ما بين الحلق والتهذيب.. ماذا قالت "الإفتاء المصرية" عن اللحية؟
يُعد إطلاق اللحية من بين القضايا التي يختلف حولها كثيرون في الشارع العربي، باعتبارها إما فرضًا أو سنّة.
وفي مناسبات سابقة، كشف عدد من علماء الأزهر الشريف حقيقة هذا الأمر، رجوعًا إلى الكتاب والسنة النبوية الشريفة.
كما ورد لدار الإفتاء المصرية عدة تساؤلات خاصة بتهذيب اللحية دون حلقها، وهو ما تحدثت عنه بالتفصيل عبر موقعها الإلكتروني.
إجابة "الإفتاء المصرية"
في الفتوى رقم (3155)، تحدثت دار الإفتاء عن اللحية، كاشفة حكم إطلاقها، وما إذا كانت فرضًا أو سنة، حتى أوضحت: "اللحية هي من الفروع الفقهية التي شهدت خلافًا بين الفقهاء".
نوهت "الإفتاء" بأنه لا إنكار في مسائل الخلاف، كما أنه "من ابتلي بشيء من الخلاف فليقلد من أجاز ولا إثم عليه في ذلك ولا حرج"، حتى خلصت إلى أن "حالق اللحية لا يُذم، ومُعفيها لا يُلام".
شرحت "الإفتاء" رأيها: "اللحية هي الشعر النابت على الخدين والذقن، ومن المقرر شرعًا أن عدم حلقها مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يهذبها ويأخذ من أطرافها وأعلاها بما يحسنها بحيث تكون متناسبة مع تقاسيم الوجه والهيئة العامة، بخلاف تنظيفها وغسلها بالماء وتخليلها وتمشيطها، حتى تابع الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما كان يفعله وما يختاره".
أشارت "الإفتاء" إلى أن عددا من الفقهاء جمعوا أحاديث نبوية اعتبروها توجب تهذيبها، مع أنها رغبت في الإبقاء عليها وتنظيفها، وبالتالي حرموا حلقها، واستدلوا بالحديث الشريف القائل: "عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ"، وقال بعض الرواة: "وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ".
بينما اختلف عنهم آخرون رأوا أن هذه الأحاديث الشريفة هيللإرشاد، بما يعني أن إعفاء اللحية سنة لا يعاقب تاركها ويثاب عليها فاعلها.
أما أغلب العلماء فذهبوا إلى أن اللحية هي من سنن العادات وليست من الأمور التعبدية، وما ورد فيها هو للإرشاد لا للوجوب أو الاستحباب.
واستند هذا الفريق إلى أن الأوامر الخاصة بالأكل والشرب والعادات والهيئة والجلوس والملبس وغيرها، تحمل على الندب لقرينة تعلقها بهذه الجهات.
وكانت دار الإفتاء المصرية نقلت عن كتاب الفتاوى للشيخ محمود شلتوت: "والحَقُّ أن أمر اللباس والهيئات الشخصية -ومنها حلق اللحية- من العادات التي ينبغي أن ينزل المرء فيها على استحسان البيئة، فمن درجت بيئته على استحسان شيء منها كان عليه أن يساير بيئته، وكان خروجه عما أَلِف الناس فيها شذوذاً عن البيئة".
aXA6IDE4LjExNi44OS44IA==
جزيرة ام اند امز