دبلوماسي مصري بارز: حان الوقت لعودة سوريا للجامعة العربية
"آن أوان عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية".. هذا ما أكده وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد العرابي.
حديث السفير محمد العرابي لـ"العين الإخبارية" جاء في ظل "زخم عربي" تقوده دولتا الإمارات ومصر لعودة دمشق للصف العربي ولمقعدها الشاغر بالجامعة العربية منذ 10 أعوام.
وتبذل دولة الإمارات جهوداً كثيفة لحل الأزمة السياسية السورية، ففي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، في 20 أكتوبر، اتصالاً هاتفياً من الرئيس السوري بشار الأسد لبحث سبل تطوير العلاقات والتعاون بين البلدين.
وتناول الاتصال، وفقا لوكالة الإمارات للأنباء، تطورات الأوضاع في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى مجمل القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.
واليوم الثلاثاء، وصل الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، اليوم الثلاثاء، إلى مطار دمشق في زيارة لسوريا هي الأولى لمسؤول إماراتي بهذا المستوى منذ أكثر من 10 أعوام. .
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، عقب لقاء الرئيس السوري بشار الأسد، حرص الإمارات على أمن واستقرار ووحدة سوريا.
وشدد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، على دعم الإمارات لكل الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة السورية وترسيخ دعائم الاستقرار بسوريا وتلبية تطلعات الشعب السوري الشقيق في التنمية والتطور والرخاء.
من جانبه، أكد الأسد، أهمية العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط بين البلدين الشقيقين، مشيدا بالمواقف الموضوعية التي تتخذها دولة الإمارات.
وجرى خلال اللقاء،بحث العلاقات الثنائية بين الإمارات وسوريا وأهمية هذه الزيارة في تعزيزها وتنمية التعاون المشترك في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
واستعرض الجانبان خلال اللقاء تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وسوريا، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفي مارس/آذار الماضي، دعا وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى ضرورة عودة سوريا لشغل مقعدها بجامعة الدول العربية.
وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن البلدان التوصل إلى اتفاق على خطط مستقبلية لتعزيز التعاون الاقتصادي واستكشاف قطاعات جديدة خلال المرحلة المقبلة.
كما أعادت الإمارات فتح سفارتها في العاصمة، دمشق، في ديسمبر/كانون الأول 2018، بعد سبع سنوات على إغلاقها عام 2011 على خلفية الاحتجاجات في سوريا.
وتشارك مصر، الإمارات موقفها بشأن سوريا، حيث قال سامح شكري وزير الخارجية، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي في العاصمة الروسية موسكو مطلع أكتوبر الماضي، إنه بحث مع نظيره الروسي سيرجي، إن بلاده حريصة على خروج سوريا من أزمتها.
وأكد شكري أن سوريا جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، والعلاقات السورية المصرية ذات أهمية وكانت تعد من ركائز التعاون والحفاظ على الأمن القومي العربي.
في غضون ذلك، أعلن الديوان الملكي الأردني أنه في 2 أكتوبر/تشرين الأول، تلقى الملك عبد الله الثاني مكالمة هاتفية من الأسد لأول مرة منذ اندلاع الحرب السورية في عام 2011.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الملك أكد خلال الاتصال "دعم الأردن لجهود الحفاظ على سيادة سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها وشعبها".
كما أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أن بلاده تدعم طرح عودة سورية للجامعة العربية، موضحا أن هذا الملف يمثل موضوعا أساسيا في تحضير القمة العربية المقبلة المقررة في الجزائر.
وقال لعمامرة، في تصريحات صحفية سابقة :"سوريا موضوع أساسي في تحضير القمة العربية القادمة، وجلوسها على مقعدها في الجامعة العربية سيكون خطوة متقدمة في جمع لم الشمل وتجاوز الصعوبات الداخلية. هناك من يعتقد أن عودة سورية للجامعة العربية أمر إيجابي والجزائر مع هذا الرأي، وهناك من يرى أن هذه العودة ستزيد من الانقسام وحدة الخلافات".
وضمن المساعي العربية لعودة سوريا للحضن العربي، تأكيد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أن بغداد مستمرة بالعمل من أجل إعادة دمشق إلى مقعدها في الجامعة العربية .
وذكر بيان لوزارة الخارجية العراقية في وقت سابق، أن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين التقى، التقى نظيره السوري، فيصل المقداد، على هامش أعمال الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وكان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، قد أكد أن الجزائر والعراق والأردن لديها رغبة في عودة سوريا لشغل مقعدها بالجامعة.
وأضاف أبوالغيط، في مقابلة مع قناة "صدى البلد" المصرية، نهاية الشهر الماضي، أن "بعض الدول العربية باتت تنفتح بشكل هادئ على سوريا".
قبل أن يستدرك: "لكن لم أرصد أنا شخصيا كأمين عام أي طلب رسمي أو غير رسمي بشأن بدء إجراءات العودة لشغل المقعد".
وعن القمة العربية المقبلة، قال أبوالغيط: "الجزائر متصدرة للعودة السورية، والعراق يتحدث عن العودة السورية والأردن لديهم رغبة في عودة سوريا وبدء اتصالات وعودة سفراء، وهذا كله يمثل بداية زخم".
وسط هذا الزخم العربي، رجح السفير محمد العرابي وزير الخارجية المصري الأسبق عودة لسوريا لمقعدها بالجامعة العربية، دون أن يغفل بعض الاعتراضات من دول غربية على القرار لكنها لن تؤثر في القرار العربي.
وقدر العرابي في حديث لـ"العين الإخبارية" اتخاذ القمة العربية المقبلة في الجزائر قرارا بعودة سوربا للجامعة العربية، قائلا : "آن الأوان لعودة سوريا لمقعدها، وللصف العربي".
وأكد وزير الخارجية المصري الأسبق أن "المصلحة العربية في عودة سوريا للحضن العربية، حفاظا على عروبتها وحتى لا نتركها لقوى إقليمية تسعى للسيطرة على المشهد".
وأردف العرابي، قائلا: "المنطقة تتنازعها قوى إقليمية، ومن الضروري الحفاظ على الهوية العربية لسوريا ضد أطماع قوى إقليمية تسعى لعزلتها عن محيطها العربي".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2011، قررت الجامعة العربية تجميد مقعد سوريا، لحين الالتزام الكامل من قبل الحكومة السورية بتعهداتها ضمن "المبادرة العربية" التي طُرحت آنذاك لحل الأزمة والاضطرابات الداخلية، إلا أن المرحلة الحالية في سوريا على المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية تجاوزت الظروف الأخيرة في العام 2011، ما دفع العديد من الدول إلى تبني عودة سوريا إلى الجامعة.