محمد خيري.. الحظ يعاند صاحب البطولة الوحيدة
داخل معهد السينما تعرف محمد خيري على عدد كبير من المخرجين، وبدأ حلم الشهرة والانتشار يداعب خياله.
كل الشواهد والدلائل تؤكد أن الفنان المصري محمد خيري عانى كثيراً في سنواته الأخيرة، فقد انسحب من الوسط الفني مبكراً، ولم يبتسم له الحظ كثيراً، إذ حصل على فرصة البطولة المطلقة مرة واحدة، وبعدها عانده الحظ وأجبره على البقاء في مربع بعيد.
وُلد محمد خيري عام 1942، أحب التمثيل منذ الطفولة، لذا شارك في عروض فنية بالمسرح المدرسي، وعندما التحق بكلية التجارة انضم إلى فرقة التمثيل، كان يؤمن بأن الموهبة وحدها لا تكفي لذا التحق بمعهد السينما عام 1967.
وداخل معهد السينما تعرف على عدد كبير من المخرجين، وبدأ حلم الشهرة والانتشار يداعب خياله، وبالفعل شارك بأدوار ثانوية أمام نجوم كبار، لكنها لم تضيف لرصيده شيئاً حتى التقى بالمصادفة المخرج صلاح أبوسيف، صافحه المخرج الكبير وقال له إنه شاهده في مسرحية "بداية ونهاية" وأعجب بأدائه.
بعد هذا اللقاء رشحه صلاح أبوسيف لمقابلة الفنانة ماجدة التي تحمست لإنتاج فيلم "العمر لحظة" ووافقت على ترشيحه رغم أنه وجه جديد، وبالفعل قام ببطولة الفيلم ونال أداؤه إعجاب الجمهور والنقاد، خاصة أنه كان قد شارك في حرب أكتوبر بالفعل ومكث بالجيش 7 سنوات، فانعكست تجربته الحقيقية على أدائه.
وشاءت الأقدار بعد فيلم "العمر لحظة" أن يتم استدعاؤه للجيش مرة أخرى، ليغيب أكثر من 5 سنوات في تلك الفترة، توهج صديقه محمود ياسين وبات فتى الشاشة الأول، ويخرج خيري ويبدأ من جديد ولكن لم تتحمس له شركات الإنتاج، ليجد نفسه مرشحاً لأدوار غير مؤثرة.
شارك خيري في عدد من الأعمال المهمة منها "المومياء" للمخرج الرائع شادي عبدالسلام، ولكن الفيلم لم يحقق نجاحاً تجارياً، لذا لم يضف للفنان محمد خيري أي شيء، فقرر أن يتجه للمسرح والتلفزيون.
وبمرور الأيام تسرب اليأس إلى نفسه وقرر الابتعاد عن الساحة، وفي أيامه الأخيرة هاجمه مرض القلب وعاش بعيداً عن الأضواء، ليرحل عن الحياة عن عمر ناهز الـ77 عاماً تاركاً خلفه أعمال فنية قليلة وسمعة طيبة.