مصر والكاميرون ..المروض مدين للأسد
مصر والكاميرون.. في السنوات الأخيرة نجح المنتخب المصري في استعادة هيبته القارية وكان للكاميرون دوماً دوراً في ذلك
في أعقاب كأس العالم 1990 الذي أقيم في ملاعب إيطاليا سلطت الأضواء بشدة على منتخبات القارة السمراء ولم يكن غريباً أن المقاعد الإفريقية في الحدث الأهم تزداد إلى 5 نتيجة تطور ملحوظ في النتائج سواء لمصر والكاميرون في 90 أو الجزائر في 82 أو المغرب في 86.
وعلى الرغم من أن الكاميرون كانت تتفوق على مصر سواء في مونديال 90 نفسه أو فيما بعد في مسيرتها المونديالية التي شهدت تواجد دائم في الحدث العالمي الأكبر باستثناء بطولة وحيدة، فإن مصر أيضاً كانت تشق طريق كتابة التاريخ فتحصد كأس أمم إفريقيا 4 مرات منذ ذلك الحين بينما توجت به الكاميرون مرتين.
ولكن وباستثناء خسارة 1-0 في ربع نهائي بطولة 2002 فإن مصر كانت دائماً مروضة لأسود الكاميرون، والمروض المصري يدين بالكثير في إنجازاته خلال العقد الأخير للأسود التي لا تقهر.
ويقول تاريخ مصر في السنوات الأخيرة أن الفراعنة مدينيين للكاميرونيين بدفعات معنوية وخطوات تتويجية بالجملة سواء على مستوى تصفيات كأس العالم أو بطولة أمم إفريقيا.
تصفيات مونديال ألمانيا
في أعقاب خروج مصر من دور المجموعات لكأس أمم إفريقيا 2004 وهي البطولة التي شهدت تعادل مصر مع الكاميرون 0-0، تولى ماركو تارديلي تدريب الفراعنة في تصفيات مونديال 2006 والتصفيات بعيداً عن هدفها الأصلي والأهم وهو التأهل لكأس العالم كانت تحضيراً فرعونياً لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2006.
هذه المرحلة شهدت بداية توليف الفريق الذي توج بثلاثية إفريقيا للأمم 2006 و2008 و2010 وتألق في كأس العالم للقارات 2009 وكان قريباً من التأهل في 2010.
لكن مصر تفننت في إهدار النقاط في تلك التصفيات خسرت 2-1 و2-0 أمام كوت ديفوار وخسرت 2-1 أمام ليبيا وتعادلت 3-3 مع بنين.
لكن نجح الفرعون المصري في ترويض الأسود بسحب خمس نقاط منهم فاز 3-2 في القاهرة في 5 سبتمبر 2004 بتوقيع محمد شوقي وأحمد حسن وطارق السعيد.
هذه المباراة لم تكن مجرد مباراة في تصفيات فهي كانت بمثابة تحول في النظر لقدرة المصريين على مجاراة منتخبات المستوى الأول الإفريقية وخاصة الكاميرون التي أخرجت مصر من كأس أمم إفريقيا 2002 بأداء سلبي وغير مقنع تماماً للفراعنة، وتعادلت معها في 2004 في أخر جولة لكأس الأمم ومصر تحتاج للفوز.
أما الحدث الأكبر فكان حرمان الأسد الكاميروني في ملعبه من التأهل للمونديال فاللاعب دوالا تقدم للكاميرون على مصر بعد عشرين دقيقة في لقاء لعب في شهر رمضان، ومصر كانت تلعبه بدون أي هدف، وقبل النهاية بـ11 دقيقة سجل محمد شوقي مجدداً في مرمى الكاميرون بعد تسجيله هدفاً في اللقاء الأول، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، أهدرت الكاميرون ركلة جزاء في الدقيقة 95.
حقيقة.. منذ 90 إلى الآن مصر لا تتأهل لكأس العالم، ومنذ 90 إلى الآن الكاميرون تتأهل لكأس العالم باستثناء البطولة التي وقعت فيها في التصفيات مع مصر.
ترويض 2008
ترويض مصر للكاميرون في 2008 كان الأكثر إمتاعاً فمصر دخلت البطولة وهي كالعادة غير مرشحة للفوز وهي باتت معلومة لا تستدعي الذكر من كثرة استعراضها.
المنتخب الكاميروني وقتها جاء مرشحاً للتتويج وهو يضم مجموعة من أبرز اللاعبين الأجانب مثل أليكس سونج من أرسنال وأشلي إيمانا من تولوز الفرنسي ولاعب رين ستيفن مبيا وتيموتي إيتوبا لاعب هامبورج وريجوبرت سونج القائد ولاعب جلطة سراي وجيرمي نيتاب لاعب نيوكاسل يونايتد الإنجليزي والنجم الأهم صامويل إيتو لاعب برشلونة.
المنتخب المصري كان يتلقى مجموعة انتقادات في تلك الفترة بإن الملعب والجمهور ساعدوه في التتويج في 2006 ولكن هذا الأمر لن يكون يسيراً في 2008 بالإضافة لخسارة الأهلي لقب دوري الأبطال الإفريقي 2007 في النهاية فكان التصوير للحديث على أنه نهاية ونهاية منطقية لهذا الجيل.
جاء الترويض المصري للكاميروني في لقطتين الأولى في مشهد الافتتاح وفازت مصر 4-2 بأداء هجومي مميز تألق فيه لاعب هامبورج محمد زيدان الذي سجل هدفين الأول من لعبة هات وخذ والثاني بتصويبة صاروخية.
أما مشهد الترويض الأكبر في تاريخ مصر والكاميرون كان المشهد الشهير لافتكاك زيزو الكرة من قائد المنتخب الكاميروني سونج وإرسال تمريرة قصيرة مثله لمحمد أبو تريكة رمز الانتصارات المصرية في السنوات الأخيرة الذي سجل هدف الفوز.
فوز البداية على الكاميرون والترويض الرباعي منح مصر الثقة في بداية البطولة وهدف النهائي منح مصر البطولة نفسها.
الترويض الأخير
كانت مباراة دور الثمانية لكأس الأمم الإفريقية 2010 من أصعب المواجهات للفراعنة أمام الكاميرون في السنوات الأخيرة.
أحمد حسن ظهر اسمه مرتين في الوقت الأصلي للقاء سجل في مرماه بالرأس ثم تعادل لمصر بتصويبة صاروخية.
في الوقت الإضافي نجح محمد ناجي "جدو" نجم البطولة في استغلال خطأ نيتاب أثناء إعادة الكرة للحارس وتداخل ليسجل هدف التقدم.
أحمد حسن ظهر اسمه في الوقت الإضافي عندما سدد ركلة حرة ارتطمت بالعارضة لتسكن الشباك.
ترويض الثمانينيات
تأهلت الكاميرون إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية 3 مرات على التوالي من 84 إلى 86 وحتى 88.
فازت على نيجيريا 3-1 في البطولة الأولى وفازت عليها في 88 أيضاً بهدف نظيف في النهائي.
بينهما التقت مصر والكاميرون في نهائي 86 وهو النهائي الوحيد لتحقق مصر لقبها الإفريقي الوحيد من 59 إلى 98 بعد ماراثون ركلات ترجيح.
وهو انتصار إذا لم يكن قد حضر كان سيعني أن مصر ظلت بعيدة عن التتويج الإفريقي 37 عاماً وهو ما لم يحدث.
aXA6IDE4LjIyMi41Ni43MSA= جزيرة ام اند امز