رحلة إيمانية.. 60 عامًا من إشراقات إذاعة القرآن الكريم من القاهرة
منذ فجر الإسلام، حظيت تلاوة القرآن الكريم بمكانة خاصة في قلوب المسلمين، فكانت بمثابة ينبوع الصفاء والهداية، وملاذ للروح في خضم الحياة.
وتأتي إذاعة القرآن الكريم المصرية كأحد أهم المنارات التي تنشر نور القرآن الكريم في أرجاء مصر والعالم العربي والإسلامي.
ومع ما شهدته مصر من تغيرات على مدار ستة عقود، ظلت إذاعة القرآن الكريم بمثابة قيمة ثابتة زينت عصورا مختلفة، فهي تحتفظ بمكانتها مع سرعة التغيرات وتطور جميع مناحي الحياة.
ارتباط المصريين بإذاعة القرآن الكريم، التي تُكمل اليوم عامها الـ60، وطدتها مواقف وظروف يومية دفعتهم للإنصات إلى بثها، فكانت ساعات الصباح الباكر، وما يسبق رفع أذاني المغرب والفجر في رمضان، وغيرها من المواقف والمواقيت، سببا في ذيوع صيتها، مهما اختلف العاملون فيها وتغير قراؤها بمرور الزمن.
قرار التأسيس
يعود تأسيس هذه المحطة الإذاعية العريقة إلى ستينيات القرن الماضي، حينما فوجئ الرأي العام المصري بصدور نسخة من المصحف الشريف بها تحريف لبعض الآيات.
واستدعى ظهور هذه النسخة إلى بحث المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الاجتماعية، وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إلى بحث الأمر، حتى خلص العلماء إلى حماية القرآن الكريم بتسجيل صوتي للمصحف المرتل برواية حفص عن عاصم.
وانتهى العلماء إلى أن يتولى تلاوة الآيات القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، على أن يجري تسجيلها على أسطوانات تُوزع لاحقا.
لكن لم يحقق هذا الإجراء صدى واسعا، ما دفع وزارة الثقافة والإرشاد القومي، برئاسة الدكتور عبدالقادر حاتم، لإصدار قرار بتخصيص موجتين قصيرة ومتوسطة، لبث تسجيل المصحف المرتل.
وفي مثل هذا اليوم، 25 مارس/آذار عام 1964، أعطى الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر شارة بدء بث إذاعة القرآن الكريم.
وبدأ البث الرسمي لهذه المحطة في 29 مارس/آذار من نفس العام، لمدة 14 ساعة يومياً، من السادسة حتى الساعة 11 صباحاً في فترتها الأولى، ثم من الثانية ظهراً حتى العاشرة مساء في الفترة الثانية.
أشهر قراء إذاعة القرآن الكريم
ضمت الإذاعة المصرية كوكبة من ألمع قراء "دولة التلاوة" في مصر، فجمعت بين تسجيلات شيوخ راحلين، وآخرين كانوا أحياء وقت تدشينها.
على رأس هؤلاء الشيوخ كل من: محمد رفعت، وأبوالعينين شعيشع، وطه الفشني، ومحمد صديق المنشاوي، ومحمود خليل الحصري، ومصطفى إسماعيل، وعبدالباسط عبدالصمد، ومحمود علي البنا.
كما ضمت الإذاعة كذلك الشيوخ: كامل يوسف البهتيمي، والشحات محمد أنور، ومحمد عبدالوهاب الطنطاوي، وأحمد نعينع، وعبدالفتاح الطاروطي، وغيرهم الكثير.
أشهر من أنجبتهم إذاعة القرآن الكريم
على مدار سنوات بثها تعلق المستمعون بعدد من البرامج، التي قدمتها حناجر ارتبط بها كثيرون، بحيث باتت أصواتهم مألوفة، لما بها من أداء متميز، وإجادة للغة العربية الفصحى.
عبدالصمد دسوقي
من أشهر العاملين في هذه المحطة الإذاعي عبدالصمد دسوقي، مقدم برنامج "الهدي النبوي"، كما سبق له تقديم برنامج "أضواء على العالم الإسلامي، كما سبق له تولي رئاسة المحطة في الفترة ما بين عامي 1994 حتى 1998.
هاجر سعد الدين
كما تعد الدكتورة هاجر سعد الدين من أشهر الأصوات النسائية التي عملت في إذاعة القرآن الكريم، فهي أول امرأة تتولى منصب الرئيس، كما أن صوتها علق بأسماع متابعي برامجها "براعم الإيمان"، و"فقه المرأة"، و"موسوعة الفقه الإسلامي"، و"مسلمات حول الرسول".
شحاتة العرابي
فيما قضى الإذاعي شحاتة العرابي ما يزيد على 35 عاما داخل إذاعة القرآن الكريم، مقدما العديد من البرامج عبرها، منها على سبيل المثال لا الحصر: "قطوف من حدائق الإيمان".
سعد المطعني
ونفس الحال للإذاعي المخضرم سعد المطعني، الذي زين مشواره عدد من البرامج التي قدمها عبر الأثير، أشهرها: "المصحف المعلم".
إبراهيم خلف
وعلى المنوال ذاته سار الإذاعي إبراهيم خلف، الذي قدم برنامج "خواطر الإمام"، الخاص بتفسير الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي للقرآن الكريم.
aXA6IDMuMTQwLjE4Ni4xODkg جزيرة ام اند امز