إيقاف إعلانات مسيئة للمرأة.. عودة لقيم المجتمع المصري
"اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24”، و"انتي عانس".. عبارات ترددت خلال 4 إعلانات ترويجية لمنتجات مختلفة، أثارت استياء وغضب المصريين.
" اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24”.. “ظل راجل ولا ظل حيطة".. " انتي عانس".. عبارات ترددت خلال 4 إعلانات ترويجية لمنتجات مختلفة، أثارت استياء وغضب المصريين خلال الأيام الماضية، لأنهم اعتبروها تحمل مضمونا مسيئا لصورة المرأة المصرية، ما أدي لاتخاذ قرار نهائي بوقف إذاعة هذه الإعلانات عبر شاشات التليفزيون.
وأعلن جهاز حماية المستهلك، الأحد، قبل ساعات من احتفال العالم بيوم المرأة، قرارا بإيقاف الإعلانات الأربعة الخاصة بإحدى شركات زيوت الطعام، والتي انتشرت عبر شاشات التليفزيون، والشوارع المصرية في الفترة الأخيرة. وجاء القرار عقب مطالبات من المجلس القومي للمرأة وبعض منظمات المرأة بإيقاف ورفع هذه الإعلانات، رافضين تقديم المرأة بهذه الصورة.
ويعمل المجلس القومي للمرأة على رصد المواد الإعلانية والإعلامية المقدمة عبر شاشات التلفاز وشبكة الإنترنت، وفي تصريحات إعلامية، أوضح اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، أن إيقاف الإعلانات الأربعة، تم عقب رصد المحتوى، والتأكد من تحريضها على العنف ضد المرأة والتقليل من شأنها، وأن عملية مخاطبة الشركات المنتجة والمعلنة يتم من أجل تنفيذ القرار وفقًا لنصوص المادة " 1- 19- 24" من قانون حماية المستهلك رقم 67 لسنة 2006.
واعتبرت دينا حسين، عضو المجلس القومي للمرأة، أن قرار الجهاز ليس علاجا وحلا حقيقيا للمشكلة، موضحة أن القرار جاء بناءً على مطالبة المجلس، وأن رفع الإعلان كان محل نقاش وخلاف بين أعضاء المجلس القومي للمرأة، خاصة أن المادة المقدمة مرتبطة بشركات إنتاج وسلطة مال. وقالت لبوابة "العين" الإخبارية، إن الهدف من رفع الإعلانات ليس فرض الرقابة على المحتوى المرئي والمسموع بالشوارع والشاشات، وإنما الرغبة في العودة إلى القيم والمبادئ الأساسية للمجتمع المصري، منوهة أن الصورة الذهنية التي تتكون عن المرأة رغم ما تحققه من نجاحات طوال العقود الماضية، تراجعت في الإعلانات والمادة الدرامية المقدمة بالأفلام والمسلسلات خلال السنوات الماضية.
وعبرت دينا حسين عن غضبها من الحلول المؤقتة التي تقدم في كل مرة من إذاعة إعلان أو عمل درامي مسيء للمرأة ومحرض على العنف ضد الفتيات، والتي يكون من بينها المطالبة بوضع"ميثاق للإعلام"، وتقول إن ذلك ليس حلًا، مؤكدة أن إعداد ورش عمل للمنتجين وكاتبي السيناريو والمؤلفين في مصر، هي خطوة لتصحيح المنظور والرؤية المكونة عن المرأة، والانتقال من تقديمها في صورة المخطئ دائمًا، إلى توضيح الحقيقة في إطار الإبداع والفن.
وسائل الإعلام.. حل واقعي
وفي السنوات الأخيرة، أثارت عدة إعلانات وأعمال درامية استياء المنظمات الحقوقية والمناهضة للعنف ضد المرأة، جراء تقديم المرأة في قالب واحد غير صحيح، لتصف حسين هذا التفكير بـ التدهور التدريجي، الذي يستغل وسائل الإعلام كطريق لترويج المنتج في شكل أكثر إسفافا وإثارة.
وفي الوقت نفسه، بدأ المجلس القومي للمرأة الاتجاه لاستخدام وسائل الإعلام لتقديم حملات إعلانية مناهضة للتحرش والعنف الجسدي واللفظي ضد الفتيات، وتدعم مشاركة النساء في المناصب السياسية.
وتري دينا حسين أن اللجوء لهذه الحملات له مردود إيجابي ناجح لوصولها إلى المناطق الأقل ثقافة والأكثر فقرًا.
وفي الوقت نفسه أشادت حسين بتوجه الإرادة السياسية الحالية في مصر، ودعمها لدور المرأة في المناصب السياسية، بداية من تحديد عدد مقاعد بالقوائم الانتخابية للبرلمان، وتعيين أول سيدة في منصب محافظ، وتقول: "التغيير لا يتم بين ليلة وأخري، ودائمًا التغييرات السياسية تؤثر على نظرة المجتمع، مستشهدًا بفترة الستينيات والتي عكست فيها الإرادة السياسة وتوجه الدولة وقتها تأثيرها على طبيعة الأفلام المقدمة وأظهرت نماذج ناجحة للمرأة مثل فيلم " مراتي مدير عام".
aXA6IDMuMTM2LjIzLjEzMiA= جزيرة ام اند امز