تفاصيل مشاورات واشنطن والقاهرة.. 3 ملفات تتصدر
بحث مسؤولون أمريكيون ومصريون الأربعاء، بالقاهرة، عددا من الملفات أبرزها؛ سد النهضة الإثيوبي، ودعم الانتخابات الليبية، وحل الدولتين.
وقالت مصادر مصرية، إن الإدارة الأمريكية أبرزت خلال المشاورات السياسية، أهمية استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وفق هدنة طويلة في غزة، علاوة على أهمية الدور المصري والمؤثر في إجراء الانتخابات الليبية في موعدها في 24 ديسمبر المقبل، وسحب المرتزقة من ليبيا.
وبحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالقاهرة، الأربعاء، مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان قضايا إقليمية في مقدمتها قضية سد النهضة والملف الليبي.
كما عقد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الأربعاء، جلسة مباحثات مع مستشار الأمن القومي الأميركي، تناولت عدة موضوعات.
وقالت الخارجية المصرية في بيان، إن مشاورات سياسية عقدت بين سامح شكري ومستشار الأمن القومي الأميركي بمقر الوزارة، في إطار العلاقات الاستراتيجية التي تجمع مصر والولايات المتحدة، للتباحث حول عدد من الموضوعات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وفي تعقيبه، قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" إن ملف ليبيا من الملفات البارزة التي شهدتها المشاورات السياسية التي جرت اليوم، بين الجانبين الأمريكي والمصري بالقاهرة.
ونبه "فهمي" إلى أن الإدارة الأمريكية أكدت أهمية الدور المصري المؤثر في إجراء الانتخابات الليبية في موعدها يوم 24 ديسمبر المقبل، وعدم تأجيلها، وسحب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
كما ترى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن – وفقا للخبير المصري - ضرورة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على قاعدة جديدة، ووفق هدنة طويلة في غزة، مع الحفاظ على أمن إسرائيل في سياق سياسي واستراتيجي، وأن تؤدي القاهرة دورا في نجاح المفاوضات.
وبشأن أزمة سد النهضة، أكد أستاذ العلوم السياسية أن الولايات المتحدة ترى الإقرار بحل قانوني ملزم واتفاق بين الأطراف الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) من خلال الاتحاد الأفريقي، مع إقرار الحق المصري في عدم تبني خيارات منفردة من الجانب الإثيوبي، وعدم المساس بحصة مصر المائية.
لكن "فهمي" أشار في الوقت ذاته إلى نقاط تجاذب بين الإدارة الأمريكية الحالية ومصر، بشأن المساعدات العسكرية الذي جمد جزء منه مؤخرا، علاوة على قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، والتي توجهها الإدارة الأمريكية لدول عديدة وليس لمصر وحدها.
يشار إلى أن الرئيس السيسي قد أطلق مؤخرا "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان"، معبرا عن اعتقاده أن إطلاق الاستراتيجية الوطنية خطوة جادة على سبيل النهوض بحقوق الإنسان في مصر، قائلا: إن إطلاق الاستراتيجية "نقطة مضيئة في تاريخ مصر".
فهمي شدد على أن "القاهرة ليست في حاجة إلى شهادات حسن سير وسلوك من الولايات المتحدة"، لاسيما وأن واشنطن ترى أهمية الشراكة مع القاهرة، وهو ما تم ترجمته من خلال مناورات (النجم الساطع) والتي جرت مؤخرا في مصر بمشاركة 21 دولة بقاعدة محمد نجيب العسكرية.
الإدارة الأمريكية، والحديث للدكتور طارق فهمي، لديها مصالحها الكبرى مع مصر باعتبارها دولة محورية ومهمة في الإقليم ورمز للاستقرار، وخشيتها أيضا من اتجاه مصر لخيارات وتحالفات بديلة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمريكي رفيع قوله إن "مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان أكد في محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومسؤولين آخرين دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن لحل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين".
وأضاف أن "الوفدين الأمريكي والمصري شددا على أهمية العودة للنظام الدستوري في تونس، وبحثا دعم عملية انتقال سياسي يقودها المدنيون في السودان".
وأشار المسؤول إلى أن "سوليفان جدد التأكيد على دعم الولايات المتحدة للتوصل لحل دبلوماسي لأزمة سد النهضة الإثيوبي وأبدى تفهمه لمخاوف مصر المتعلقة بحصتها في مياه النيل"
وذكر بيان للرئاسة المصرية اليوم أن السيسي أكد للمسؤول الأمريكي مدى الالتزام الذي أبدته القاهرة، تجاه مسار المفاوضات، وأن المجتمع الدولي عليه القيام بدور مؤثر لحل تلك القضية البالغة الأهمية، حيث إن مصر لن تقبل الإضرار بمصالحها المائية أو المساس بها.
وتمت مناقشة مستجدات قضية سد النهضة في ضوء صدور البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن، وما تضمنه من ضرورة امتثال الأطراف للتوصل لاتفاق ملء وتشغيل ملزم قانوناً خلال فترة وجيزة على نحو يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.
وفيما يخص الملف الليبي اتفق السيسي وسوليفان خلال اللقاء على تكثيف التنسيق المشترك بين الجانبين، ومع الشركاء الدوليين، بشأن الترتيبات المتعلقة بالانتخابات المقبلة بالبلاد.