السفير جمال بيومي: القمة المصرية الأوروبية تفتح آفاقًا اقتصادية جديدة

أكد السفير المصري جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن المؤتمر المرتقب بين دول الاتحاد الأوروبي ومصر، والمقرر عقده اليوم، يمثل دليلاً على التقدم الفعلي والمستمر في العلاقات بين الجانبين.
وأشار السفير جمال بيومي إلى أن هذا التقدم نابع من "اتفاقية المشاركة الأوروبية المصرية" التي دخلت حيز التنفيذ منذ عام 2004، والتي أحدثت "نقلة موضوعية كبيرة جدًا" في مستوى العلاقات.
ووفقًا لبيومي، تضاعفت صادرات مصر أربع مرات منذ ذلك التوقيت، كما تضاعفت صادرات الاتحاد الأوروبي مرتين. ويُعد الاتحاد الأوروبي حاليًا أكبر شريك تجاري لمصر، وأبرز الداعمين للاقتصاد المصري.
وشدد السفير المصري في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" على أن معظم المساعدات الأوروبية تُقدم في شكل منح وليست قروضًا، بل إن القروض التي تُمنح لمصر يتم تحويلها لاحقًا إلى منح.
نقلة استراتيجية.. القمة الأوروبية المصرية تعكس آليات حوكمة راسخة
تُمثل القمة المرتقبة بين مصر والاتحاد الأوروبي "نقلة استراتيجية كبيرة"، حيث قرر الجانبان لأول مرة رفع مستوى "اللجنة العليا" لتكون على مستوى رؤساء الدول.
وأوضح السفير بيومي أن العلاقة الثنائية تدار بآليات راسخة من الداخل؛ أبرزها "لجنة العلاقات السياسية"، التي كانت تُعقد سابقًا برئاسة وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الـ27 ونظيرهم المصري.
تجتمع هذه اللجنة سنويًا لمناقشة كل ما يتعلق بالعلاقات والقضايا المشتركة، من المسائل السياسية والأمنية إلى مشكلات العالم، بما في ذلك ملفات الطاقة والبيئة ومشكلة غزة وفلسطين.
إضافة إلى اللجنة العليا، توجد ست لجان متخصصة أخرى تُعنى بالعلاقات التجارية والثقافية، والحوار بين الحضارات، ومجال الطاقة والبيئة.
وتوقع السفير أن مناقشات القمة على مستوى القادة ستركز على "مسائل أعلى وأهم وتطبيقات أكثر" لضمان زيادة الإنتاجية في العلاقة.
آفاق الاستثمار والتكنولوجيا بين الاتحاد الأوروبي ومصر
في سياق الاستثمار والتكنولوجيا، أوضح السفير بيومي أن التكنولوجيا ليست سلعة تُشترى، بل هي "ممارسة"، وأن استقطابها يتم عبر الحرص على أن تكون الاستثمارات الأجنبية المباشرة الموجهة لمصر في "صناعات متقدمة جدًا تكنولوجيًا".
وأشار إلى أن توسيع العلاقات سيؤدي تلقائيًا إلى دمج التكنولوجيا دون الحاجة لاتفاق منفصل في هذا الشأن. وذكر بيومي أن الأوروبيين من كبار المستثمرين في مصر، إلى جانب استثمارات دول مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
ولكي تزيد مصر من جاذبيتها الاستثمارية، أكد السفير على ضرورة أن تعمل الحكومة على تسهيل أمور المستثمر وعدم تعطيل أمواله، بالإضافة إلى تطوير النظام المصرفي والحد من البيروقراطية والإجراءات المُعطّلة.
نجاح دبلوماسي.. دعم أوروبي متزايد لإعادة إعمار غزة
أبرز السفير بيومي نجاح الدبلوماسية المصرية في الفترة الأخيرة في حشد الدعم الأوروبي للقضية الفلسطينية. وأشار إلى أن هذا الدعم قد تجسد في اتجاه بعض الدول للاعتراف بـ"دولة فلسطينية"، أو في تمويل "إعادة إعمار غزة". كما أفاد بأن عددًا كبيرًا من الدول الأوروبية أعلنت عزمها المساهمة في عمليات إعادة إعمار قطاع غزة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg
جزيرة ام اند امز