تحليل مصر والسنغال.. عندما يدير الحظ ظهره في الوقت القاتل
في ماراثون كروي رابع، خسر منتخب مصر نهائي كأس أمم أفريقيا أمام السنغال بركلات الترجيح، ليتوج أسود التيرانجا بلقبهم الأول.
المنتخبان حافظا على نظافة شباكهما لما يزيد على الساعتين، قبل أن يسجل لاعبو السنغال 4 ركلات ترجيح مقابل اثنتين فقط للفراعنة الذين خسروا النهائي الثاني على التوالي خلال آخر 3 نسخ من كأس أمم أفريقيا.
وخاض منتخب مصر مباراة رابعة امتدت للأشواط الإضافية خلال النسخ الحالية من كأس أمم أفريقيا بعدما فعلها من قبل أمام كوت ديفوار والمغرب والكاميرون في ثمن وربع ونصف النهائي، وفاز بركلات الترجيح أمام الأول والثالث، و2-1 على الثاني، قبل أن يسقط أمام السنغال بركلات الحظ ذاتها.
منتخب مصر.. خطة ثابتة
أبقى كارلوس كيروش مدرب منتخب مصر على خطته 4-3-3، ولجأ للاعب إمام عاشور لحل أزمة الظهير الأيمن، ليكمل رباعي الدفاع مع الونش ومحمد عبد المنعم وأحمد أبو الفتوح، وخلفهما محمد أبو جبل.
وحافظ كيروش على توليفة الوسط والهجوم بتواجد محمد النني وعمرو السولية وحمدي فتحي، أمامهم عمر مرموش، ومصطفى محمد، ومحمد صلاح.
أما أليو سيسيه المدير الفني لـ"أسود التيرانجا" فقد لجأ لرسم تكتيكي أقرب لـ4-2-3-1، وتفوق كثيرا على مستوى الاستحواذ واستغلال الانطلاقات الخطيرة على جانبي الملعب بانطلاقات ماني يسارا وإسماعيلا سار يمينا مع زيادة شيخو كوياتي من العمق خلف رأس الحربة فامارا ديديو.
أضاع المنتخب السنغالي فرصة ثمينة للغاية في وقت مبكر، حيث أهدر ساديو ماني ركلة جزاء بعد مرور 7 دقائق فقط، تصدى لها محمد أبو جبل ببراعة بعد الإنصات لنصائح زميله محمد صلاح.
حرم ماني منتخب بلاده من التفوق في النتيجة، لكنه نشط كثيرا مع إسماعيلا سار، إلا أن الكرات العرضية في العمق تعامل معها الدفاع المصري بيقظة تامة، بخلاف محاولات أخرى غير مؤثرة من ديديو وإسماعيلا سار وكوياتي.
في المقابل، اعتمد منتخب مصر على المرتدات، مستغلا انطلاقات مرموش مع مساندة من مصطفى محمد الذي وجد رقابة مشددة من كاليدو كوليبالي.
كانت الفرص المصرية أكثر خطورة وبدأت بتسديدة ضعيفة لمحمد صلاح، وأخرى لنجم ليفربول، أبعدها الحارس السنغالي إدوارد ميندي بصعوبة بالغة من المقص الأيمن.
عاب الفراعنة الحماس الزائد في التدخلات، مما كلف الثنائي حمدي فتحي ومحمد عبد المنعم إنذارين، مقابل إنذار لكوليبالي.
تغييرات تعزز الصمود
بدأ منتخب السنغال الشوط الثاني بنشاط هجومي ملحوظ، لكن بدون محاولات خطيرة بل تسديدات ضعيفة أو مناوشات من إدريسا جاي وساديو ماني.
بعد ربع ساعة، تحرك كارلوس كيروش لتنشيط الصفوف بـ3 تبديلات دفعة واحدة بإشراك مروان حمدي وأحمد سيد زيزو ومحمود تريزيجيه مكان مصطفى محمد وعمرو السولية وعمر مرموش.
تماسك منتخب مصر تكتيكيا، بينما عجز ساديو ماني عن اختراق جبهة إمام عاشور في أكثر من مواجهة فردية، انتهت بحصول نجم ليفربول على بطاقة صفراء بينما كانت انطلاقات الظهير الأيمن، بونا سار، أكثر خطورة.
لجأ أليو سيسيه لسلاح البدلاء، حيث أشرك بابي جايي ثم بولاي ديا وأحمدو ديانج مكان كوياتي، وإسماعيلا سار، وديديو.
بينما كانت أخطر المحاولات وأقربها للمرمى مصرية من كرة عرضية متقنة لعبها أحمد أبو الفتوح، ارتقى إليها مروان حمدي برأسه بجوار القائم الأيسر.
انتهى الوقت الأصلي بتعادل سلبي، ليخوض "الفراعنة" الأشواط الإضافية للمباراة الرابعة تواليا، في تحد بدني جديد، ليبقى الحلم معلقا بين صلاح وماني لـ30 دقيقة أخرى.
الحظ يدير ظهره
في الشوط الإضافي الأول، لم يكتف المنتخب السنغالي بالتفوق على مستوى الاستحواذ فقط، بل اقترب كثيرا من مرمى الفراعنة، إلا أن الحارس أبو جبل تصدى ببراعة لفرصتين خطيرتين من ماني وأحمدو ديانج.
كما وجد عبدو ديالو نفسه خاليا من الرقابة في ركلة ركنية، ارتقى لها مدافع باريس سان جيرمان برأسية خطيرة فوق العارضة، بينما لم يختبر إداورد ميندي حارس مرمى السنغال.
ضخ "كيروش" دما جديدا في الوسط بإشراك مهند لاشين مكان حمدي فتحي، بينما تقمص حارسا المرمى أبو جبل وميندي ثوب الإجادة في الشوط الرابع والأخير.
وتصدى الحارس المصري لتسديدة قوية من أحمدو ديانج، بينما أنقذ السنغالي منتخب بلاده من فرصة في توقيت قاتل للمهاجم المصري مروان حمدي، لتمتد الإثارة لركلات الترجيح.
أدار الحظ ظهره هذه المرة للفراعنة، حيث حسمها السنغال بنتيجة 4-2، وسدد ساديو ماني ركلة الفوز والتتويج باللقب الأول في تاريخ منتخب بلاده، ويعوض ركلة الجزاء التي أهدرها في زمن اللقاء.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjEzMSA=
جزيرة ام اند امز