في عقدها الخامس.. مصرية تتحدى الزمن بتحويل القماش إلى عرائس
المصرية ماجدة المعداوي تواجه عدة صعوبات، منها عدم توافر الخامات بالسوق المحلية، حيث تضطر إلى جلب أغلبها من الخارج
بعدما أفنت عمرا طويلا بالعمل في القطاع الخاص، قررت أن تتوقف باحثة عن شغفها الحقيقي وتسير وراءه لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها.. إنها السيدة المصرية ماجدة المعداوي التي ساقها شفعها الفني إلى أن تبحث عما يميزها، الذي وجدته مؤخرا في صناعة العرائس بالقماش، بعد عدة تجارب مختلفة في مجال الهاند ميد.
تخرجت المعداوي، 58 عاما، في كلية الفنون الجميلة عام 1985 قسم الديكور، حيث عملت به لمدة سنتين، ثم قررت السفر إلى إحدى الدول العربية مشرفة على النشاط الفني بإحدى المدارس، والتي تعرفت بها على العديد من الفنون.
وعن بداية التحول في حياة المعداوي تقول لـ"العين الإخبارية": "بعد 8 سنوات عمل بالخارج عدت إلى مصر، وشعرت بأنني أحتاج إلى أن أقوم بمشروع خاص، فبدأت بصنع الورد من خامة الفازلين، أثناء فترة عملي في مجال التدريس ما بين القاهرة والإسكندرية، وفي عمر الـ 52 قررت التوقف عن العمل، لأستكمل البحث عما يعبر عن شغفي".
وأضافت: "كنت أشعر بامتلاكي مواهب كثيرة ولكن لا أجيد كيفية استغلالها ولا أعلم المجال الذي أتميز فيه، فعدت مرة أخرى إلى رسم لوحات وبيعها أون لاين، ثم انتقلت لتنفيذ عدد من الحقائب الجلدية والمزودة بالرسم، حتى وصلت إلى عرائس الإيجرومي ولكنني لم أفضل شغل الإبرة".
وعلى أحد المواقع الإلكترونية وجدت "المعداوي" حلمها الذي تبحث عنه، وهو صنع العرائس من خامة القماش، والتي تجمع به بين كل مهاراتها وخبراتها، وتشبع شغف الابتكار لديها، فقررت أن تبدأ تعلمه من على موقع يوتيوب.
ووجدت المعداوي الدعم من شقيقتها والتي مثلت لها أكبر حافز، فقالت: "شقيقتي كانت أول عميل يطلب عددا من العرائس وأنا في طور التعلم، وبالفعل نجحت في تنفيذ شخصية بكار ومريدا، والتي كانت التحدي الأكبر نظرا لشعرها الملون والكيرلي، فذلك النموذج لم تكن له خامات تباع، فبدأت البحث مجددا عن كيفية صنع الشعر".
وبدأت المعداوي أعمالها بتنفيذ 5 عرائس، وطرحتها على صفحاتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي حملت اسم "نانا دولز"، وهو اسم المعداوي في العائلة.
وعن بداية عمل عرائس تشبه أصحابها، قالت: "والدة طالبة متخرجة قررت أن تهديها عروسة تشبهها فشاركتني الفكرة، وبدأنا التجربة، وبالفعل نجحت أيضا في تنفيذ ذلك النموذج، ثم جاءت طلبات أخرى".
وتستغرق "المعداوي" في تنفيذ العروسة الواحدة من أسبوع إلى شهر، وتقول: "العروسة ليست ملامح فقط، ولا بد أن تنعكس شخصية صاحبتها عليها، فإن صعب الأمر علي في تنفيذ إحداها فمن الممكن أن أعتذر عنها".
وبعد مرور 4 سنوات في مشروعها قررت المعداوي أن تنتقل إلى مجال التدريب، وتقول: "نشر الفن هو هدفي حاليا، لأنه يجمع كل المهارات اليدوية من تصفيف للشعر والخياطة والتطريز والميكب غير الرسم وصنع الأحذية والحقائب والإكسسوارات".
وعن الخامات التي تستخدمها توضح: "قماش كتان أو روزالين أو نوع قماش قطن يقبل الرسم عليه، وفايبر للحشو، وشعر صناعي أو خيوط، وألوان أكرليك أو باستيل أو أكارويل وألوان الخشب والمياه، والشمع".
وتواجه المعداوي عدة صعوبات، منها عدم توافر الخامات بالسوق المحلية، حيث تضطر إلى جلب أغلبها من الخارج، وتضيف: "الوضع الاقتصادي يجعلنا نحتاج لثروة لنبدأ مشروع هاند ميد، إلى جانب عدم توفر المنتج والذي ينعكس على ارتفاع ثمنه في النهاية".
وتتابع: "طموحي من ذلك المشروع معنوي أكثر منه مادي، فلا أريد سوى تقديم الفرحة على الكبير قبل الصغير، ولم أندم أفي أنني بدأت ذلك المشروع في عمر متأخر ولكنه يكفيني معنويا".
وتختم ماجدة كلماتها قائلة: "لا يوجد عمر للاهتمام بالشغف، فهناك الكثير لديهم المواهب ولكن المحاولة هي خير دليل، والأهم أن تعلم كيف تتميز".