المصرية فرح الديباني لـ"العين الإخبارية: "لم أصدق نفسي عندما قبل ماكرون يدي.. رجل بمعنى الكلمة" (خاص)
وسط احتفالات أنصار إيمانويل ماكرون، ابتهاجًا بفوزه بولاية رئاسية جديدة، وفي ظل الاهتمام العالمي بنتائج الانتخابات الفرنسية، نجحت الشابة المصرية فرح الديباني في خطف الأنظار، التي كانت منصبة على أحدث مستجدات الوضع السياسي الفرنسي.
وأمام برج إيفل الشهير، صعدت السوبرانو فرح الديباني على المسرح لغناء النشيد الوطني الفرنسي، في حدث فريد ومشهود، انتهى بتقبيل الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون ليدها في لقطة، وقف عندها كثيرون.
هذه اللحظات، التي استغرقت ما يزيد عن دقيقتين خلال الاحتفالية، امتد صداها حتى كتابة هذه السطور، فبات العالم منشغلًا بالشابة العربية المصرية التي غنت نشيد فرنسا الوطني، ومبهورًا بتعامل الرئيس إيمانويل ماكرون معها على مرأى ومسمع وسائل الإعلام الدولية، في أمر لا تزال فرح الديباني "لا تصدقه" على حد تعبيرها، إذ تقول لـ"العين الإخبارية": "كنت مكسوفة.. الموضوع أثر فيّا جدًا".
علاقة بدأت من يوليو
قبل وصولنا إلى هذه اللحظات، عادت السوبرانو المصرية فرح الديباني بذاكرتها إلى يوليو/ تموز الماضي، حينها رشحها وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانج، للمشاركة في حفل افتتاح منتدى هيئة الأمم المتحدة من أجل المساواة بين المرأة والرجل، بمعهد العالم العربي في باريس.
وشهد هذا الحفل حضورا على المستوى الرفيع، منهم أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وفي المقدمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ومن ثم، كشفت "فرح" لـ"العين الإخبارية" أن علاقتها بالرئيس الفرنسي بدأت من هذه اللحظات، فحينها حرص وزير الثقافة على تعريف ماكرون بالشابة المصرية: "اتعرفنا على بعض واتكلمنا".
كواليس المشاركة في احتفالية فوز ماكرون بالانتخابات
يبدو أن الفعالية السابقة ظلت محفورة في ذاكرة الرئيس الفائز بفترة رئاسية جديدة، فأوضحت "فرح" أنه قبل يوم من إعلان نتائج الاقتراع، تواصل معها فريق إيمانويل ماكرون، المسؤول عن تنظيم احتفالية فوزه، واستفسروا منها عن إمكانية غنائها للنشيد الوطني الفرنسي، وهذا في حال انتصار مرشحهم فقط: "كل حاجة كانت هتبوظ لو مكنش كسب".
وعلى الفور، وافقت "فرح" على العرض، وفي اليوم التالي، شرعت في إجراء البروفات، قبل أن تنتظر حتى المساء رفقة أنصار ماكرون، لمعرفة ما ستسفر عنه نتيجة الانتخابات، والتي رجحت كفتها في النهاية لصالح مرشحهم.
الرئيس يشكر "فرح" ويقبّل يدها
خلال الفعالية، فوجئت "فرح" بمبادرة ماكرون بتقبيل يدها، فتحكي عن شعورها خلال هذه اللحظات لـ"العين الإخبارية: قائلة: "مكنتش مصدقة نفسي.. إيه التواضع والشياكة والأدب والذوق اللي في الراجل ده.. رجل بمعنى الكلمة لأنه يحترم الشخص الذي أمامه.. حسيت بتقدير منه شخصيًا لفني".
وعقب تقبيل يدها، وجه ماكرون شكره إلى "فرح"، فقال لها حسب ما روته لـ "العين الإخبارية": "قال لي ميرسي.. بشكرك جدًا من كل قلبي على إنك وافقتي ووافقتي إنك تيجي تغني النهاردة النشيد الوطني. قلت له أنا بشكر حضرتك وبقول لك مبروك، وده شرف ليا ولينا كلنا".
ردود الفعل لم تتوقعها
بعد تتابع هذه الأحداث أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، لم تتوقع "فرح" التفاعل الواسع التي حظيت به من قِبَل العالم العربي، معتبرة أن ردود الفعل "كانت مبهرة" بالنسبة لها، مضيفةً: "أنا مثال ورمز للبنت العربية المصرية التي تُقدر من الغرب".
في المقابل، أشادت "فرح" بفكرة الاستعانة بشخصية غير فرنسية لغناء النشيد الوطني، في أمر اعتبرته يعكس مدى تقدير الفرنسيين للعالم العربي وللفن بشكل عام.
من هي فرح الديباني؟
هي سوبرانو مصرية، نشأت منذ صغرها على حب الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية، وتعلمت عزف البيانو ورقص الباليه في معهد الكونسرفتوار.
وبمرور السنوات، قضت "فرح" 7 سنوات داخل العاصمة الألمانية برلين لدراسة الغناء الأوبرالي، في جهود تكللت بحصولها على درجة الماجستير في الغناء.
بعدها، انتقلت إلى فرنسا للانضمام إلى فرقة أوبرا باريس، بعد عدد من الاختبارات التي خاضتها، لتصبح أول مصرية وعربية تقف على خشبة مسرح الأوبرا هناك، مقدمة أشهر العروض الألمانية والإنجليزية والفرنسية، إضافةً إلى مشاركتها في مختلف الفعاليات بعدد من دول العالم.
هذه الجهود، أهلت "فرح" إلى الحصول على لقب أفضل مغنية شابة بأوبرا باريس لعام 2019، في خطوة مثّلت لها نقلة كبيرة فيما بعد.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMTE0IA==
جزيرة ام اند امز