مصر واليونان توجهان ضربة قوية لأردوغان في ساحة "المتوسط"
مصر واليونان تقتربان من التوصل لاتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية بينهما بالبحر المتوسط، وهو الأمر الذي من شأنه أن يوقف أطماع أردوغان
تقترب مصر واليونان من التوصل لاتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية بينهما بالبحر المتوسط، وهو الأمر الذي من شأنه أن يوقف أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ثروات البحر المتوسط من الغاز.
وبحسب مصادر يونانية رفيعة المستوى فإن اتفاق المنطقة الحرة بين القاهرة وأثينا في البحر المتوسط يكتسب أهمية خاصة لدول شرق المتوسط، لصد الأطماع الإقليمية في الثروات البحرية في تلك المنطقة الحيوية.
- مرتزقة ودعم سخي.. "البنتاجون" يكشف الدور التركي في ليبيا
- تركيا تبدد 1.7 مليار دولار من النقد الأجنبي في أسبوع
وتمكنت القاهرة من خلال اتفاق ترسيم الحدود بين مصر وقبرص في اكتشاف حقل ظهر ( أضخم حقل غاز بالبحر المتوسط)، ومن المتوقع أن يساعد الاتفاق المصري اليوناني على التنقيب عن النفط والغاز في المناطق الاقتصادية لكل دولة.
6 اتفاقيات
ومنتصف شهر يونيو/ حزيران الماضي، أقر مجلس الوزراء المصري 12 اتفاقية للبحث والتنقيب عن الغاز والبترول.
وتأتي الاتفاقيات الجديدة مع عدد من كبريات الشركات العالمية وهى مبادلة الإماراتية، وشيفرون الأمريكية، وإديسون الإيطالية، وبي بي الإنجليزية، وتوتال الفرنسية، وشل الهولندية، ونوبل الأمريكية، وكوفبيك الكويتية.
ومن بين الاتفاقيات الـ12 الجديدة، هناك 8 اتفاقيات للشركة القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس"، التابعة لوزارة البترول المصرية، 2 منها بشرق البحر المتوسط و6 بمنطقة غرب المتوسط، وهى المنطقة القريبة من الحدود اليونانية.
وكانت وزارة البترول المصرية انتهت خلال العام الماضي، من المرحلة الثانية لمشروع المسح السيزمي لمنطقة غرب البحر المتوسط، التى بدأتها منذ يونيو/حزيران 2015 من خلال شركة تى.جى.إس النرويجية لتنفيذ أكبر مشروع للبحث السيزمى في البحر المتوسط.
تاريخ المباحثات
في 18 يونيو/حزيران الماضي، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في بيان، إن مصر واليونان تتجهان إلى الشروع فى ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وأكد أنه ناقش مع نظيره اليوناني نيكوس دندياس مجموعة من القضايا من بينها ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
فيما أعرب دندياس عن تقدير بلاده لروابطها القوية مع مصر التي تمثل نموذجا للتعاون البناء بين دول البحر الأبيض المتوسط، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص. وكذلك منتدى غاز شرق المتوسط (EMGF)، مشيرا إلى أن أثينا تشارك القاهرة رؤيتها للمنطقة.
وفي تصريح إذاعي، قال وزير الخارجية اليوناني إنه بعد توقيع اتفاقية تعيين المناطق الاقتصادية الخالصة الموقعة بين اليونان وإيطاليا، فإن الزيارة لمصر ستكون للحصول على نتيجة مماثلة.
وبدأت مصر واليونان محادثات ترسيم الحدود البحرية قبل 3 سنوات، عندما التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي برئيس الوزراء اليوناني آنذاك، الكسيس تسيبراس، حيث اتفق الطرفان على التعاون لاستغلال الثروات المحتملة في المياه الوطنية لكل منهما.
خطوة مهمة
وفي إطار تحركات دول البحر المتوسط، فإن اليونان وإيطاليا اتخذتا خطوة شديدة الأهمية لحماية موارد المنطقة النفطية والغاز، ما قطع الطريق أيضا على أردوغان.
ووقّع وزيرا خارجية اليونان وإيطاليا مطلع شهر يونيو/حزيران الماضي، في أثينا اتفاقا لترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر الأيوني الذي يفصل البلدين المجاورين.
وقال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس بعد توقيع الاتفاق الثنائي الذي يتناول حقوق الصيد البحري المشتركة: "اليوم، يوم تاريخي"، في حين اعتبر نظيره الإيطالي لويجي دي مايو: "أنها نتيجة مهمّة" مضيفا: "لسنا فقط جارين، نحن متمسكان بمنطقتنا المشتركة، البحر المتوسط".
وأشار ديندياس إلى أن "الاتفاق الجديد يؤكد اتفاقاً سابقاً موقعاً عام 1977 مع روما يضمن حق الجزر في أن تكون لديها مناطق بحرية".
وهذه النقطة مهمة بالنسبة لأثينا التي تواجه توتراً شديداً مع تركيا المجاورة الطامعة في حقول النفط في المنطقة وخصوصاً حق قبرص في القيام بأي عملية استكشاف للموارد النفطية في المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية.
وتُحاول أثينا حشد الدعم الدولي لمواجهة أطماع أنقرة في المنطقة، خاصة بعد إعلانها عن خارطة تحركاتها التي تستهدف القيام بأنشطة تنقيب عن الغاز في شرق المتوسط.
وسوف يكون لهذه الاتفاقيات بين اليونان من جانب، وإيطاليا ومصر من جانب آخر، أهمية كبرى في استثمار ثروات المناطق الغنية بالنفط والغاز.
غاز البحر المتوسط
تقدر دراسة صادرة عن هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية في 2010 أن حجم احتياطي الغاز في حوض شرق البحر المتوسط يبلغ نحو 345 تريليون قدم مكعب من الغاز، ويحتوي هذا الحوض أيضاً على كميات ضخمة من الاحتياطيات النفطية تبلغ 3,4 مليار برميل من النفط، إلى جانب كميات كبيرة أيضاً من سوائل الغازات.
وسوف يساهم غاز شرق المتوسط في تعظيم الاستفادة من البنية التحتية من محطات إسالة وشبكات لتجارة الغاز خاصة في مصر.
الاتفاقيات الثنائية
وتقطع الاتفاقيات الثنائية التي تربط دول البحر المتوسط الطريق على أي وجود تركي بمياه البحر المتوسط الذي سعى إليه أردوغان من خلال اتفاق مشبوه أبرمه، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، مع فائز السراج، رئيس ما يسمى بحكومة الوفاق غير الشرعية في طرابلس الليبية.
ويقضي الاتفاق بإنشاء منطقة اقتصادية خالصة تمتد من ساحل تركيا الجنوبي على المتوسط إلى الساحل الشمالي الشرقي الليبي، متجاهلا وجود جزيرة كريت اليونانية بين الساحلين التركي والليبي، وهو ما يعتبر منافيا لقانون البحار الدولي.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOC40MyA= جزيرة ام اند امز