الإمام الشاب قال إنه ظل يبكي قرابة الساعتين بعد الهجوم حتى أسعفه بعض الأهالي ومنحوه ملابس نظيفة بدلا من ملابسه التي غطتها دماء الضحايا.
روى محمد عبدالفتاح، إمام مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد في شمال سيناء، الذي تعرض لهجوم دام، يوم الجمعة، أسفر عن مقتل 305 مدنيين، تفاصيل استشهاد المصلين في الهجوم الإرهابي المروع.
وتذكر عبدالفتاح (26 عاما) وهو يرقد على سرير بمستشفى عام بمدينة الحسينية التابعة لمحافظة الشرقية بعض تفاصيل الهجوم الذي أصاب المصريين بالذهول لأنه استهدف مسجدا في جريمة خارج نطاق العقل.
وقال، وقد بدت على وجهه علامات الأسى والحزن: "صعدت إلى المنبر وبعد دقيقتين بالضبط سمعت صوتا أشبه بصوت الانفجار خارج المسجد، وبعد ذلك دخل أشخاص المسجد وظلوا يضربون (الرصاص) على كل المصلين في المسجد".
وأضاف "الناس أول ما سمعت صوت الضرب بدأ الجميع يهربون وصعد بعض الناس إلى المنبر، وجدت الناس كلهم متكدسين فوق بعضهم البعض وظل (المهاجمون) يضربون في أي شخص، أي شخص كان يتنفس يضربون عليه، لم أر شكلهم، كنت أشعر فقط بحركتهم".
وأصيب عبدالفتاح، الذي تخرج في جامعة الأزهر وبدأ العمل قبل عامين ونصف العام، وهو من أبناء قرية جزيرة سعود القريبة من مدينة الحسينية، بتمزق في الأربطة وبإصابة في باطن القدم.
وقال إنه سقط من فوق المنبر بعدما صعد حشد من الناس عليه للاحتماء فيه.
وقال الإمام الشاب إنه ظل يبكي قرابة الساعتين بعد الهجوم من هول ما رأى حتى أسعفه بعض الأهالي وغسلوا له رأسه ومنحوه ملابس نظيفة بدلا من ملابسه التي غطتها دماء الضحايا. ولبوا طلبه بتوفير سيارة لنقله إلى قريته بالشرقية. وهناك نقله أهله إلى مستشفى الحسينية المركزي.
وأكد عبدالفتاح أن المسجد لا علاقة له بالطرق الصوفية قائلا: "المسجد لا تقام فيه إلا شعائر صلاة الجمعة والصلوات العادية والدروس، ودون ذلك لا تجري أي أشياء أخرى داخل المسجد".
رسالة ودعوة
وأكد عبدالفتاح أن أهالي قرية الروضة مسالمون ولا علاقة لهم بالإرهاب، ويعيش في القرية أبناء قبائل بدوية عدة أهمها قبيلة السواركة.
وقال: "ما حدث لا يقره دين أو أديان أبدا، شيء صعب، ناس يصلون، ما لكم والذين يصلون؟ ماذا تريدون ممن يصلون؟ ربنا يرحم الشهداء".
ورغم ما تركه الهجوم من ألم في نفس عبدالفتاح، قال إنه سيعود لاعتلاء منبر مسجد الروضة بعد تعافيه من إصابته للعمل على نشر سماحة الدين الإسلامي، واستكمال موضوع الخطبة.
وقال: "هذه رسالة أؤديها بإذن الله تعالى، رسالة دعوية وسوف أؤديها إن شاء الله على أكمل وجه، وسننشر سماحة الإسلام".
وأضاف "خطبة الجمعة كان موضوعها محمد صلى الله عليه وسلم نبي الإنسانية، والجمعة السابقة لها كان موضوعها محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة. أعتقد موضوعين نحن في أشد الحاجة كعالم بأكمله، ولن أقول مسلمين أو غير مسلمين، إلى أخذ هاتين الصفتين وتطبيقهما".
وتابع عبدالفتاح بينما كان العشرات من أقاربه وأصدقائه يتوافدون على غرفته بالمستشفى للاطمئنان عليه: "الإسلام دين إنسانية، عمره ما أقر قتلا أو أقر أي عمل من أعمال العنف... أي عمل من أعمال العدوان".
aXA6IDMuMTM1LjI0Ny4xNyA= جزيرة ام اند امز