مصري ينحت تمثالا لمحمد علي باشا.. ويكشف كواليس تنفيذه (خاص)
بمزيج من الحب والمهارة تبدع يداه أجمل المنحوتات، فعلى مدار السنوات الماضية، سار بخطى ثابتة حتى تطور أداؤه بشكل لا مثيل له.
ما سبق، هو ملخص موجز لمسيرة النحات المصري مينا إسحق، الذي أدهش رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا بأحدث أعماله، وهذا بعدما كشف الستار عن تمثال والي مصر في الفترة بين عامي 1805 - 1848 محمد علي باشا.
ففي الآونة الأخيرة نال التمثال المتداول صوره، والمعروض حاليًا داخل المتحف الحربي القومي بالعاصمة القاهرة، إشادة واسعة، بعدما ثمن مستخدمو مواقع التواصل إتقان التنفيذ وتناسقه، بشكل حصر التعليقات وردود الفعل داخل دائرة المدح.
الوصول إلى هذه المرحلة من المهارة والإتقان، جاء بعد جهد مضن وشاق بذله "مينا"، وهذا عقب تكليفه من جانب مدير المتحف الحربي القومي بقلعة صلاح الدين الأيوبي في القاهرة، بتنفيذ تمثال والي مصر وفق ما كشفه لـ"العين الأخبارية".
فور تلقي التكليف، شرع "مينا" في جمع المعلومات المتاحة بشأن محمد علي باشا، كما اطلع على المنحوتات الموجودة داخل المتحف، بحيث يظهر التمثال بشكل يليق بهيبة المكان.
يضيف "مينا"، لـ"العين الإخبارية"، أن التماثيل التي يتضمنها المتحف الحربي حفزته لبذل أقصى جهد لديه في هذا العمل: "المتحف يضم أعمال أكبر الفنانين على مستوى العالم، مثل الفنان الفرنسي جاكمار الذي له تأثير كبير في ميادين مصر، بشكل حفزني لبذل أقصى ما لدي حتى يظهر تمثال محمد علي باشا بصورته النهائية".
عقب تجميع المعلومات واستحضار الدوافع المحفزة لبذل الجهد الأقصى، بدأ "مينا"، في عمله، فبات ينحت التمثال باستخدام الطين، في عمل دام لـ16 ساعةً على مدار 12 يومًا متتاليًا.
الساعات الطويلة والجهد الكبير المبذول، جنى "مينا" ثماره عقب فروغه من عمله، فأبدى مدير المتحف الحربي إعجابه بالتمثال في صورته النهائية بحسب إشارة الشاب المصري، حتى صدر قرار بوضعه وسط بقية المنحوتات.
على الصعيد الجماهيري، نوه "مينا" بأنه لم يتوقع أن تكون ردود الفعل على هذه الدرجة، فخلال عمله على تنفيذ التمثال لم يتخيل أن يكون التفاعل بهذا الشكل وفق قوله.
من هو مينا إسحق؟
هو نحات مصري وُلد في محافظة المنيا بصعيد مصر جنوب القاهرة. تخرج في كلية الفنون الجميلة متخصصًا في قسم النحت.
تعلق "مينا" بالفن بدأ قبل وصوله إلى المرحلة الجامعية، بالتحديد في عُمر 12 عامًا، حينما وجد نفسه مفتونًا بالرسم، وهو ما شجعه عليه أهله ومعلميه في المدرسة: "هذا كان حافزًا لي".
بالتحاقه بكلية الفنون الجميلة، استهوى "مينا" النحت بشكل جنوني، إذ وظّف أغلب وقته لخدمة هذا اللون الفني، حتى نفّذ عددًا من الأعمال البديعة في ميدان الشهداء بمحافظة الإسماعيلية، وآخر داخل محافظة أسوان جنوب مصر، وثالث داخل جامعة الفيوم.
يحلم "مينا" بتنفيذ عدد من أعماله داخل أشهر ميادين محافظته المنيا، فخلال هذه الفترة ينتظر فرصة يستطيع من خلالها تنفيذ رؤيته وأفكاره، بصفته متخخص في مجال النحت.