بالصور.. نادي السيارات المصري يحتفل بمرور 113 عاما على تأسيسه
نتيجة ازدياد ملاك السيارات من المصريين والأجانب، ظهرت فكرة إنشاء ناد للسيارات في مصر عام 1905، ليضم ملاكها الجدد برسوم تقدر بـ6 جنيهات.
للسيارات في مصر تاريخ عريق يمتد لنحو 130 سنة، وكانت في البداية حكرا على صفوة المجتمع من المصريين الأغنياء، بالإضافة إلى الأجانب، حيث كانت دليلا على الوجاهة الاجتماعية ومظهرا من مظاهر الثراء.
وظهرت فكرة إنشاء ناد للسيارات أو كما كانت تسمى حينذاك "الأوتوموبيل" عام 1905 بمنطقة وسط القاهرة، ليضم ملاك السيارات ويؤسس لرابطة تجمع بينهم، ويسهم في انتشار بيع وشراء السيارات، وتعليم قيادتها.
ويرجع تاريخ دخول السيارات مصر إلى عام 1890 في عهد الخديو توفيق، وقام المصريون بتسميتها "العفريت"، حيث لا يجرها خيل أو حمير، وكان من أشهر من امتلك الأوتوموبيل في ذلك الوقت هو الخديو عباس حلمي الثاني، وكانت الماركة الفرنسية من أشهر ماركات السيارات مثل بانار ليفاسور، ودايون بوتون.
ومع حلول القرن العشرين، بدأ انتشار السيارات في القاهرة والإسكندرية، حيث وصل عدد السيارات في القاهرة إلى 110 سيارات، والإسكندرية إلى 56 سيارة، ونتيجة لانتشارها كان لا بد من تنظيم حركتها وإصدار تراخيصها، حيث أصدر حكمدار القاهرة قراراً ينظم سرعة السيارات، بحيث لا تزيد على 20 كيلومترا/ الساعة، وكان استخراج الرخصة يتكلف نحو 10 قروش، وكانت أول حادثة مرورية عام 1904، عندما اصطدم الأمير محمد علي توفيق بعربة كارو تحمل أخشابا.
نشأة نادي السيارات
نتيجة ازدياد ملاك السيارات من المصريين والأجانب، ظهرت فكرة إنشاء ناد للسيارات في مصر عام 1905، ليضم ملاك السيارات الجدد، بمساندة نادي السيارات الفرنسي، وبرعاية الخديو عباس حلمي الثاني، وكان عنوانه شارع شريف في وسط القاهرة، وتم إقرار رسوم للانضمام إلى النادي تقدر بـ6 جنيهات مصرية، واشتراك شهري بلغ 5 جنيهات، وتولى الأمير عزيز حسن رئاسة النادي، وتم تعيين جوستاف مواس قطوي، سكرتيراً للنادي.
وأخذ النادي على عاتقه نشر ثقافة امتلاك السيارات في مصر، حتى أصبح عدد أعضائه نحو 120 عضوا، كما قام بتنظيم دورات لتعليم القيادة للأعضاء، والتعريف بكيفية عمل السيارة وأجزائها المختلفة، كما نظم مسابقات بين ملاك السيارت، وكان سباق شبرا الذي أقيم في عام 1905، وسباق هليوبوليس عام 1908، وسباق هضبة الهرم، من أشهر السباقات آنذاك.
نادي السيارات الملكي 1924
بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، تعرض نادي السيارات لانتكاسة كبرى، وتوقف نشاطه، وتم إغلاقه بسبب تحول معظم مصانع السيارات في العالم إلى مصانع أسلحة، وفي عام 1920 وبعد نهاية الحرب ورجوع مصانع السيارات للعمل مرة أخرى تم التفكير في إنشاء ناد آخر للسيارت في مصر، وكان أول من فكر في إحياء النادي هو أليكس كومانوس، مدير النادي في تلك الفترة.
وقبل الشروع في إنشاء ناد جديد للسيارت كان لا بد من موافقة الملك فؤاد أولاً، وقد رحب بالفكرة، وقام بإطلاق لقب "الملكي" ليصبح نادي السيارات الملكي، وبالفعل تم إنشاؤه عام 1924 بشارع قصر النيل، وبتكلفة 10 آلاف جنيه، وأصبح الأمير جميل طوسون، رئيس النادي الجديد، وبلغ عدد أعضائه الجدد 81 عضواً.
وقام نادي السيارات الملكي بتنظيم المعارض والسباقات للسيارات، وتنظيم القيادة واستخراج الرخص الجديدة واستيراد السيارات وتعليم القيادة، كما عمل النادي على تنظيم المرور على طريق القاهرة إسكندرية، وأنشأ 4 مراكز في الطريق للإسعاف وصيانة السيارات.
وأسهم النادي في تنشيط السياحة عن طريق استخراج دفاتر المرور الدولية للسياح، وتزويدهم بالبيانات والخرائط الخاصة بالطرق والمناطق في القاهرة والإسكندرية، كما قام بتزويد بعض الشوارع بالعلامات الإرشادية وإشارات المرور الكهربائية، وقدم خدمات ومساعدات لسائقي التاكسي.
وتوسع النادي داخل مصر عن طريق إقامة فروع جديدة له في عديد من المحافظات، منها بورسعيد والإسماعيلية والإسكندرية.
وبعد قيام ثورة يوليو/تموز عام 1952، تغير اسم نادي السيارت الملكي إلى "نادي السيارات المصري"، وفي عام 1956 انضم النادي إلى نادي الرحلات، وفي عام 1971 أصبح النادي تابعا لوزارة السياحة، والآن يسهم في نشر الوعي السياحي وتنظيم إقامة سباقات ومعارض السيارات.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTEg
جزيرة ام اند امز