووصفها بأنها "إفلاس وكلام غريب".
وقال السيسي "فيما يخص قضية معبر رفح، يجب أن يكون واضحاً للجميع أن الحرب الدائرة في غزة لم تعد حرباً لتحقيق أهداف سياسية أو إطلاق سراح رهائن فقط، فقد تجاوزت هذه الحرب، ومنذ زمن، أي منطق أو مبرر وأصبحت حرباً للتجويع والإبادة الجماعية، وأيضاً تصفية القضية الفلسطينية".
ورقة سياسية
وأضاف: "ما أقوله ليس موجهاً للرأي العام في مصر ولا للرأي العام بالمنطقة، ولكنه موجه للرأي العام في العالم كله. حياة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وربما في الضفة الغربية أيضاً، تُستخدم الآن كورقة سياسية للمساومة".
وبدا متأسفا كون "الضمير الإنساني يقف متفرجاً، ومعه المجتمع الدولي، على ما يتم في قطاع غزة".
ولفت إلى أنه خلال الشهور أو الأسابيع القليلة الماضية، حدث الكثير من الكلام حول الدور المصري فيما يخص إدخال المساعدات إلى غزة، موضحا أن القطاع يربطه بالعالم الخارجي خمسة منافذ، منها منفذ رفح، والبقية مع إسرائيل.
وتابع "منفذ رفح لم يتم غلقه في أثناء هذه الحرب، ولا قبل ذلك. خلال ٢٠ عاماً تقريباً كان دور مصر هو محاولة عدم اشتعال الموقف في قطاع غزة، وكان دورنا دائماً هو محاولة تهدئة أي اقتتال محتمل بين القطاع وإسرائيل، لأنه كان لدينا تقدير بأن أي اقتتال سيكون تأثيره مدمراً على القطاع بشكل أو بآخر".
وأكد أن مصر تسعى بجهد شديد لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات وأيضاً إطلاق سراح الرهائن والأسرى "وهذا الدور لم ينته".
إفلاس وكلام غريب
وتابع: "خلال الأسابيع الماضية وجدتُ أن هناك شكلاً من أشكال الإفلاس في هذا الموضوع، وقيل أن المساعدات لا تدخل عبر المعبر بسبب مصر وأن مصر تمنع دخولها. هذا أمر غريب للغاية، فالمعبر لم يغلق، وتم تدميره أربع مرات أثناء الحرب الأخيرة. أربع مرات ونحن نقوم بعملية ترميمه وإصلاحه مرة أخرى حتى وصلت القوات الإسرائيلية على الجانب الآخر من المنفذ. المعبر كان يمكن أن يُدخل مساعدات طالما لم تتواجد قوات إسرائيلية متمركزة على الجانب الآخر الخاص بالجانب الفلسطيني. هذه هي القضية".
وقال السيسي: "نرى أن هناك إبادة ممنهجة في القطاع. هناك إبادة ممنهجة في القطاع لتصفية القضية. وبالتالي، فقد ناديتُ سابقاً وكان ندائي للعالم أجمع، وللأوروبيين، وكان ندائي أيضاً للرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب وأكرره مرة أخرى، وسوف أكرر هذا النداء في كل مرة حتى تقف هذه الحرب ويتم إدخال المساعدات إلى القطاع".
السبب الحقيقي
وأشار إلى أنه قبل الحرب، كان يدخل من مصر ٦٠٠ إلى ٧٠٠ شاحنة محملة بالأغذية والمواد المطلوبة لإعاشة نحو ٢,٣ مليون فلسطيني، وقال "تصوروا أن يتم تقليل هذه الكمية لدرجة الصفر على مدى الـ٢١ شهرا الماضية. الوضع الذي ترونه الآن في القطاع ناجم عن ذلك، وليس ناجماً عن أن مصر قد تخلت عن دورها في إدخال المساعدات أو أنها تشارك في حصار القطاع".
وأضاف: "يجب أن يعلم الناس ليس فقط في مصر وإنما في العالم أجمع أن ذلك إفلاس ممن يدعون هذه الادعاءات على مصر. التاريخ سوف يتوقف كثيراً وسيحاسب وسيحاكم أشخاص كثيرون ودول كثيرة على موقفها من هذه الحرب".
وأكد أن مصر مستعدة لإدخال المساعدات في كل الأوقات، ولكننا غير مستعدين لاستقبال أو تهجير الفلسطينيين من أرضهم. وقال "هناك من له هدف آخر وهو تشتيت الانتباه عن المسئول الفعلي عن الوضع المأساوي الفلسطيني، وأحذر كما حذرتُ سابقاً من استمرار هذا الوضع".