8 دلائل تفضح فبركة الإخوان لفيديو "الجيش المصري"
البنطال الأزرق و السترة المخططة و التصفية العشوائية بينها
يرتدون زيا عسكريا في موقع صحراوي، وأمامهم سيارات عسكرية يخرج منها عناصر مدنية، وكاميرا تنطلق بمنتهى الحرية لتلتقط ذلك كله ببساطة..
يرتدون زيا عسكريا في موقع صحراوي وأمامهم سيارات عسكرية يخرج منها عناصر مدنية، وكاميرا تنطلق بمنتهى الحرية لتلتقط ذلك كله ببساطة، ويُفسح لها المجال، فتسير خلف أحد المجندين وفقا للمقطع، فترصد بطولته في تصفية بعض الأفراد جسديا، يطل من طرف الشاشة بلحيته، تلتقطه الكاميرا وهو يقتاد أحد العناصر ذات الزي المدني، ويسأله بعض الأسئلة بلهجة غير معلوم أصلها، الأذن تُميز بسهولة أنها لا تمت بصلة للهجة أهل مصر التي تتحدث بها القوات المسلحة المصرية، ثم يصفي هذا الذي بين يديه بالسلاح ويلقيه أرضا، وينطلق زاهيا بنفسه ليقتاد الثالث.
هذه باختصار مشاهد مقطع الفيديو الذي بثته قناة "مكملين" التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي والمتحدثة باسمه في مساع يائسة لتشويه سمعة الجيش المصري، الذي وجه ضربات قاسية لأوكار الإرهاب في شبه جزيرة سيناء.
وفقا لتحليلات أمنية، يحتوي مقطع الفيديو، الذي حمل عنوان (هكذا يتم قتل المصريين في سيناء بدم بارد بيد الجيش المصري)، على 8 دلائل تفضح فبركته وتظهره كفيلم تمثيلي "هزلي" حاول القائمون عليه إخراجه بعناية، لكن هوايتهم فضحتهم.
"البنطال الأزرق والممثلون"
يقول العميد خالد عكاشة، مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية، إن أول شواهد الفبركة في مقطع الفيديو هو "التصوير" في حد ذاته، فالسماح بهذا الالتقاط الهزلي لمشاهد القتل تؤكد أن الوشاية هي الغرض الأساسي لهذا المقطع، والتصوير على هذه الطريقة أمر محرم تماما في العسكرية المصرية.
وفي تصريحات خاصة لـ"العين"، أشار عكاشة أيضا إلى موطن الفبركة الثاني، وهو استجلاب صور من الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري المصري بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ومقارنتها بالمشاهد المصورة في مقطع الفيديو دليل هزلي آخر على أن من قام بتصوير الفيديو نفذ خطته بشكل عكسي، فقد استند إلى صور تصفية عناصر الإرهاب المنشورة سلفا بصفحة المتحدث العسكري وقام بعد ذلك بإعداد سيناريو وتجهيز ممثلين ألبسهم ملابس مطابقة لتلك التي كانت ترتديها عناصر الإرهاب المُصفاة، إلا أن أحد هؤلاء الممثلين ظهر يرتدي بنطالا أزرق غامقا بينما الإرهابي الذي صفته سلفا القوات المسلحة بصفحة المتحدث العسكري كان يرتدي بنطالا أزرق فاتحا، وبعض هذه الاختلافات البسيطة تظهر بوضوح أيضا أن المقطع تمثيلي، وهي الشاهد الثالث على الفبركة.
وأضاف أنه بالنسبة لموقع التصوير فلم يكن صعبا على الجهة التي أرادت الإساءة للجيش المصري بهذا المقطع اختيار موقع يشبه ذلك المنشور على صفحات المتحدث العسكري، فأرض سيناء كلها متشابهة في طبيعتها الجغرافية، فبسهولة صنع موقعا أو "لوكيشن" ليصور فيه أحداث الفيلم التمثيلي.
وعن اللحى التي اكتست بها وجوه الجنود المفبركين ولهجتهم غير المصرية، وهما المعطى الرابع والخامس للفبركة، قال عكاشة إن قناة مكملين التي بثت المقطع سارعت لتبرير هذه الملاحظة التي لم تمر مرور الكرام على جميع من شاهد المقطع، حيث من المعروف أن الجندي المصري لا لحية له وليست هذه اللهجة التي يتحدث بها، فسارعت القناة لسد الثغرة وقالت إن من ظهر في الفيديو من الأهالي العاملين مع الجيش المصري وليسوا مجندين فعليين، إلا أن الجماعات التي يسترشد بها الجيش المصري في واقع الأمر يحرم عليهم حمل سلاح تماما، ويتم إلزامهم بارتداء ملابس مثل الأهالي تماما حتى لا يكونوا مصدرا للشك، وهذا هو الشاهد السادس على الفبركة، فرغم محاولات القناة إصلاح الثغرة إلا انهم أعطوا دليلا جديدا يؤكد فبركة المقطع.
"سترة مخططة"
اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، ظهرت ملاحظاته للدليل السابع مع أول مشهد في مقطع الفيديو، فأكد أن من ظهروا منسوبين للقوات المسلحة المصرية يرتدون سترات مخططة يعلوها "الأفارول" العسكري، ووصف ملابسهم بالتمويهية، وقال قولا واحدا: هذا ليس زي القوات المسلحة المصرية على كل حال، واللهجة التي استخدموها وقبيلة "النعايمة" التي ورد ذكرها بالمقطع، واللحى التي احتفظوا بها على وجوههم تعطي احتمالا بأن تصوير المشهد ربما تم خارج مصر كلها.
الملاحظة الأخيرة التي اعتبرها الحلبي هي الأهم، أن القوات المصرية عندما تقبض على متورطين لا تقتلهم إلا في حالة واحدة، وهي أن يكون العنصر شاهرا سلاحه في وجه القوات، فيتم تصفيته، ولا يحدث أبدا أن يتم الإمساك بالعنصر والتمكن منه تماما ثم تصفيته، ويقول الحلبي إن كل عنصر يتم القبض عليه يساوي كنزا من المعلومات، وتكون القوات مطالبة بالحفاظ على حياته للحصول منه في مراحل التحقيق على أكبر كم ممكن من المعلومات وهذه عقيدة الجيش والشرطة في كل مكان.
واتفق الحلبي مع العميد خالد عكاشة فيما يخص إحضار ممثلين واستجلاب صور من الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري.
لماذا الفبركة
وأشار الحلبي إلى أن هذا المقطع ضمن خطة كبيرة بدأ تنفيذها منذ بدأت مصر محاربة الإرهاب هدفها إحداث وقيعة بين القوات المسلحة المصرية والشعب، منذ أن انتشرت العبارات التي تحاول الفصل بين الجيش وقياداته، العبارات التي تأمر القوات المسلحة بالعودة إلى الثكنات وترك تأمين الشوارع والميادين وعدم التدخل بالسياسة وغيرها.
وقال إنه ليس غريبا أن تتعالى محاولات الوقيعة في هذا التوقيت بعد أن تزايدت بشكل كبير نسبة التعاون بين أهالي سيناء والشعب المصري عموما وأجهزة الأمن في تعقب الإرهاب، مؤكدا أن هذا التعاون مرشح للوصول إلى أعلى مراحله وبالتالي القضاء تماما على الإرهاب في سيناء.
كما أشار الحلبي إلى وعي نسبة كبيرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي للأفلام المفبركة وألاعيب قنوات الإخوان الإرهابية وسعيها المستمر لإحداث الوقيعة، لافتا إلى أن هذا الوعي ظهر واضحًا في تفاعل المستخدمين مع مقطع الفيديو ونقده وقدرتهم على استخراج مواطن الفبركة بأنفسهم في مشاهد الفيديو.
aXA6IDMuMTYuNDcuODkg جزيرة ام اند امز