محمد رشوان.. بطل أولمبي هز العالم بأخلاقه

مؤتمر دبي للإبداع الرياضي شهد حضور البطل الأولمبي المصري محمد رشوان المتوج بفضية الجودو في أولمبياد لوس أنجلوس 1984.
شهد مؤتمر دبي للإبداع الرياضي حضور البطل الأولمبي المصري محمد رشوان المتوج بفضية الجودو في أولمبياد لوس أنجلوس 1984، وصاحب الإنجاز التاريخي على المستوى الأخلاقي.
وانطلق مؤتمر دبي للإبداع الرياضي يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري تحت شعار التسامح والسلام في الرياضة، بحضور عدد من الشخصيات البارزة عالمياً في الرياضة، ومن بين هؤلاء يحضر محمد رشوان.
رشوان خطف القلوب بواقعة لا ينساها التاريخ في أولمبياد لوس أنجلوس 1984 عندما خسر الميدالية الذهبية طواعية أمام منافسه الياباني ياسوهيرو يامشيتا.
المنافس الياباني أمام البطل المصري في المباراة النهائية تعرض لإصابة مؤذية للغاية، لكن محمد رشوان رفض ضربه في موضع إصابته وكان رحيماً به للدرجة التي جعلته يخسر بعد أن رفض توجيه أي ضربات قوية لمنافسه.
البطل المصري الأولمبي فضل الحصول على الميدالية الفضية بشرف، بدلاً من التقاط الميدالية الذهبية بكل سهولة بإجبار منافسه على الانسحاب أو أن يزيد من آلامه ويسبب له مضاعفات بضربه في موضع الإصابة.
وذاع صيت رشوان في الأوساط الرياضية العالمية بعد دورة لوس أنجلوس، وأصبح أحد أبرز الرياضيين وقتها، وصار مثلاً يحتذى به في الأخلاق.
ونال البطل العربي تكريماً من منظمة اليونسكو في يوم المباراة آنذاك، وحصل على ميدالية الروح الرياضية، كما حصل بعد ذلك على عدة جوائز عالمية، منها جائزة اللعب النظيف 1985 من المنظمة ذاتها، ثم جائزة أحسن أخلاق رياضي في العالم من اللجنة الأولمبية الدولية في فرنسا.
فضلا عن ذلك، حصل رشوان على أوسمة تكريم عدة في بلاده من رئاسة الجمهورية، لكن التكريم الأكثر اختلافاً كان في بلاد البطل الياباني الذي فاز بالذهبية بفضل خُلق رشوان الرفيع، حيث استقبل العملاق المصري في اليابان بحضور جماهيري كبير واحتفاء بالغ تقديراً لموقفه النبيل.
علاقة رشوان مع اليابان باتت كبيرة للغاية للدرجة التي جعلته يتزوج مواطنة يابانية بعد أن أشهرت إسلامها اقتناعاً بمعتقدات صاحب الخُلق الرفيع، لينجبا 3 أبناء.
وتوالت جوائز محمد رشوان وتكريمه عالميا حيث اختارته مجلة "ليكيب" الفرنسية كثاني أحسن رياضي في العالم من ناحية الخلق الرياضي، وفاز بجائزة بيير دي كوبرتان عام 1984.
وهكذا خلّد محمد رشوان اسمه في تاريخ الأولمبياد والرياضة، وبات المثل الذي تحتذي به كل الأجيال، حتى جاء دوره ليتحدث في مؤتمر دبي عن الإبداع الرياضي ويحكي قصته مجدداً للأجيال الجديدة.