علي عبدالخالق لـ"العين الإخبارية": السينما المصرية لم تنصف نصر أكتوبر
علي عبدالخالق يعد من أكثر المخرجين إنتاجا للأعمال الحربية، إذ قدم أفلاما مهمة على شاشة السينما، منها "أغنية على الممر" و"إعدام ميت"
أكد المخرج المصري الكبير علي عبدالخالق أن السينما في بلاده لم تنصف انتصار مصر على إسرائيل في حرب أكتوبر 1973، التي تمر ذكراها الـ46 الأحد، مشيرا إلى أن شركات الإنتاج السينمائي تتحمل المسؤولية عن هذا الأمر.
ويعد عبدالخالق من أكثر المخرجين إنتاجا للأعمال الحربية، إذ قدم أفلاما مهمة على شاشة السينما، منها "أغنية على الممر" و"إعدام ميت" و"بئر الخيانة" و"يوم الكرامة" و"رجال وسلاح".
في حواره لـ"العين الإخبارية" كشف عبدالخالق أنه لم يتم تصوير حرب أكتوبر، لأن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يتعمد السرية الكاملة لتطبيق خطة الخداع الاستراتيجي.. وإلى نص الحوار:
بداية هل أنصفت السينما المصرية حرب أكتوبر 1973؟
بصراحة شديدة لم تنصف السينما المصرية نصر أكتوبر حتى هذه اللحظة، وما زلنا نحتاج إلى أفلام تكشف عن تفاصيل الانتصار، وترصد بطولات الرجال الذين صنعوا العبور، وأمريكا مثلا لا تتوقف عن إنتاج أفلام عن الحربين الأولى والثانية، وتقدم الحكومة الدعم للسينمائيين لإيمانها الكامل بعظمة الأحداث التي عاشتها أمريكا، وأتمنى أن يحدث ذلك في مصر.
في رأيك من المسؤول عن هذا الأمر؟
شركات الإنتاج السينمائي تتحمل المسؤولية، وأتذكر أنه بعد النصر قرر الفنانون تقديم أعمال حول الحدث، وانهالت السيناريوهات على شركات الإنتاج، ولذا ظهرت أعمال مهمة مثل "أبناء الصمت"، "العمر لحظة"، و"الرصاصة لا تزال في جيبي"، وبعد ذلك حدث فتور غريب وغير مبرر.
ولكن البعض يرى أن التكلفة الإنتاجية المرتفعة لهذه الأعمال هي السبب الرئيسي فى غيابها؟
هذا الكلام منطقي، ولكن لا تنسى أن القوات المسلحة تدعم هذه النوعية من الأفلام وتقف بجانبها حتى تخرج للنور بشكل رائع، وهذا الأمر حدث معي في فيلم "أغنية على الممر"، الذي تم إنتاجه عام 1971، أي قبل نصر أكتوبر بعامين، وكانت الظروف صعبة ورغم ذلك وقفت الشؤون المعنوية بجانبي ودعمتني ماديا وبالمعدات، ومؤخرا ساندت القوات المسلحة صناع فيلم "الممر" للمخرج شريف عرفة وبطولة أحمد عز، واستطاع الفيلم أن يحقق نجاحا كبيرا على مستوى شباك التذاكر والنقد الفني.
البعض يرى أن فيلم "أغنية على الممر" نقطة تحول في السينما المصرية.. ما تعليقك؟
فخور بهذا الفيلم، لأن كل الأفلام الحربية التي قدمتها السينما المصرية خرجت من رحم هذه التجربة، وعندما ذهبت بالمشروع لمؤسسة السينما فوجئت بالاعتراض، وأبلغني المسؤولون أن هذه النوعية من الأفلام لا تقدمها السينما المصرية لعدم وجود الإمكانيات والأدوات، لكن أقنعتهم بالفكرة وقمت بتنفيذ الفيلم وبلغت ميزانية إنتاجه 19 ألف جنيه.
بصفتك أكثر مخرج قدم أفلاما وطنية.. هل تم تصوير حرب أكتوبر الحقيقية؟
بكل أسف لم يتم تصوير حرب أكتوبر، لأن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يتعمد السرية الكاملة لتطبيق خطة الخداع الاستراتيجي لذا رفض تصويرها.
ولكن بماذا تفسر وجود مشاهد عن العبور في عدد من الأفلام المصرية؟
بعد الانتصار تحمس المنتجون لتقديم أفلام حول الحدث، وأمر الرئيس محمد أنور السادات بإعادة بعض الأحداث لتسجلها كاميرا السينما، وهذا الأمر مكلف جدا، وظهرت هذه المشاهد في عدد من الأفلام مثل "أبناء الصمت"، و"الرصاصة لا تزال في جيبي".
ما رأيك في فيلم "الممر"؟
فيلم رائع على مستوى التصوير والتكنيك وأداء الممثلين، ويحب توجيه الشكر لكل عناصر العمل والاعتراف بالدور العظيم للقوات المسلحة التي دعمت وساندت الفيلم.
لماذا تأجل مشروع فيلم "وبدأت الضربة الجوية"؟
هذا الفيلم يرصد الأحداث قبل الحرب وينتهي مع بداية الضربة الجوية، وتوقف بسبب ظروف إنتاجية، لكنه حلم أتمنى أن يتحول لواقع ملموس.
aXA6IDE4LjE5MC4xNjAuNiA= جزيرة ام اند امز