مبتكرة مصرية تواجه خطر الألعاب الإلكترونية بالكتاب التفاعلي
منهج مونتيسوري التعليمي هو منهج فعال وداعم لطبيعة الطفل باستخدام نظام بسيط من التعليم والابتعاد عن التلقين والحفظ.
لم تقف المصرية منى كمال أحمد مكتوفة الأيدي أمام اجتياح التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية وسائل ترفيه الأطفال، لكنها بحثت عن طريقة جديدة ومبتكرة لتغيير حياة طفلها حفاظا عليه من تأثيرات الألعاب الإلكترونية السلبية ومخاطرها.
تخرجت في كلية تجارة جامعة القاهرة عام 2007، وتزوجت وأنجبت طفلها الأول، وخلال تربيتها له وجدت أنه يعتمد على الألعاب الإلكترونية واستخدام الهاتف المحمول والتابلت، الأمر الذي قد يؤثر على صحته النفسية والجسدية.
وقال الدكتور أمير سليمان، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة في مصر، لـ"العين الإخبارية"، إنَّ ممارسة الألعاب الإلكترونية بانتظام قد تؤدي إلى الإصابة بالتوحّد والمشكلات النفسية للأطفال.
وأضاف سليمان أنّ ممارسة الألعاب الإلكترونية تعدّ نشاطاً انعزالياً يقلل كثيراً من مهارات التواصل الاجتماعي لدى الأطفال، متابعاً: "للأسف تلجأ كثير من الأمهات إلى إلهاء أطفالهن بالألعاب الإلكترونية، غير مدركات خطورة الأمر الذي يتحوّل إلى إدمان، تظهر تأثيراته السلبية على صحة الأطفال النفسية والجسدية".
وتقول منى، 31 عاما، إنها توصلت لفكرة الكتاب التفاعلي عن طريق الصدفة على الشبكة العنكبوتية "الإنترنت"، وقررت أن تخوض التجربة مع ابنها لإعجابها الشديد بفكرة الأنشطة التفاعلية وبمنهج المونتيسوري العالمي.
التعليم حسب منهج مونتيسوري يجب أن يكون فعالا وداعما لطبيعة الطفل باستخدام نظام بسيط من التعليم والابتعاد عن تراكم المعلومات والتلقين والحفظ، لأن الطفل يجب أن يتعرف على العالم من حوله من خلال حواسه، وهو منهج يؤكد ضرورة أن تهتم العملية التربوية بتنمية شخصية الطفل بصورة تكاملية في النواحي النفسية والعقلية والجسدية الحركية، لمساعدته على تطوير قدراته الإبداعية والقدرة على حل المشكلات وتنمية التفكير النقدي وقدرات إدارة الوقت وغير ذلك من الأمور.
وتستخدم منى خامات آمنة جدا على الأطفال، حسب قولها، فهي لا تتلف وتدوم طويلا، حيث تقوم بتصنيع الكوايت بوك من قماش الجوخ، وشرائط الستان، والفوم.
واحترفت منى صناعة الكتب التفاعلية بخامات بسيطة، قائلة إن الهدف من الكتاب التفاعلي أو الأنشطة التفاعلية هو تنمية مهارات الطفل سواء الحسية أو البصرية أو العضلية من خلال بعض الأنشطة التعليمية أو الترفيهية والتي تساعد بدورها على تنمية ذكاء الطفل وزيادة اعتماده على نفسه خصوصا في مراحل التعليم.
ووجدت منى إقبالا كبيرا على الكتاب التفاعلي، الأمر الذي دفعها للتميز في صناعة التصميمات المختلفة للكتاب التفاعلي بأشكال كرتونية، وكان هدفها جذب انتباه الطفل أكثر للكتاب حتى تستطيع الأم أن تعلمه ما تريد من خلاله وتنمية مهاراته ومداركه.
وقررت منى إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لتسويق منتجها للأمهات والحضانات ومراكز التخاطب، ويتم من خلالها اختيار الأنشطة التفاعلية للكوايت بوك على حسب سن الطفل، أما إذا كان الطفل من ذوي الإعاقة فيتم اختيار الأنشطة على حسب العمر العقلي للطفل.