خاص.. قصة مصري توج ببرونزية الأمم الأفريقية رغم وداع الفراعنة
قصة المصري الذي تُوج بالميدالية البرونزية لكأس الأمم الأفريقية رغم خروج منتخب بلاده من الدور ثمن النهائي.. طالع التقرير.
تُوج المنتخب النيجيري، مساء الأربعاء، بالميدالية البرونزية لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2019، عقب الفوز على تونس بهدف نظيف، في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
وتسلم لاعبو النسور الخضراء الميداليات البرونزية، في مشهد مألوف بالنسبة للاعبي الفريق صاحب المركز الثالث، لكن في المقابل كان هناك مشهد لافت لم يلحظه سوى القليل، وهو وجود شاب مصري متوج بإحدى الميداليات البرونزية مع لاعبي نيجيريا.
المصري عمر طارق، أو "أوتزي" كما يناديه لاعبو المنتخب النيجيري وأعضاء جهازه الفني، أهداه جون أوبي ميكيل، قائد المنتخب النيجيري، الميدالية البرونزية بعد الحصول عليه، ووجه له الاتحاد النيجيري الدعوة للسفر إلى البلاد بعد انتهاء منافسات البطولة.
وترصد "العين الرياضية" عبر التقرير التالي قصة ذلك الشاب المصري الذي قادته بطولة كأس الأمم الأفريقية إلى التتويج بالميدالية البرونزية دون أن يكون أحد عناصر "النسور الخضراء".
نقطة البداية
البداية كانت من الإعلان عن تنظيم مصر لبطولة كأس الأمم الأفريقية في يناير/كانون الثاني الماضي، بعد التفوق على جنوب أفريقيا في التصويت الذي أجراه المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، عقب سحب البطولة من الكاميرون بسبب عدم توافر الإمكانات الكافية بعد الاستقرار على زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى 24.
عمر طارق عمد إلى التقدم للانضمام إلى فريق المتطوعين متسلحا ببعض الخبرات السابقة له في هذا المجال، لتقوده الأقدار إلى الصدفة التي جعلت منه معشوقا للاعبي المنتخب النيجيري، حيث استقرت اللجنة المنظمة على تعيينه مرافقا لـ"النسور الخضراء" في قرعة البطولة التي أقيمت في أبريل/نيسان الماضي.
أعجب مسؤولو المنتخب النيجيري بالدور الذي أظهره صاحب الـ29 عاما خلال فترة إقامة القرعة، ليرسل الاتحاد النيجيري خطابا رسميا إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم واللجنة المنظمة للبطولة، يطلبون فيه أن يكون مرافقا لهم طول فترة البطولة.
وحرص الشاب المصري على التواصل مع المسؤولين في الاتحاد النيجيري قبل شهر كامل من انطلاق البطولة، لتوفير جميع سبل الراحة لهم، وضمان أن تكون الإقامة في مصر جيدة خلال فترة البطولة.
مواقف إنسانية
وشهدت فترة إقامة المنتخب النيجيري في مصر للمشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية العديد من المواقف الإنسانية المتبادلة بينه وبين كل من لاعبي المنتخب النيجيري وعناصر الجهازين الفني والإداري.
وبدأت تلك المواقف حتى قبل انطلاق البطولة، عندما عجز رئيس بعثة المنتخب النيجيري عن الحضور إلى مصر لترتيب الإقامة قبل يومين من وصول البعثة، ليتكفل عمر بالأمر ويقوم بإرسال الصور ومقاطع الفيديو اللازمة إلى مسؤولي المنتخب النيجيري للاطمئنان على حسن الإقامة.
الأمر تكرر قبل سفر المنتخب النيجيري إلى العاصمة المصرية القاهرة لخوض مباراة جنوب أفريقيا في الدور ربع النهائي من البطولة، حيث سافر مع المدير الإداري للمنتخب قبل 6 ساعات من سفر اللاعبين وعناصر الجهازين الفني والإداري، ولم يحز الفندق المُقرر للإقامة على إعجاب مسؤولي المنتخب، لينجح سريعا في إيجاد فندق مناسب قبل وصول عناصر "النسور الخضراء" إلى القاهرة.
ولعل هذا الحرص الذي وجده النيجيريون في مرافقهم المصري هو ما جعلهم محبين له بشكل كبير، حيث حرص الألماني جيرنوت روهر، المدير الفني للمنتخب، على تقديمه للاعبين وتعريفه بهم، وسمح له بدخول غرف الاجتماع في أوقات المحاضرات بشكل طبيعي، معتبرا إياه من عناصر المنتخب ذاته.
وبناءً على ذلك تمتع عمر طارق بالعديد من العلاقات المميزة مع لاعبي المنتخب النجيري، حتى أنه أخبر أوديون إيجالو بتسجيله هدفا في مباراة الكاميرون في الدور ثمن النهائي، وهو ما حدث عندما سجل اللاعب هدفين قاد بهما "النسور الخضراء" للفوز على "الأسود" بنتيجة 3-2.
مواجهة مصر المحتملة
تلك العلاقة القوية كانت محل تهديد عندما نجح المنتخب النيجيري في التأهل إلى الدور ربع النهائي على حساب الكاميرون، وانتظر الفائز من مباراة مصر وجنوب أفريقيا، والتي كان المنتخب المصري مرشحا للفوز بها بشكل كبير.
قبل المباراة انهالت العديد من التساؤلات على عمر طارق حول المنتخب الذي سيشجعه في حالة تأهل مصر إلى الدور ربع النهائي، وهي التساؤلات التي أعيته حالة الحب الشديدة بينه وبين عناصر المنتخب النيجيري عن وجود إجابات لها.
يقول عمر: "شعرت بإحساس غريب في تلك اللحظات، ولكنني فكرت في الأمر كمحترف أقوم بتأدية دوري كمرافق للمنتخب النيجيري".
وأوضح مرافق المنتخب النيجيري أنه تواصل مع بعض أصدقائه من لاعبي المنتخب المصري قبل مباراة جنوب أفريقيا، وتوعدهم بإقصائهم من البطولة على سبيل المزاح.
ولكن الأقدار كانت أرحم بالشاب المصري، وأطاحت بمنتخب بلاده من ثمن نهائي البطولة في مفاجأة مدوية، عقب الهزيمة أمام جنوب أفريقيا بنتيجة 0-1.
برونزية القائد
قبل خوض مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع أمام تونس، حرص عمر طارق على توجيه خطاب وداعي للاعبي المنتخب النيجيري، يشكرهم فيه على الفترة التي قضاها مرافقا لهم طوال البطولة، وهو الخطاب الذي ترك أثرا كبير لديهم.
وبعد الفوز على تونس بهدف إيجالو، طالب لاعبو المنتخب النيجيري عمر طارق بالصعود معهم إلى منصات التتويج والحصول على ميدالية برونزية، تقديرا له على الدور الذي بذله معهم طوال منافسات البطولة، ولكنه رفض التزاما بدوره كمرافق للفريق.
الأمر دفع جون أوبي ميكيل، قائد المنتخب النيجيري، إلى منح ميداليته البرونزية للشاب المصري، تقديرا له على الدور الذي قدمه، وليحتفل مع اللاعبين بالإنجاز الذي حققوه، ووعده الأخير بردها له فور الانتهاء من الاحتفال.
السفر إلى نيجيريا
مع حالة الحب الشديدة التي سيطرت على المعسكر، حرص لاعبو المنتخب النيجيري على دعوة عمر طارق إلى زيارة نيجيريا لرؤيتها على الطبيعة.
وعلى الرغم من أن الأمور كانت على محمل المزاح في بداية الأمر، إلا أنها أصبحت حقيقة، حيث أصر لاعبو "النسور الخضراء" على توجيه الدعوة له وأن يسافر معهم على متن طائرتهم الخاصة العائدة إلى نيجيريا عقب انتهاء فعاليات البطولة.
وبالفعل وجه الاتحاد النيجيري دعوة إلى الشاب المصري ليكون مع بعثة المنتخب خلال رحلة العودة إلى نيجيريا، ليُكمل معهم النصف الثاني من الرحلة التي انتهى نصفها الأول في مصر.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA= جزيرة ام اند امز