إعادة السفراء بين مصر وتركيا.. خبراء يتحدثون عن الخطوة المقبلة
أعلنت مصر وتركيا، اليوم الثلاثاء، رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى السفراء، في خطوة تنهي 10 أعوام من القطيعة.
وبإعادة السفراء، تنتظر العلاقات بين الدولتين عقد لقاء قمة مرتقب بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، خلال الأسابيع المقبلة، سواء بالقاهرة أو أنقرة، وفقا لتقديرات خبراء مصريين وأتراك.
وقال هؤلاء الخبراء في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، إن القمة المصرية التركية المرتقبة ستحمل تداعيات إيجابية كبيرة ليس على مستوى العلاقات بين الجانبين فقط، لكن على مستوى المنطقة والإقليم.
وقالت الخارجية المصرية في بيان، اليوم الثلاثاء، إن القاهرة رشحت عمرو الحمامي ليكون سفيراً لها لدى أنقرة، فيما عينت تركيا صالح موتلو شن سفيراً لها في القاهرة.
واعتبرت مصر أن الخطوة تهدف لتأسيس علاقات طبيعية بين البلدين من جديد، مشيرة إلى أنها "تعكس عزمهما المُشترك على العمل نحو تعزيز علاقاتهما الثنائية لمصلحة الشعبين المصري والتركي".
وذكرت وزارة الخارجية، أن ترفيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، يأتي في إطار تنفيذ قرار رئيسي البلدين في هذا الصدد.
خطوة مفصلية في مسار العلاقات
وفي تعقيبه، أكد المحلل السياسي التركي والباحث بالعلاقات الدولية الدكتور طه أوغلو، أن "تبادل السفراء خطوة هامة في مسار العلاقات التركية – المصرية، خاصة بعد التطورات التي شهدتها العلاقات بين الجانبين".
وأوضح أوغلو أن الخطوات المتسارعة في مسار العلاقات، تعكس وجود رغبة كبيرة لعودة العلاقات لما كانت عليه في السابق، وتعكس الإرادة المشتركة لتطوير هذه العلاقات بما يصب في مصلحة الشعبين المصري والتركي، مضيفا :"هناك قضايا هامة في المنطقة تحتم علي كلا البلدين أن يلعبا دورا مهما في كثير من القضايا الشائكة وإيجاد حلول لها".
وقدر المحلل السياسي التركي، أن خطوة اليوم، تمهيد للقاء مرتقب سيعقد خلال الأسابيع المقبلة بين الرئيسين التركي والمصري، سواء في أنقرة أو القاهرة، لافتا إلى أن هذه الزيارة سيكون لها تداعيات كبيرة ليس على مستوى العلاقات التركية المصرية فقط، لكن على مستوى المنطقة والإقليم.
وأشار في هذا الصدد، إلى أن "هناك تطورات هامة تحدث في المنطقة، والتوافق التركي والمصري سيكون له دور هام في حل المشكلات الشائكة في المنطقة".
تنسيقات عابرة للقارات
كما أكد المحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو، في حديث لـ"العين الإخبارية"، على حاجة البلدين الشديدة إلى تطبيع العلاقات بشكل كامل بما يخدم مصالحهما.
وأردف في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أن أنقرة تحتاج لإعادة التموضع مع القاهرة في ظل أزمات اقتصادية داخلية عديدة، والحاجة للتنسيق مع الأخيرة في ملفات عديدة خاصة شرق المتوسط، وتابع: "هناك حاجة مصرية أيضا للتنسيق والتعاون مع تركيا، في ظل محيط جغرافي يعاني من اضطرابات سواء في ليبيا غير المستقرة أمنيا، أو في السودان، علاوة على أزمة سد النهضة مع إثيوبيا".
ونوه "رضوان" إلى أن العلاقات الطبيعية ستعود بشكل كامل، وهناك لقاء قريب بين الرئيسين في وقت ليس ببعيد.
وبدوره، رأى الدكتور بشير عبد الفتاح الخبير المصري في الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن إعادة السفراء بين مصر وتركيا، تؤكد حرص البلدين، على مواصلة إجراءات التقارب، ومساعي إذابة الجليد بين الجانبين.
وقال "عبد الفتاح" في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن الخطوة تعكس أيضا رغبه ملحة في الارتقاء بمستوى العلاقات لتحقيق الاستفادة الممكنة على كافه الأصعدة ،وأنه لا رجعة عن التطبيع الكامل بين البلدين رغم تكدس الملفات والقضايا الخلافية على أكثر من مستوى.
نقاط الخلاف قائمة
وتوقع الخبير المصري قيام الرئيس التركي بزيارة قريبا إلى القاهرة حسب ما تسمح له الظروف والترتيبات الفنية ما بين الجانبين المصري والتركي، والبداية ستكون من الجانب التركي.
ولم يستبعد "عبد الفتاح" أن تكون زيارة أردوغان لمصر عقب زيارته المرتقبة لدولة الإمارات خلال الأسبوعين المقبلين.
وتسارعت وتيرة العودة إلى الوضع الدبلوماسي الطبيعي بين أنقرة والقاهرة بعدما تصافح الرئيس المصري، ونظيره التركي في الدوحة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2022.
واتفق السيسي وأردوغان في مايو/ أيار على تبادل السفراء برفع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى هذا المستوى.
وبدأت المشاورات بين كبار مسؤولي وزارتي الخارجية في أنقرة والقاهرة عام 2021، مع سعي تركيا إلى تحسين العلاقات مع مصر ودول المنطقة.
وفي فبراير/شباط الماضي، أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري زيارة إلى تركيا في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب عشر ولايات جنوبي البلاد، وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف.
زيارة اعتبرها مراقبون وقتها خطوة جديدة على طريق استعادة العلاقات الطبيعية بين أنقرة والقاهرة، الذي كان لقاء المصافحة بين رئيسي البلدين، العام الماضي، أهم محطاته.
حينذاك، اعتبر وزير الخارجية التركي السابق مولود جاويش أوغلو أن "تطور العلاقات بين تركيا ومصر يصب في مصلحة الطرفين"، مؤكدا أن مصر دولة مهمة بالنسبة للعالم العربي والشرق الأوسط وفلسطين.
ومرت العلاقات بين مصر وتركيا بسنوات من القطيعة بدأت في 2013، تراجع خلالها التمثيل الدبلوماسي لكل منهما إثر اتهام القاهرة أنقرة بدعم جماعة الإخوان الإرهابية.
لكن العام الماضي بدأت عملية التقارب بين مصر وتركيا بمحادثات استكشافية بين وزارتي الخارجية، وتصريحات إيجابية من المسؤولين الأتراك.
aXA6IDE4LjIyNy4xMTQuMjE4IA== جزيرة ام اند امز