مصرية تحارب ضمور العضلات بمبادرة لمساعدة أصحاب الهمم
الشابة المصرية مي حسن تطلق مبادرة لمساعدة أصحاب الهمم وتحويل الإسكندرية لأول محافظة بمصر صديقة لهم على أن تكون مؤهلة لخدمتهم بشتى الصور
رغم إصابتها بمرض ضمور العضلات في سن الـ20، لكنها استطاعت بالعزيمة وقوة الإرادة أن تقاومه لتعيش حياتها وتؤثر في مجتمعها، إنها الشابة المصرية مي حسن التي فتحت لها باب أمل جديداً في هذه الدنيا يحررها من قيود الكرسي المتحرك الذى تجلس عليه.
أطلقت مي حسن، خريجة كلية التجارة جامعة القاهرة، صاحبة الـ36 عاماً، مبادرة "تيسير"، لمساعدة أصحاب الهمم وتحويل الإسكندرية إلى أول محافظة في مصر صديقة لهم، على أن تكون مؤهلة لخدمتهم بشتى الصور، سواء في الطرق أو المواصلات أو المدارس أو الجامعات.
في حديثها لـ"العين الإخبارية"، أكدت الفتاة المصرية أن اقترابها من تحقيق أحلامها من خلال مبادراتها جعلها تجتاز الصعاب والحسرة على ضياع شبابها.. وإلى نص الحوار..
كيف بدأتِ التفكير في مبادرة "تيسير"؟
بعد إصابتي بمرض الضمور في عضلاتي خلال السنة الدراسية الثانية من كلية التجارة بجامعة القاهرة، شعرت أن الحياة توقفت بي عند هذا الحد وفقدت كل شيء خاصة أنني سافرت عدة دول لتوقيع الكشف ومعرفة مدى حجم مرضي، وفترة العلاج وإمكانية العلاج منه، وأجمع الأطباء أن حالتي ليس لها علاج، وسأتوفى عند سن الـ30.
بدأت أشعر بضيق في التنفس وقلة الحيلة، ولكن العون الذي أمده لي الله أخرجني من طريق اليأس، ومن هنا بدأت أفكر في مبادرة "تيسير" لمساعدة أصحاب الهمم، وبعد وضع الخطوات الأولى لهذه المبادرة شعرت أن الحياة عادت مرة أخرى، وأنني قادرة على تحقيق ذاتي من جديد، ووضع خطة لمجتمع أصحاب الهمم.
ما أهم أهداف مبادرتك؟
قبل الحديث عن أهداف المبادرة أريد الإشارة إلى نقطة مهمة ساعدتني للخروج بـ"تيسير" إلى النور بعد تواصلي مع الدكتور عصام عزت البكل، عميد معهد الدراسات التقنية والمهنية بمجمع خدمة الصناعة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا بالإسكندرية، الذي احتضن مبادرتي داخل قاعات المجمع الصناعي، بالإضافة إلى أنه ساعدني في وضع خطة عريضة لـ"تيسير" وتحديد أهدافها.
وتستهدف المبادرة أن يوجد في مصر كود الإتاحة الموجود في العالم أجمع، الذي يوفر لأصحاب الهمم طرقاً ميسرة ومواصلات ومؤسسات تعليمية، على أن تكون البداية من الإسكندرية، لتصبح صديقة لأصحاب الهمم.
كيف تصبح محافظة الإسكندرية صديقة لأصحاب الهمم؟
بأن يتم وضع آلية تنفيذية من قبل المحافظة لتنفيذ خطة "تيسير"، على أن يتم تخصص طرق جانبية لأصحاب الهمم، وأماكن ميسرة تسمح لهم بالصعود إلى الأرصفة والجلوس في الأماكن العامة والشواطئ بكل يسر، بالإضافة لتحويل التصميمات الهندسية الحالية أو المزمع تنفيذها في المحافظة بشكل عام، لتصبح مؤهلة لأصحاب الهمم، وأن تكون جميع الوسائل متاحة بشكل علمي خاصة بين المستشفيات والجهات الحكومية المختصة.
وما الذي تحتاجه مبادرتك لكي تحقق أهدافها؟
أشياء كثيرة أهمها تبني محافظة الإسكندرية خطة مبادرتي، وتحديد موعد لتنفيذ أولى الخطوات الفعلية على أرض الواقع حتى نشعر بالاهتمام، وأن مجهودنا لا يضيع في الهواء، فإذا حدث هذا الأمر ستكون الإسكندرية أول محافظة في مصر جاذبة لسياحة الهمم، لأنهم سيعلمون أن بلدنا وضعت حجر الأساس السليم لاستقبالهم.
ووقع اختيارنا على محافظة الإسكندرية بأن تكون صديقة لأصحاب الهمم لعدة مميزات أهمها أنها مدينة سياحية وجاذبة لجميع الجنسيات، وبعيدة عن الزحام، وفي الوقت نفسه مساحتها ليست كبيرة مثل القاهرة والجيزة، مما يسهل على المسؤولين تنفيذ خطة شاملة بجميع أنحاء المحافظة.
هل من الممكن أن تقدم "تيسير" أعمالاً مبتكرة لأصحاب الهمم؟
نعم بالفعل في القريب العاجل ستطرح مبادرتي عدة مشاريع خاصة ستكون عبارة عن طرح كرسي متحرك يسمح لأصحاب الهمم بالوقوف بشكل مميز، فضلاً عن نزولهم به إلى مياه البحر في شواطئ الإسكندرية، وفي الوقت الحالي تم الانتهاء من تصميم هذا الكرسي، وسيتم طرحه بشكل رسمي خلال الوقت القريب بمحافظة الإسكندرية، ليساعد أصحاب الهمم في حياتهم اليومية.