مصر ما بين مونديالي إيطاليا وروسيا.. كيف تغيرت الحياة؟
حدث تاريخي عاشته مصر 3 مرات في تاريخها وهو التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم
حدث تاريخي عاشته مصر 3 مرات في تاريخها، وهو التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، الأولى كانت عام 1934 في إيطاليا، والثانية عام 1990 في إيطاليا أيضا، والثالثة روسيا 2018، بعد أن ضمنت التأهل بفوزها على الكونغو أمس الأحد.
وعاشت مصر أمس احتفالات صاخبة بالحدث، الذي انتظره المصريون 28 عاما، إذ كانت آخر مباراة فاصلة تأهل بعدها المنتخب المصري كانت عام 1989، أمام المنتخب الجزائري في القاهرة وانتهت بفوز مصر 1 – صفر بهدف أحرزه اللاعب الشاب وقتها حسام حسن.
واختلفت الحياة في مصر كثيرا بين عامي 1989 و2017 على كافة الأوجه، فاستاد القاهرة الذي بنى عام 1958 وشهد مباراة الجزائر بحضور 75 ألف مشجع هم كل طاقته الاستيعابية لم يعد هو الملعب الأول، وحل محله استاد برج العرب بالإسكندرية الذي افتتح عام 2007، الذي يسع أكثر من 80 ألف متفرج.
وعلى صعيد المنتخب الكروي، كان اللاعبون في عام 1989 كلهم من المحليين بل إن بعضهم كان يلعب في الدرجة الثانية مثل هشام عبد الرسول الذي كان يلعب بنادي المنيا، كما كان أغلب اللاعبين من الشباب في ذلك الوقت أمثال حسام وإبراهيم حسن وأحمد شوبير وهاني رمزي وأحمد الكأس وأحمد رمزي، وكان يقوده المدرب المصري الراحل محمود الجوهري.
بينما منتخب 2017 به العديد من اللاعبين المحترفين في أقوى الدوريات الأوروبية أمثال محمد صلاح (ليفربول الانجليزي) وأحمد المحمدي (أستون فيلا الانجليزي)، وعصام الحضري (التعاون السعودي) ومحمد عبدالشافي (الأهلي السعودي) وأحمد حجازي (وست بروميتش الإنجليزي) ومحمد النني (أرسنال الإنجليزي)وأحمد حسن كوكا (سبورتينغ براغا البرتغالي) ومحمود عبدالمنعم كهربا (الاتحاد السعودي) وعمرو جمال ( بيدفيست الجنوب إفريقي) ومحمود حسن تريزيغيه (قاسم باشا التركي) وكريم حافظ (لانس الفرنسي) ورمضان صبحي (ستوك سيتي الإنجليزي) ومصطفى فتحي (التعاون السعودي) وسام مرسي (ويغان الإنجليزي)، ويدرب الفريق الأرجنتيني هيكتور كوبر.
وعلى الصعيد السياسي، كان يرأس مصر في العام 1989 الرئيس الأسبق حسني مبارك، ويرأس الحكومة الدكتور عاطف صدقي وكان الحزب الوطني الديمقراطي الذي يرأسه مبارك هو الحزب الحاكم، بينما يرأس البلاد حاليا الرئيس عبد الفتاح السيسي ويرأس الحكومة المهندس شريف إسماعيل، بينما تم حل الحزب الوطني عقب أحداث 25 يناير/كانون الثاني 2011.
دور السينما في عام 1989 شهدت عرض 13 فيلما أبرزها "الأراجوز" الذي أعاد النجم العالمي عمر الشريف للدراما المصرية بعد غياب عنها لسنوات طويلة في استديوهات هوليود، وكذلك فيلم "جحيم تحت الماء" بطولة سمير صبري وليلى علوي والذي مثل نقلة نوعية في السينما المصرية إذ كان أول فيلم مصري يصور أجزاء منه تحت الماء، إضافة إلى فيلم "الدنيا على جناح يمامة" من بطولة محمود عبد العزيز وميرفت أمين، و"العميل رقم 13" بطولة محمد صبحي وصابرين.
بينما شهد عام 2017 إنتاج عدة أفلام سينمائية أبرزها "الخلية" بطولة أحمد عز، و"الكنز" بطولة محمد سعد ومحمد رمضان، و"هروب اضطراري" بطولة أحمد السقا، و"تصبح على خير" بطولة تامر حسني، و"مولانا" بطولة عمرو سعد.
وعلى المستوى الغنائي كان الهضبة عمرو دياب يستعد في عام 1989 لإطلاق ألبومه السابع "متخافيش" بعد أن فرغ من ألبومه السادس "شوقنا"، بينما في عام 2017 أطلق الهضبة ألبومه الثلاثين "معدي الناس".
أما الفنانة أنغام فكانت في العام 1989 تطلق ألبوميها الثالث والرابع "لايق" و"لا ليلى لالي" حيث كانت تسعى للانتشار في بداية مشوارها، بينما في 2017 أطلقت ألبومها الرابع والعشرين "عن فرح غايب".
تغطيات الصحف لم تختلف كثيرا، فقد احتفت الصحف المصرية المختلفة بالتأهل لكأس العالم، الأمر المختلف هو أنه في عام 1989 كان هناك 3 صحف كبرى في مصر "الأهرام والأخبار والجمهورية"، بينما في 2017 أصبح هناك أكثر من 15 جريدة يومية بين الحكومية والخاصة وكلها اهتمت وأبرزت فوز المنتخب المصري.
وبالطبع اختلف نمط الحياة في مصر بين عامي 1989 و2017، ففي المرة الأولى لم يكن هناك وسيلة للتواصل سوى الهواتف الأرضية، بينما في 2017 أصبح في مصر أكثر من 100 مليون هاتف محمول بخلاف الهواتف الأرضية وفقا للإحصائيات الرسمية، إضافة لانتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت.
وتابع ملايين المصريين والعرب المباراة الفاصلة أمس عبر شاشات الفضائيات التي قدمت تغطية خاصة للمباراة منذ الثامنة صباحا أي قبل موعد المباراة بـ11 ساعة، واستمرت التغطية بعدها حتى الفجر، بينما في عام 1989، كان الناقل الوحيد للمباراة هو التلفزيون المصري عبر قنواته الأرضية الثلاث في ذلك الوقت.