4 نقاط تكشف كواليس المباحثات التركية المصرية بالقاهرة
ملفات ساخنة تشي بصيف حار لجماعة الإخوان الإرهابية بتركيا، يرفع من حرارته وفد تركي بدأ زيارة لمصر لا تخلو من ملفات أخرى تضعها القاهرة نُصب أجندتها.
زيارةٌ تضم وفدا رفيعا من الخارجية التركية وصل فجر اليوم الأربعاء، إلى القاهرة، بعد قطيعة دامت أكثر من ثماني سنوات بين البلدين، جسدت فيها أنقرة العداء ضد مصر، بأبواق إخوانية على أراضيها، تارة، وتصريحات رسمية تارة أخرى.
ومع وصول الوفد التركي، كشف مصدر مطلع لـ"العين الإخبارية" مفضلا عدم الكشف عن هويته، لحساسية منصبه، أن القاهرة تستكشف في اجتماع اليوم، الشروط المصرية لتطبيع العلاقات وما تم تنفيذه منها، ووضع جدول زمني للتنفيذ.
وعلى صعيد الملفات ذات الأولوية والمطروحة على طاولة اللقاء، فعددها المصدر، بجماعة الإخوان الإرهابية لا سيما الهاربين إلى تركيا، وتسليم المطلوبين على ذمة قضايا إرهاب، ووقف أي نشاط معادٍ للقاهرة.
وإلى جانب ملف الإخوان، ستضع القاهرة أمام الوفد التركي خطا أحمر آخر، يتمثل في وقف "التدخلات التركية بالمنطقة".
وفي هذا الجزء، أكد المصدر المطلع أن مصر لا تتحرك بمفردها في ملف المقاربة، وتهتم بالتنسيق مع الأشقاء العرب والدول الصديقة، لا سيما في القضايا ذات التفاهمات المشتركة.
ووصف محاولات أنقرة للتقارب خلال الفترة الماضية بأنها خطوة تمهيدية يمكن البناء عليها، لذا وافقت القاهرة على اجتماع اليوم، لافتا إلى أن وفدا برلمانيا تركيا بصدد زيارة القاهرة خلال الشهر الحالي.
وحول ما إذا كان سيتم رفع مستوى المباحثات، ولقاء وزيري خارجية مصر وتركيا، علّق المصدر: "الخارجية المصرية وصفت المباحثات بالاستكشافية وهذا يجيب عن أي تكهنات.. لا نريد أن نستبق الأحداث".
التهافت التركي
يقول بشير عبدالفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن "القاهرة لم تكن صاحبة المبادرة في التفاوض، أو الإعلان عن المباحثات، وهو ما يعكس التهافت التركي في مقابل التريث المصري".
وأضاف: "مصر ليس لديها ما يجبرها على التعجل، بينما دوافع تركيا أكبر سواء ما تعانيه من عزلة وحصار أو ضغوط اقتصادية دفعتها لمحاولة الاختراق الإقليمي والدولي من خلال التقارب مع مصر".
4 نقاط حددها الخبير السياسي، تكشف كواليس مباحثات اليوم بقوله: "هذه المحادثات استكشافية كما وصفتها القاهرة، وبالتالي الهدف ليس تطبيع العلاقات كما تسعى تركيا، ولكن تحديد نقاط الخلاف وتناولها وفق الأهمية والإطار الزمني الذي ستطرحه القاهرة".
وتابع: "الأمر الثاني أن المفاوض المصري لن يقبل بإتمام أي إجراء أو خطوة على مستوى التقارب مع نظيره التركي إلا بعد التأكد من تنفيذ الخطوة الأولى التي ستعكس حسن النوايا وبناء الثقة".
وفي هذا السياق، أضاف: "هناك لجنة مصرية تتابع التزام أنقرة بالاشتراطات والجدول الزمني، ذلك يسير جنبا إلى جنب بشأن تنسيق القاهرة مع الدول الصديقة".
ملف الإخوان
وفي هذا الشأن، أوضح عبدالفتاح أن "مصر تضع ملف الإخوان كأولوية قصوى، لما له من خصوصية، والمطلب الرئيسي واضح هو اتخاذ أنقرة لخطوات ملموسة لوقف دعم العناصر الإخوانية الإرهابية، إعلاميا وسياسيا، وكذلك حسم مسألة وجودهم على أراضيها".
ولفت إلى أن اللقاءات "ستبحث هذا الشرط على أكثر من مستوى، سواء تسليم الهاربين المطلوبين على قوائم الإنتربول المصري، والمتهمين على ذمة قضايا إرهاب، أو إبعاد العناصر التي تهاجم القاهرة عن منصات مختلفة داخل تركيا".
إلى جانب "مطالبة واضحة بوقف أي مساعٍ دولية للإضرار بمصر في المحافل الدولية سواء من خلال أي لوبي تركي أو لوبي صديق".
وفسر الخبير السياسي أهمية ملف الإخوان في مباحثات اليوم بقوله: "هذا ملف مصر الخاص، بينما بقية الملفات مشتركة بين القاهرة وجهات كثيرة تضطلع بمسؤوليتها وترفض الممارسات التركية سواء في الملف الليبي أو ملف غاز المتوسط".
تنسيق عربي وإقليمي
النقطة الرابعة والأخيرة، وفق عبدالفتاح، أن مصر "لن تتخذ أي خطوات انفرادية، بل إنها تربط جميع الملفات والتحركات ببعض مهما حاول البعض وروج لعكس ذلك، بينما تسعى تركيا لمسارات منفردة لتخفيف ضغط عليها".
وأشار الخبير السياسي إلى الملف الليبي وغاز شرق المتوسط كأمثلة على التحركات التركية، مبينا أن "مصر واضحة في هذا الشرط بضرورة إخراج المرتزقة وإنهاء الوجود العسكري التركي في ليبيا، وعدم تهديد السيادة البحرية".
aXA6IDMuMTQ3LjM2LjEwNiA=
جزيرة ام اند امز