الثالث من أبريل المقبل، يجري الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول زيارة رسمية له إلى واشنطن، بعد تنصيب نظيره دونالد ترامب.
في الثالث من أبريل/نيسان المقبل، يجري الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أول زيارة رسمية له إلى واشنطن، بعد تولي دونالد ترامب، رئيساً للولايات المتحدة الامريكية في العشرين من يناير/كانون الثاني الماضي، وهو ما أكده مسئولون بالرئاسة المصرية والبيت الأبيض، بناء على الدعوة المقدمة من ترامب إلى نظيره المصري.
مباحثات ثنائية على طاولة الحوار تنتظر لقاء الرئيسين، تستعرضها بوابة "العين" الإخبارية عبر آراء الخبراء والمحللين والتي ستنصب على 3 ملفات رئيسية.
3 ملفات ساخنة
الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاسترتيجية سابقاً والمتخصص في الشأن المصري الأمريكي، يقول إن ثلاثة ملفات ساخنة تطرح نفسها على طاولة الحوار بين الرئيسين، يأتي في مقدمتها مواجهة الإرهاب، ثم التعاون الاقتصادي بين الدولتين، والملف الثالث خاص بالأمن الإقليمي العربي.
ويوضح سعيد في تصريحات خاصة لـ"العين"، أن ملف الإرهاب سيتطرق بالضرورة إلى دعم التنسيق بين الجانبين في مكافحة الإرهاب، فضلاً على مناقشة قضية التسليح.
الجانب العسكري الأمني مرتبط مباشرة بتدمير الإرهاب وعناصره ومنظماته وتشكيلاته بكل أنواعها، فضلاً على التنسيق بين الجانبين لتنفيذ عمليات مشتركة مستقبلاً في هذا الإطار، لاسيما وإن كلا الرئيسين وبلديهما معترفان بأن الدين الإسلامي مختطف من جانب أصحاب الفكر الإرهابي المتطرف، وإنه يجب استرداده، والقوى الإقليمية وفي مقدمتها مصر عقدت العزم على تنفيذ هذه المهمة، يضيف سعيد.
وعن ملف التعاون الاقتصادي، يقول سعيد، إن واشنطن في مرحلتها الجديدة، خفضت معوناتها للعالم الخارجي إلا في حدود محسوبة، إلا أن مصر بحاجة إلى تشجيع الشركات الأمريكية للاستثمار داخلها، بضمانات القروض التي تحصل عليها مصر من البنوك الأمريكية، وكذلك بتحفيز من السلطة الأمريكية.
وأشار إلى الملف الأخير المتعلق بالأمن الإقليمي، فسيتطرق للتنسيق بين الجانبين في كيفية العمل كعناصر فاعلة لحل أزمات كل من سوريا، اليمن، وليبيا خاصة لما تمثله من أمن قومي مباشر لمصر.
النقاط فوق الحروف
يقول الدكتور طارق فهمي، عضو لجنة الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن، إن رحلة الرئيس المصري الأولى لواشنطن الهدف منها بشكل أساسي وضع النقاط فوق الحروف وتحديد شكل وآليات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الفترة المقبلة، ولذلك فالسيسي يزور أمريكا وبجعبته جملة من التساؤلات حول هذا الأمر وبحاجة لردود واضحة من جانب إدارة ترامب.
وحول الشكل الأمثل للحوار الاستراتيجي الذي تسعى إليه مصر مع أمريكا، فسيتطرق بالضرورة إلى فكرة أن يكون هناك تحالف سياسي، يضيف فهمي.
وتابع فهمي في تصريحات خاصة لـ"العين": "السيسي أبدى حرصه كثيراً على هذا الأمر، ويتبقى لأمريكا أن تصدر رأياً واضحاً به، كذلك فيما يتعلق بحق مصر في برنامج المساعدات العسكرية بما أنها صمام الأمان الأهم في اتفاقية السلام مع إسرائيل التي تحرص أمريكا على استمرارها في المنطقة العربية".
ويرى فهمي أنه ربما يتم خلال اللقاء التركيز على أمور هامة بينها شكل التعاون العسكري بين البلدين، وإعادة مناورات النجم الساطع المشتركة التي توقفت في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
وعن الملفات الإقليمية، يؤكد فهمي، أن الملف الليبي يأتي في المقدمة وضرورة دعم الولايات المتحدة للتحرك المصري الهادف لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية ودعم جيشها الوطني في مواجهة التنظيمات الإرهابية.
وفيما يخص الملف السوري، فسيعرض السيسي رؤيته على نظيره الأمريكي، وهي رؤية واضحة، تتلخص في التمسك بوحدة سوريا ودعم الجيش الوطني السوري، مع دعم الحل السياسي للأزمة.
واختتم فهمي حديثه بالقول: "واشنطن تقتنع تماماً بأهمية مصر في الاستراتيجية الأمريكية، والأرجح أنها ستبذل جهدها لوضع النقط فوق الحروف من أجل حوار استراتيجي واضح ومثمر مع القاهرة".