"السم في العسل".. تكتيكات إخوانية يحبطها وعي المصريين
حملات إخوانية متتابعة عبر اللجان الإلكترونية التابعة للتنظيم الإرهابي لتصدير اليأس والإحباط للمواطن المصري، في محاولة لاستغلال الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العالم أجمع.
محاولات مضنية لاستعادة فوضى لم يعد لها مكان وتشويه رموز وبث أفكار سامة لم تنقطع من إطاحة المصريين بهم من الحكم في 2013.
ذباب إلكترونى لا يتوقف عن بخ سمومه باستخدام معلومات مكذوبة وتحليلات مغلوطة عبر منطق السم في العسل للتشكيك فى قيادات البلاد وحكومتها، مستهدفين تأجيج الغضب ومراكمة التشاؤم لغرس الخوف من المستقبل لدى الجيل الصاعد.
كتائب إلكترونية تتحين الفرصة المناسبة للتكالب على أحلام المصريين فى محاولة يائسة لإحباطهم وزعزعة الثقة بين الحكومة وشعبها.
ومنذ أيام تبث لجان التنظيم الإخواني والإعلام البديل للجماعة مقاطع قديمة للرئيس المعزول محمد مرسي أو بعض وزرائه، وتقديمهم ضمن سياق الأبطال الخارقين الذين يملكون الحلول السحرية.
اتخذت الحملة من ذكرى وفاة مرسي (17 يونيو/حزيران 2019) إشارة لبدء تشويه الدولة المصرية ومؤسساتها وتقديم أنفسهم كبديل سياسي معارض، كما تضمنت عرضًا لمعاناة بعض البسطاء، مع مغالطات وافتراءات لا تمت للواقع بصلة.
الصيد في الماء العكر
وحول تلك الحملات والغرض منها وسر توقيتها، قال الكاتب والباحث في الأهرام الاستراتيجي، مصطفى حمزة، إنها تأتي بعد أن تأكد للإخوان فشلهم بالحياة السياسية، ومع اقتراب موسم احتفال المصريين بثورتهم عليهم في 30 يونيو/حزيران 2013، فجعلوا من ذكرى وفاة الرئيس المعزول إشارة لبدء تنفيذ حملات لتشويه أي إنجاز، ولغسل أيديهم من فشلهم ومن تورطهم في العمليات الإرهابية.
وأضاف حمزة، في حديث لـ"العين الإخبارية": "لقد اعتاد الإخوان الصيد في الماء العكر، فمع كل أزمة تمر بها البلاد تنتشر لجانهم الإلكترونية لنشر مغالطاتهم وافتراءاتهم وشماتتهم، هذا الثالوث ملازم للإخوان في كل تاريخهم ومع كل الأزمات التي تمر بالمصريين، وهذه المرة يحاولون استباق الاحتفالات بثورة 30 يونيو التي أطاحت بهم بحملة لبث الكراهية لدى المواطنين حتى إذا جاءت الذكرى أمام من يعايش بعض الصعوبات الاقتصادية فلا يشعر بأي إنجاز".
فالإخوان، وفق المصدر ذاته، "لا تعرف البناء، ولا تجيد إلا الهدم، وهو يريدون هدم الدولة، التي فشلوا في إدارتها، والتي عبر الشعب عن رفضه لهم، لهذا يقومون بنشر فيديوهات تملأ المواطن كراهية وغضبا وسخطا ليس صحيحاً أنهم يريدون العودة للشارع، بل يريدون تفجيره، وسقوط الدولة في فوضى أمنية كما فعلوها في أحداث 25 يناير/كانون الثاني 2011، لينقذوا جماعاتهم من السجن، مع إعادة طرح أنفسهم كمعارضين سياسيين للنظام الحاكم".
وأوضح أن "عناصر من لجان الجماعة الإلكترونية تلقت تدريبا عاليا على أيدي خبراء، تعلموا منهم أساليب التأثير المباشر وغير المباشر على رواد السوشيال ميديا، وكيفية تحويل الغضب الشعبي والرغبة في التغيير إلى فوضى تحملهم إلى السلطة".
الباحث في الأهرام الاستراتيجي قال إن الإخوان يستخدمون بعض الحيل للتأثير على رواد السوشيال ميديا منها وسيلة المغالطات المنطقية، والمقارنة غير الموضوعية، والسخرية، مع استخدام مفردات المعارضة، والتوقف عن خطابهم التقليدي المتخم بمصطلحات فاشلة مثل الانقلاب يترنح أو المؤامرة على الإسلام، أو الجهاد في سبيل الله، أو قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار".
غير أن تلك الحملات فشلت جراء "وعي المواطن المصري فهو من أسقطهم قبل عشر سنوات، ولازال فشلهم ماثلًا أمام المصريين، وهم من يسقطون مؤامراتهم سواء الآن أو في المستقبل".
كذب لا يتوقف
واتفق معه الكاتب والباحث في الإسلام السياسي، عمرو عبد المنعم، مؤكدا أن "الإخوان يستخدمون نظرية الأباطيل وهي نظرية تقول اكذب ثم اكذب ثم اكذب بلا توقف، حتى يصدقك من يسمعك، أو على الأقل سيتشكك في معلوماته اليقينية".
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، قال عبد المنعم إن "أخطر أدوات الإخوان حاليًا هي الإعلام البديل، الذي اتجهوا إليه بعد وقف قنواتهم في تركيا وغيرها، وهي تنشر أباطيل لا حصر لها، ولديهم الصبر على تكرار الكذب لأطول مدة زمنية، ورهانهم أن يصدق أباطيلهم جيل جديد وهم يستهدفون الشباب من سن 15 إلى 25، على كافة وسائل التواصل الاجتماعي".
وأضاف: "فمثلًا نشروا بكثافة مقطعا صغيرا لمرسي وهو يقول إننا نريد أن ننتج غذاءنا، ودواءنا وسلاحنا، حتى يقتنع الشباب أنهم كانوا سيقدمون حلًا وما منعهم إلا الثورة التي أطاحت بهم، في حين أن ما قاله مرسي مجرد كلام، أما التنفيذ فلم يقدموا أي خطوة أو حتى مؤشر، ولم تتجاوز هذه الأمنيات حناجر الإخوان".
تكتيك السخرية
"وحتى باسم عودة وزير التموين في عهد مرسي وهو النموذج الوحيد الذي يقدمونه كناجح، ويزعمون أنه استطاع أن يحقق الاكتفاء الذاتي من زراعة الأرز، وهذا بكل تأكيد كذب لأنها ليست مهمته، أما مهمته فقد فشل فيها وهي توفير احتياجات المواطنين من السلع الغذائية"، وفق عبد المنعم.
وأكد أن التنظيم الإرهابي يستخدم "تكتيك السخرية من المواطنين الذين يشككون أن كيلو الأرز كان بسبعة جنيهات، في حين أن سعره اليوم وصل لـ 30 جنيها، متجاهلين أن تلك الأسعار كانت قبل عشر سنوات، وكان قبل هذه الزيادة بأقل من 3 جنيهات، وأن الرواتب لم تكن تتجاوز 1500 جنيه، وأن اليوم الرواتب زادت أضعاف هذا الرقم، وهم يستخدمون السخرية لوقف أي حوار جدي يفند أباطيلهم".
المغالطات الإخوانية
وتابع: "يستخدم الإخوان المغالطات المنطقية، فيزعمون أن الدولار في عهد مرسي وصل لـ 8 جنيهات وأن الدولار الآن وصل لـ 30 جنيها، متجاهلين أن مرسي تسبب في خفض قيمة الجنيه دون أي إنجازات، وأنه تسلمه بأقل من هذا من مبارك أو من المجلس العسكري، متجاهلين الأزمة المالية العالمية والتي يعاني منها العالم".
قناع السياسية
وأشار إلى أن "المتابع لهذه الحملات سيجد خطاب الإخوان مختلفا عن خطابهم في 2012، فهم يحاولون أن يتبنوا قضايا سياسية ليظن البعض أنهم فصيل سياسي، إذا كانوا فصيلا سياسيا فلماذا في كلماتهم وخطبهم يعتبرون الثورة على مرسي مؤامرة على الإسلام؟ وإذا كانوا مدنيين كما يزعمون فلماذا كانوا يعتبرون الليبراليين والعلمانيين واليساريين أعداء الدين والوطن؟".
واختتم الكاتب والباحث في الإسلام السياسي حديثه بأن "الإخوان لا ينطلقون من موقف معارض سياسي، بل هم إرهابيون يرتدون قناع السياسة".
aXA6IDMuMTM4LjE3NS4xMCA= جزيرة ام اند امز