علاقات مصر وتركيا.. ترجيحات بـ"اختراق كبير" وعودة قريبة للسفراء
يبدو أن العلاقات المصرية التركية ستشهد خلال الفترة المقبلة اختراقا كبيرا، بحسب ما يراه خبيران في أنقرة والقاهرة.
وأكد خبيران، أحدهما مصري والآخر تركي، أن الفترة المقبلة ستشهد عودة للسفراء بين الجانبين وتحقيق اختراق كبير في العلاقات بين أنقرة والقاهرة قبل الانتخابات الرئاسية التركية في يونيو/حزيران المقبل، في ظل مؤشرات ومعطيات عديدة.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد صرح قبل يومين بأن أنقرة والقاهرة قد تعيدان تعيين السفراء في الأشهر المقبلة.
وسبق ذلك، بيوم، تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن عملية بناء العلاقات مع مصر ستبدأ باجتماع الوزراء، وأن المحادثات ستتطور انطلاقا من ذلك، موضحا أنه والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تحدث خلال اجتماعهما في قطر لمدة تراوحت بين 30 و45 دقيقة.
وبعد سنوات من التوتر بين البلدين، صافح أردوغان، نظيره المصري الرئيس السيسي في قطر على هامش افتتاح بطولة كأس العالم، وهو ما وصفه بيان للرئاسة المصرية بأنه بداية جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين.
الدكتور تورهان شوماز المستشار السياسي السابق لأردوغان، قال في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن الخطوة الخاصة بالمصافحة بين الرئيسين المصري والتركي سوف تليها خطوات أخرى قريبا تفضي إلى تطوير العلاقات بين البلدين وتعزيزها".
وأشار شوماز إلى أن المصافحة بين الرئيسين أثارت جدلا وانتقادات حادة داخل أنقرة، ضد أردوغان نظرا لانتقاداته السابقة للنظام المصري واتخاذ موقف مضاد له.
السياسي التركي البارز أكد أن الغالبية العظمى من الشعب التركي تشعر بسعادة جراء تطور العلاقات مع مصر، بسبب رصيد الحب الكبير للمصريين.
شوماز قال إن "أردوغان أدرك أنه بحاجة إلى إعادة بناء العلاقات مع مصر، وتحسينها دون أي تأخير".
وأضاف أن "مصر دولة مهمة جدا في المنطقة، بشعبها العظيم، وتاريخها وثقافتها وموقعها الاستراتيجي والجغرافي، ولا يمكن أيضا إغفال دورها السياسي بالشرق الأوسط وأفريقيا ومنطقة شرق المتوسط".
من جانبه، قال الدكتور بشير عبد الفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إنه "فيما يتعلق بتطوير العلاقات بين القاهرة وأنقرة، فإن العجلة دارت بالفعل، والمسألة مسألة وقت، لكن ليست كل الأشياء والاتفاقات سيتم الإعلان عنها".
وأشار إلى أن الرئيس التركي سيحاول إتمام تبادل السفراء بين أنقرة والقاهرة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو/حزيران المقبل.
وقال عبد الفتاح إن"عودة سفيري البلدين ربما تكون خلال أسابيع، وربما تكون هناك زيارة عالية المستوى، وسيتم تحقيق اختراق كبير قبل الانتخابات التركية القادمة".
وأشار إلى أنه مع اقتراب الانتخابات القادمة في تركيا، يسعى أردوغان إلى استخدام السياسة الخارجية كورقة لكي يظهر أنه يضع أنقرة على المسار الصحيح، ويحقق لها مكاسب ومصالح خارجية.
الخبير بمركز الأهرام قال "إن هناك أمورا كثيرة بشأن عودة العلاقات لم يتم الكشف عنها، وتتم فى هدوء، خاصة وأن الجانب المصري ليس حريصا على إعلان جميع الخطوات".
وكان خبراء قد أكدوا في وقت سابق لـ"العين الإخبارية" أن "القاهرة تنتظر خطوات تركية ملموسة وواقعية على الأرض وليس تصريحات ومصافحات بين الرئيسين، وإنما تنتظر تحركا في الملف الليبي والعربي والأمني بالإضافة إلى وقف الدعم التركي لتنظيم الإخوان نهائياً".